"أعلام" من حول العالم.. تتنكس حزناً على رحيل المغفور له جلالة السلطان قابوس

بلادنا الاثنين ١٣/يناير/٢٠٢٠ ٢٣:٢٥ م
"أعلام" من حول العالم.. تتنكس حزناً على رحيل المغفور له جلالة السلطان قابوس

مسقط - خالد عرابي

من حول العالم، من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه ومن أسيا إلى أوربا نكست العديد من الدول أعلامها حدادا على وفاة جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- فيما يمكن أن نطلق عليه أنها تبكي رحيله فمن الهند إلى المملكة المتحدة ومن تايلاند إلى مصر وموريتانيا وغيرهم الكثير..

قامت تلك الدول في آن واحد بتنكيس أعلامها على قائد أو زعيم دولة عربية أو حتى غير عربية أمر فريد.. من الممكن أن تتفق مجموعة من الدول على الحداد وتنكيس الأعلام بحكم روابط مثل الوحدة أو الجوار كالخليجية مثلا .. أو العربية أو الأوروبية أو الإفريقية ولكن أن يتم هذا الاجماع والتنوع من الدول والمنظمات الدولية ومن الرؤساء والشعوب من حول العالم تعبيرا عن الحزن والأسى فهذه هي السابقة التي ربما تكون كما وصفناها الفريدة والأولى وربما تكون الأخيرة من نوعها، لأنه ربما لم يعد هناك حاكم في العالم يمكن أن يتم الاجماع عليه بهذا الحب الحقيقي الصادق والمخلص، لا لشيء سوى لما علم وشوهد و تيقن منه من عدله وحكمته، ودوره في نشر الأمن والسلام، حيث وصل دوره العالمي في نشر السلام من حول العالم فأصبحت عمان في عهده هي مطفأة الحريق التي تخمد الحرائق وتطفيء نار الفتن في العالم، ومن ذلك ما رأيناه من دور عماني في ملفات عالمية كثيرة مثل الملف النووي الإيراني وإيران ومجموعة الخمسة وأمريكا، وملفات اليمن والخليج وليبيا وغيرها الكثير من القضايا العالقة عالميا، والتي لم تتدخل فيها السلطنة إلا بطلب منها ثقة في حكمة ونزاهة وشفافية السلطان قابوس –طيب اله ثراه- وأنه لا يتدخل طمعا في دور أو ظهور سياسي أو غيره وإنما من قبيل المساعدة في التهدئة ونشر الأمن والأمان والعدل والسلام في العالم .

السلطان المؤمن
وهنا لا نتسائل ونقول لماذا؟ وإنما يكون السؤال: ولما لا؟ فلما لا وجلالة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- وأسكنه فسيح جناته وحشره في زمرة الصديقين والنبين والشهداء وحسن أولئك رفيقا هو الحاكم المؤمن بالله الذي أجمع العالم على عدله ونزاهته وشفافيته وحكمته وقيادته لبلاده بكل حكمة واقتدار إلى شاطيء السلام، مجنبا إياها وشعبه كل ما من شأنه أن يضير الإنسان أو أن يكون وقودا للخروب، فحقا - كان عهده لا شقاق ولا فتن- وحقا شاع في عهده العدل ، وعم الأمن والأمان والسلام والازدهار والرخاء وحقق لشعبه وحتى لمن يقيمون على أرض عمان مستوى من العيش والرفاهية مما قد لا يتاح لشعوب في كثير من بلدان العالم ، فأجمع على حبه الجميع من القاصي والداني، فمن المواطن والمقيم، ومن الزائر والسائح، ومن الدبلوماسي والسياسي، و من الرؤساء و القادة ، ومن رجال الدين من الديانات والمعتقدات المختلفة ، وهذه الحالة النادرة و الفريدة من نوعها يمكن أن نقول أنه عز أن تجدها في هذا الزمان وهي أن يتم الاجماع على حب إنسان و الشهادة له بهذا القدر و الحجم من حول العالم حتى لرجال الدين و أصحاب الاتباع .

وفي تعبير عن مشاعر الحزن والأسى على الفقدان الأليم والمصاب الجلل لم يكن ديوان البلاط السلطاني العماني وحده الذي أعلن الحداد وتعطيل العمل الرسمي للقطاعين العام والخاص لمدة ثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام على مدى الأيام الأربعين المقبلة ، فقد قامت العديد من الدول من حول العالم بتنكيس الأعلام فمنها من نكس الأعلام وأعلن الحداد، وإن كان بمدد وفترات متفاوتة، ولكن اللافت للنظر فيها تنوعها من حول العالم فكانت مصر الدولة الأولى التي أعلنت الحداد وتنكيس الأعلام كما قامت بالفعل نفسه الكثير من الدول والتي لم نتمكن من إحصاءها جميعا ولكن ذكرنا البعض منها كنماذج حيث أعلنت مصر، الأردن، قطر، الكويت ، الإمارات، البحرين، المملكة المتحدة، الهند، تايلاند الحداد على وفاة السلطان العماني قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه- .

