انطلاق المؤتمر الخليجي الأول "لإضطراب طيف التوحد"

بلادنا الأحد ٢٦/يناير/٢٠٢٠ ١٠:٢٣ ص
انطلاق المؤتمر الخليجي الأول "لإضطراب طيف التوحد"

مسقط - الشبيبة

انطلقت صباح أمس الأول (الجمعة) أعمال المؤتمر الخليجي الأول لإضطراب طيف التوحد برعاية كريمة من مجلس الصحة لدول مجلس التعاون وبمشاركة من وزارة الصحة وجامعة السلطان قابوس، وبالتعاون مع وزارة التنمية الإجتماعية ومكتب اليونسيف – مسقط ومركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، وذلك في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض تحت رعاية وزيرة التربية والتعليم معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد بن ناصر الشيبانية، وبحضور عدد من اصحاب المعالي والسعادة والأهالي الذي يعانون أبنائهم من اضطراب طيف التوحد.

وحول المؤتمر قال وزير الصحة معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي في تصريح له لوسائل الإعلام: إن اضطراب طيف التوحد ينتشر في دول مختلفة بالعالم والإحصائيات تتفاوت من دولة لأخرى والاهتمام بالأطفال الذين يعانون من هذا الإضراب أخذ يتزايد، من قبل الجهات الحكومية والأهلية، وأن هذا المؤتمر من شأنه أن يُثري المختصين وأسرهم بمعلومات تساعد على العناية بهؤلاء الأطفال، وما يميز المؤتمر المشاركة الواسعة للمختصين والمتحدثين من دول عده لديهم خبرات واسعة في هذا المجال، لذلك نتطلع ان يخرج المؤتمر بعدد من المخرجات التي تساعد على تقديم العناية الأكبر بالمصابين، متمنيا التوفيق لجميع المشاركين، والشكر نقدمه للقائمين على تنظيم المؤتمر بهذا الحجم.
والقى سعادة سليمان بن ناصر الدخيل مديرعام مجلس الصحة الخليجي كلمة جاء فيها: بإسم مجلس الصحة لدول مجلس التعاون أتقدم إليكم وللشعب العماني ببالغ التعازي في وفاة المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه - ونسأل الله الكريم أن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه في سبيل رفعة السلطنة ودعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي، فقد كان -رحمه الله- أحد القادة المؤسسين لمجلس التعاون الخليجي ولم يأل جهدا في دعم مسيرة التعاون بين الاشقاء في دول الخليج طوال عهده الزاهر، كما تقدم سعادته بالتهنئة للشعب العماني على تولي صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد - حفظه الله- مقاليد الحكم في البلاد داعيا الله العلي القدير أن يمن على جلالته بموفور الصحة والعمر المديد.

وقال سعادة الدخيل أن مجلس الصحة لدول مجلس التعاون يعمل منذ تأسيسه في عام 1976م على رؤية ثاقبة لتوحيد جهود الدول الاعضاء لتحقيق استراتيجية صحية خليجية موحدة، ومن أجل توفير أعلى مستويات الصحة لمواطني دول المجلس، عبر نشر التوعية ومكافحة الامراض، بما يتماشى مع أعلى معايير المنظمات الدولية في تحقيق الصحة والسلامة لجميع أفراد المجتمع.

واضاف أنه على مدى أكثر من 40 عاماً شهد المجلس العديد من التطورات التي واكبت النهضة الحضارية في الدول الاعضاء، ونمو أعداد السكان فيها، وما نتج عنه من توسع كبير في الخدمات الصحية، وهو ما تطلب استحداث العديد من البرامج التي تضمن تحقيق الأهداف الموضوعة بكفاءة عالية تنعكس إيجاب ا على جميع الاطراف.
واشار الى أن المجلس تبنى مؤخرا أربع ركائز أساسية يتم من خلالها تنفيذ الاستراتيجيات والخطط، ، وهذه الاستراتيجيات هي التوعية والوقاية والتطوير والدعم الصحي خلال زمنا قصير نسبيا، استطاع المجلس فيه أن يحقق قفزات نوعية في جميع الركائز نتج عنها انجاز عدد من البرامج والمشاريع النوعية التي أسهمت في تعزيز التكامل الخليجي في مجال الصحة، وكلنا أمل أن نسهم ولو بالقليل في مسيرة العمل الخليجي المشترك.

