العافية.. محط عشاق الطبيعة وتسلق الجبال

بلادنا الثلاثاء ٢١/يناير/٢٠٢٠ ١٢:٠٣ م
العافية.. محط عشاق الطبيعة وتسلق الجبال

سمائل - صالح الرواحي

قرية العافية احدى قرى وادي بني رواحة التابعة لولاية سمائل تقع تحت سفح جبل تحيط بها الجبال من كافة الجهات مما جعلها القبلة الأولى من عشاق مغامرات تسلق الجبال حيث إنها تبعد عن قرية المناخر بنيابة الجبل الأخضر مسافة (6) ساعات بالمشي عبر سلسلة الجبال التي تربطها عن نيابة الجبل الأخضر، كما يربطها طريق آخر جبلي مختصر إلى قرية (حدش) في وادي مستل إحدى قرى ولاية نخل لمسافة (4) ساعات بالمشي، والتواصل مستمر بين أهالي القريتين حتى وقتنا الحاضر، وقد عرفت منذ قديم الزمان باسم قرية (الحمة) وهو مشتق من حميم الرصاص لتميز أهالي القرية بصناعة الرصاص والباروت المستخدم في حروب ذلك الزمان، وما قام به أهالي تلك القرية من تقديم المساعدات لسكان الجبل الأخضر لكونها قريبة من الجبل وأثناء زيارة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان بن قابوس بن سعيد المعظم طيب الله ثراه لولاية سمائل أطلق عليها مسمى جديد وهي قرية (العافية) فكان الاسم يطابق المسمى لما تتميز بها قرية العافية من مقومات سياحية جميلة أهلتها بأن تكون المحطة الأولى للسياح خاصة الوافدين منهم ويقدر عدد سكان العافية في الوقت الحاضر أكثر من (400) مواطن وقد حظيت القرية خلال العهد الزاهر الميمون بالعديد من منجزات النهضة المباركة.

وادي العسي

يوجد في قرية العافية وادي يطلق عليه وادي (العسي) ويعتبر من الأودية الأكثر جرياناً بوادي بني رواحة وهو يشكل ثنائيا مع وادي (المسقاه) في قوة جريانه أثناء هطول الأمطار على رؤوس الجبال المحيطة بالقرية، حيث يستقطب جريان الأودية بقرية العافية الكثير من السياح من المواطنين والوافدين لقضاء يوم جميل بين أحضان الطبيعة الخلابة والأشجار المثمرة التي تطل على جانبي الوادي وبين خرير الماء المنساب من أعلى الجبال مشكلاً بذلك شلالات جميلة قد لا نشاهدها إلا في قليل من الدول العربية والأوروبية.

حلة الحجرة

يحيط بقرية العافية سور قديم قد اندثرت معالمه تماماً بسبب العوامل المناخية ويربط السور ثلاثة أبواب يتم غلقها بعد صلاة المغرب مباشرة، كما يوجد على الزاوية برج مازال شامخاً يحكي ماضي وحاضر القرية وصلابة المواطن العماني عبر السنين الماضية، ويوجد بداخل هذا السور أنذاك عدد من البيوت القديمة تسمى (الحجرة) وهم سكان القرية الذي لا يتعدى عددهم 30 مواطناً، وقد اندثرت تلك البيوت ولكنها آثارها شاهدةً لماضيها التليد لتحكي لأجيال عمان المستقبل ماذا كانت قريتهم وما وصلت إليه من تطور كبير خلال العهد الزاهر.

فلج السخنة بقرية العافية

يوسف بن سرحان بن حميد الهشامي أحد سكان القرية أوضح قائلاً: على الرغم من أن قرية العافية منطقة جبيلة تقع تحت سفح جبل إلا إنها تتميز بزراعة النخيل بكافة أنواعها ويكثر فيها زراعة أشجار الحمضيات حيث تتصدر المرتبة الأولى على مستوى قرى وادي بني رواحة في زراعة الليمون ثم السفرجل والنارنج والمانجو، حيث يتم ري هذا الأشجار والنخيل من فلج ينبع من أسفل الجبال المحيطة بالقرية والممتد من الجبل الأخضر ويطلق عليه اسم فلج (السخنة) ويعود تسمية الفلج بهذا الاسم لما يتميز به من ارتفاع حرارته في فصل الشتاء حيث تتصاعد منه البخار من شدة حرارته، وهو فلج لا ينضب أبداً مهما تعرضت لها أفلاج الولاية من جفاف بسبب قلة الأمطار وجريان الأودية.