سلاحف مصيرة مهددة بالانقراض

بلادنا الأربعاء ٠٦/أبريل/٢٠١٦ ٠١:٥٠ ص
سلاحف مصيرة مهددة بالانقراض

مسقط – حنان العمدوني

كشفت جمعية البيئة العمانية عن تراجع أعداد سلاحف الريماني التي تعيش على شواطئ جزيرة مصيرة حيث وصل عددها إلى 12 ألف سلحفاة بعد أن كان عددها 40 ألف سلحفاة قبل 20 عاماً بسبب المخاطر البيئية التي تهدد هذه السلاحف بالانقراض.

مدير التوعية البيئية بجمعية البيئة العمانية د. حمد بن محمد الغيلاني قال إن التهديدات الرئيسية التي تتعرض لها كل من موائل السلاحف وأعدادها تعود إلى مصادر الإزعاج البرية مثل أعمال التطوير الموسعة على السواحل، القيادة على الشواطئ، الضوء الاصطناعي ومصادر الإزعاج البحرية مثل الصيد العرضي والصيد الخفي، ما يعني أن أعداد هذا النوع قلت بنسبة كبيرة، الأمر الذي يهدد سلاحف الريماني على المستوى العالمي، لأن شواطئ جزيرة مصيرة تضم ثاني أكبر تجمع لهذا النوع على مستوى العالم بعد فلوريدا بأمريكا.

وفي العام 2015 تم إنجاز تقييم عالمي لسلاحف الريماني على يد المجموعة التخصصية للسلاحف البحرية التابعة للجنة بقاء الأنواع المنبثقة عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وقد تم تحديد المجموعة الفرعية لسلاحف الريماني في شمال المحيط الهندي على أنها مهددة بالانقراض من الدرجة الأولى وبالتالي فهي معرضة لخطر الانقراض العالي جدا في البرية في المستقبل القريب. وجدير بالذكر أن هذه المجموعة الفرعية تعشعش في السلطنة واليمن وأن هذا التقييم يعود إلى الهبوط المبلغ عنه في عدد الأعشاش في جزيرة مصيرة.

وأضاف الغيلاني: تعتبر جزيرة مصيرة أهم موقع لإيواء سلاحف الريماني، بالاضافة إلى السلحفاة الخضراء والزيتوني والشرفاف، بينما يضم رأس الحد أكبر تجمع للسلحفاة الخضراء على مستوى المحيط الهندي وثاني أكبر تجمع لها على مستوى العالم بعد استراليا، وتضم جزر الديمانيات ومصيرة تجمعات سلحفاة الشرفاف، وتعشعش السلحفاة «الزيتوني» في جزيرة مصيرة فقط، بينما تتغذى السلحفاة النملة في مياه السلطنة، ولا تعشعش في الشواطئ العمانية.

وذكر الغيلاني أن السلطنة تتميز بوجود ثلاثة بحار، بحر العرب وبحر عمان والخليج العربي، وهذه البحار تتنوع فيها البيئات والكائنات، وتوجد في السلطنة أنواع كثيرة من الكائنات البحرية، حيث يوجد 1200 نوع من الأسماك، وعشرون نوعا من الحيتان والدلافين، و150 نوعا من الشعاب المرجانية تقريبا، وتوجد أنواع أخرى من القشريات والرخويات وغيرها، وتتميز البحار العمانية بوجود خمسة أنواع من السلاحف البحرية، من بين سبعة أنواع موجودة في بحار العالم، وهي السلحفاة النملة والريماني والخضراء والشرفاف والزيتوني، وتعتبر السلطنة من المواقع المهمة لتعشيش الشرفاف والريماني والخضراء على مستوى المحيط الهندي والمستوى العالمي.

أما عن دور سلاحف الريماني في تحقيق التوازن البيئي في المحيطات وقيمتها الاقتصادية والبيئية فقال: للسلاحف دور كبير في حفظ التوازن البيئي من خلال تغذيتها على الطحالب والأعشاب وقناديل البحر، وأي خلل في التوازن البيئي لهذا النوع من الكائنات قد يؤثر على التنوع الحيوي، وبخاصة بيئات الشعاب المرجانية، والمواد التي تتغذى عليها هذه الأنواع، فقد تزيد بكميات كبيرة وتخل بالتوازن البيئي.
وأوضح الغيلاني أن جمعية البيئة العمانية تقوم حاليا بحملة توعية، تشمل الندوات والمحاضرات للطلبة والصيادين وجمعيات المرأة، ولوحات للتوعية والإرشاد في الشواطئ، وحملات لتنظيف لشواطئ تعشيش السلاحف، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات المختصة الأخرى، لحماية هذه الأنواع الفريدة.