وأضاف سعادة سليمان الدخيل انه من منطلق حرص المجلس على نشر الوعي الصحي وإبراز رؤية ورسالة المجلس، فإن مجلس الصحة يقوم بالمشاركة في تنظيم المؤتمر الخليجي الاول لاضطراب طيف التوحد والاضطرابات النفسية المصاحبة. حيث يعتبر التوحد من أهم الاضطرابات التطورية لتي تزايد الاهتمام بها بسبب تضاعف الحالات المشخصة وتعاظم العبء الصحي والاقتصادي والاجتماعي على الاشخاص الذين يعانون من التوحد وأسرهم وكافة قطاعات المجتمع.

وأشار الى أن المؤتمر يهدف إلى تكثيف الجهود لزيادة المعرفة بهذا الاضطراب لدى مختلف شرائح المجتمع سعيا نحو تقديم رعاية متكاملة ومستدامة للشخص الذي يعاني من التوحد، كما يهدف إلى إبراز الأدلة والبراهين العلمية في هذا المجال بمشاركة خبراء عالميين وأكاديميين وأولياء أمور ومدرسين ومختصين في مجال تقديم الرعاية الصحية لهذه الفئة وذلك من أجل وضع الحلول المناسبة للتحديات وإلقاء الضوء على الاتجاهات المستقبلية في هذا المجال.

كم أكد على أن الاهتمام بالتوحد يكتسب أهمية خاصة من بين سائر الاضطرابات النمائية تكمن في الأمل الكبير في تغيير مستقبل الأشخاص بشكل جذري إذا تلقوا الرعاية المناسبة في وقت مبكر من الحياة، إذ دلت الدراسات العلمية أن أكثر من ثلث الاشخاص الذين يعانون من التوحد يتمتعون بمعدلات ذكاء متوسطة أو أعلى من المتوسط، حتى أن عددا من النوابغ المشهورين عالميا كانوا ينتمون لهذه الفئة كما أثر ذلك عن الفيزيائي الكبير ألبرت آينشتاين وبيل جيتس صاحب شركة مايكروسوفت العالمية.

وأضاف: أن المجلس يأمل أن تعم الفائدة على مختلف الجهات المشاركة في هذا المؤتمر ومنها المسؤولون من وزارات الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي، ومقدمو الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون، ومؤسسات الرعاية الصحية في القطاع الصحي والقطاعات الاخرى. وكل من ساهم في اعداد والتحضير لإقامة المؤتمر الخليجي الاول للتوحد في مسقط.

بعدها قدمت سعادة لنا خليل الوريكات ممثلة مكتب الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف - مسقط كلمة جاء فيها: إن هذا المؤتمر يكتسب أهمية كبرى وحضور فاعل بمشاركة محلية ودولية واسعة لأكثر من 1000 مشارك من صناع القرار والأكاديميين والخبراء المختصتين بهدف التعرف على اخر المستجدات العلمية ولإيجاد حلول لمشكلة كبيرة نعاني منها جميعا... وهي الدخول الى عالم من العزلة يعيش فيه أحبة لنا.

