مسقط - الشبيبة
أكد السفير الفلسطيني المعتمد لدى السلطنة سعادة د.تيسير فرحات أن رحيل جلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – خسارة كبيرة لفلسطين وعمان، افتقده الشعب العماني والأمة العربية وأحرار العالم وكل الذين يقدرون الدور الكبير للسلطان الراحل .
وقال سعادته في حديث في حديث لبرنامج "أعز الرجال وأنقاهم" على إذاعة "الشبيبة":هذا ما لاحظناه بعد وفاة جلالته -طيب الله ثراه- من إجماع دولي غير مسبوق من خلال نعي جلالته أو من خلال الوفود الكبيرة من كل دول العالم الذين حضروا إلى مسقط ليعبروا عن حزنهم برحيل السلطان قابوس واعتزازهم وتقديرهم العالي لسياسته وما انجزه في عمان والحكمة التي تحلى بها في تعامله مع القضايا المحلية أو الإقليمية أو الدولية حيث السلطان الراحل يدرك جيداً أن حل المشكلات يجب أن يكون بالطرق السلمية البعيدة عن الإنفعالات.
واكد السفير الفلسطيني أن دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني تعد من أولويات سياسة السلطنة في عهد السلطان الراحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد-طيب الله ثراه- -برغم وجود هم داخلي كبير في عمان في بداية النهضة والمتعلق بتوحيد عمان إلا ان القضية الفلسطينية كانت حاضرة في سياسته ووجدانه – رحمه الله -.
وأوضح السفير أن ما يميز سياسة السلطان الراحل والدبلوماسية العمانية تجاه القضية الفلسطينية أنه لم يكن هناك أي تدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية بل دعم ومساندة وتقديم كل مايلزم دون ضجيج إعلامي ومن يقرأ التاريخ يدرك أن هذا الموقف متجذر في القيادة العمانية، مضيفاً: ونحن في فلسطين نعاني من التدخلات غير الضرورية واللامنطقية ولكن لمسنا من عمان الموقف الصادق في كل المحافل الدولية حيث وقفت إلى جانب فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني دائماً
وقال السفير كانت توجيهات السلطان قابوس طيب الله ثراه- للهيئة العمانية للأعمال الخيرية والتي لعبت دوراً كبيراً في تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني - أن تكون بدون ضجة إعلامية ولم يعرف الناس ماذا قدمت القيادة العمانية وماذا تقدم لأنها تعتبره واجباً وهذا ما يقدره الشعب الفلسطيني وتقدره القيادة الفلسطينية وكان الطرف العماني هو من يرفض أن يتم الإعلان عن تلك المساعدات دائماً.
وفيما يتعلق بالزيارة الأخيرة للرئيس الفلسطيني مع السلطان الراحل، قال د.تيسير فرحات: كانت قمة الحكماء وكانت لدى السلطان الراحل أفكار للعودة إلى طاولة الحوار حرصاً منه على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. مضيفاً: الرئيس الفلسطيني يثق بجلالة السلطان -طيب الله ثراه- وقال له حرفياً: نحن نثق بحكمتكم وتحركاتكم وأي شي تقدمون عليه وترون فيه مصلحة للشعب الفلسطيني فنحن نستفيد منكم ونقدر لكم هذا المجهود وكان جلالة السلطان يهدف من اللقاء الخروج من حالة الجمود وإعادة الأطراف إلى الحوار وهذا ما كان يؤمن به جلالة السلطان – الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشكلات والقضايا العالقة.
واختتم السفير الفلسطيني حديثه قائلاً: الشعب الفلسطيني يحب عمان وقيادتها ..وبوفاة السلطان قابوس-طيب الله ثراه- أقيمت بيوت عزاء في فلسطين لأننا نعتبر رحيله خسارة لنا أيضاً وفي الوقت نفسه نحن على ثقة تامة أن السياسة العمانية تجاه فلسطين ستستمر في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه - لأنها سياسة ناتجة عن مبادى ومنطلقات ومتجذرة وثابتة.