وأشارت الى أن هذا المؤتمر يعد منبرا لنا لمحاربة التمييز، والدعوة الى التنوع في مجتمعاتنا وتعزيز التزامنا بالإدماج التام للمصابين بالتوحد وبكفالة مشاركتهم وتحقيق إمكاناتهم الكاملة. دمج الأشخاص ذوي الإعاقة جزء حيوي من جهودنا الرامية الى الوفاء بالوعد الأساسي الذي قطعناه في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وهو: عدم ترك اي احد خلف الركب.
واضافت سعادتها أن التقديرات تشير الى وجود ما يقل عن 93 مليون طفل في العالم يعانون من إعاقات جسدية وعقلية. كما تجدرالإشارة الى وجود طفل توحدي من كل 165 طفل حسب اخر الأرقام التقديرية.
وأن السنوات الأخيرة شهدت اهتماما متزايدا بإعاقة التوحد، نظرا لما تطرحه هذه الإعاقة من إشكالات تتعلق بحقوق الانسان والكشف والتشخيص المبكرين.
كما أوضحت الى أن الأشخاص والأطفال ذوي الإعاقة يتعرضون كل يوم للتمييز ولعوائق تقيد مشاركتهم في المجتمع على قدم المساواة مع غيرهم، وهم يحرمون من حقوقهم في الاندماج في نظام التعليم العام والتوظيف، وفي العيش المستقل بالمجتمع، وفي المشاركة في الانشطة الرياضية والثقافية، وفي التمتع بالحماية الإجتماعية، وفي إختيار العلاج الطبي.
وبالنسبة لليونيسف فإن التعليم الشامل ودمج الاطفال ذوي الإعاقة أولوية. هذه الأنظمة الشاملة تقدر المساهمات الفريدة التي يقدمها كل طالب بشكل منفرد، وتسمح للمجموعات المتنوعة بأن تنمو معا جنبا الى جنب، بما يعود بالنفع على الجميع، وان اليونيسف تدعم البلدان لتقوية نظم التعليم الشامل من خلال التوعية بها ومناصرتها، وذلك من خلال بناء القدرات ودعم التنفيذ.

واضافت أنه في الأعوام الأخيرة، حدث تغيير ثوري في النهج، على الصعيد العالمي، من اجل سد فجوة الحماية وضمان تمتع الأشخاص والأطفال ذوي الإعاقة بنفس معايير المساواة والحقوق والكرامة، وإن الاحتفاء وتنفيذ المعاهدات والاتفاقيات الدولية الخاصة بالتنوع وتمكين الفرد، رسالتان اساسيتان لحقوق الإنسان، ويتجلى هذا في القرارين الذين اتخذهما الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذا الخصوص. حيث دعى القرار الاول في 2007 الى الاحتفال باليوم العالمي للتوحد في 2 ابريل من كل عام، وتبعه قرارات الدول الأعضاء باتخاذ الاجراءات السياسية والقانونية والمالية الضرورية من اجل ضمان إدماج الاشخاص ذوي الإعاقة لضمان تنفيذ اهداف التنمية المستدامة. كما تعهدت الدول الأعضاء للأمم المتحدة ومنها دول مجلس التعاون الخليجي على تنفيذ هذه الاهداف كما صادقت على اتفاقية حقوق الطفل (CRC) واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة (CRPD).

واضافت سعادتها الى اليونيسيف تعمل حاليا مع حكومة السلطنة على إعداد تصنيف وطني موحّد للإعاقة، بغرض تعزيز البيانات حول الأطفال ذوي الإعاقة والبرمجة القائمة على الأدلة في هذا المجال، اضافة الى تأسيس برنامج معتمد للتدخّل مبكر لتأهيل كوادر مدرّبة بهدف تأمين تغطية أوسع للخدمات المقدّمة للأطفال ذوي الإعاقة، وان هذا الإنجاز يعد الأبرز في إتمام برنامج تدريب المعلمين حول التعليم الشامل وتطوير سياسة التعليم الدامجة التي وضعت في هذه السنة. ومن شأن ذلك العمل أن يعزّز النتائج التعليمية بشكلٍ عام مع تحوّل طرق التدريس إلى طرقٍ تستجيب أكثر لاحتياجات التعلّم المختلفة.