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإعلان حالة الحداد في مصر لمدة ثلاثة أيام لرحيل السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وقدم الرئيس السيسي، تعازيه "للأمة العربية والشعب العماني الشقيق" في وفاة السلطان قابوس، مشيرا إلى أنه "كان داعما دائما للقضايا العربية والإسلامية في شتى المواقف، ورائدا لنهضة سلطنة عمان الشقيقة"، كما نعت الرئاسة المصرية، السلطان الراحل بالقول وفق بيانها: "فقدت الأمة العربية زعيما من أعز الرجال، قائدا حكيما منح عمره لوطنه ولأمته، زعيما عربيا سيسجل له التاريخ أنه رمزا لقوة ووحدة سلطنة عمان على مدار نصف قرن حقق لها المكانة والنهضة والعزة".

وأمر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، بإعلان الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام وتعطيل جميع الدوائر الحكومية لـ3مدة ثلاثة أيام حدادا على وفاة السلطان قابوس - طيب الله ثراه-

وأعلنت المملكة المتحدة عن حزنها الشديد لوفاة السلطان قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه- . وأعلنت سفارتها في مسقط، أن الحكومة البريطانية نكست أعلام المقرات الملكية والمباني الحكومية لمدة يوم، حزنا على وفاة جلالة السلطان قابوس بن سعيد .

الحكومة الهندية
كما أعلنت الحكومة الهندية يوم الأحد الحداد الرسمي لمدة يوم واحد هو أمس (الاثنين) فى جميع أنحاء البلاد احتراما لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – رحمه الله. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية في تغريدة له : "توفي جلالة السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد ، سلطان عُمان ، في 10.01.2020. وكعلامة على الاحترام ، قررت حكومة الهند الحداد الرسمي ليوم واحد على يوم 13.01. 20 في جميع أنحاء الهند."

كما نعى الديوان الملكي الأردني ببالغ الحزن والأسى وعميق التأثر المغفور له، بإذن الله، السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه- وأمر الملك عبدالله الثاني، بإعلان الحداد على السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه- في البلاط الملكي الهاشمي لمدة ثلاثة أيام من يوم الوفاة.

وأعلن ملك البحرين، الملك حمد بن عيسى، الحداد على روح الفقيد الراحل لمدة ثلاثة أيام اعتباراَ من يوم الوفاة وتنكيس الأعلام خلالها بجميع الدوائر الرسمية داخل المملكة وسفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج .

كما نعي رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، السلطان قابوس - طيب الله ثراه-، آمرا بإعلان الحداد لمدة 3 أيام وتنكيس الأعلام خلالها بجميع الدوائر الرسمية داخل الدولة وسفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج . كما أمر بإقامة صلاة الغائب على روح السلطان الراحل في جميع مساجد الدولة .

ونعي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر ببالغ الحزن والأسى المغفور له السلطان قابوس-طيب الله ثراه- وأمر أمير قطر بإعلان الحداد في الدولة لمدة ثلاثة أيام. وأكد أمير قطر أن "السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور كان قائدا عظيما اتسم بالحكمة والاعتدال والاتزان وبعد النظر، وكرس حياته وجهده لخدمة وطنه وأمته، والدعوة إلى الحوار ونبذ العنف والتطرف".

وفي لبنان أعلن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الحداد الرسمي على المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور حيث تنكس الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة لمدة ثلاثة أيام بدءا من يوم الوفاة.. وأعلنت الرئاسة الموريتانية يوم السبت عن حداد وطني كافة التراب الموريتاني لمدة ثلاثة أيام، وذلك حزنا على وفاة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه - . كما وأعلنت مملكة تايلاند أيضا الحداد وتنكيس أعلامها حزنا علر رحيل جلالة السلطان "رحمه الله.

الأمم المتحدة
وهذه لم يقتصر الحداد والتعبير عن مشاعر الحزن والأسى على الدول فقط، فقد قامت المنظمات العالمية بنفس الفعل من تنكيس الأعلام، حيث قامت الأمم المتحدة بتنكيس علمها حدادا على وفاة - المغفور له بإذن الله تعالى - جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - رحمه الله - ونعى معالي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه -.وأشاد معاليه في بيان له، بمساهمات جلالة السلطان الراحل الكبيرة في مجال الدبلوماسية الإقليمية والدولية.

وأضاف جوتيريش أن جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه - قاد السلطنة لمدة 50 عاما، وقاد عملية تحويل السلطنة إلى بلد مزدهر ومستقر.وأكد معالي الأمين العام للأمم المتحدة أن جلالة السلطان الراحل "كان ملتزما بنشر رسائل السلام والتفاهم والتعايش في المنطقة والعالم، ولقد كسب احترام شعبه وشعوب المنطقة ومن يعيشون خارجها."

الجامعة العربية
كما أعلنت جامعة الدول العربية منذ السبت الفائت تنكيس علمها لمدة ثلاثة أيام حزنا على وفاة السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه-، كما وقد وصفته بأنه «فقيد الأمة العربية»، ونعى الأمين العام للجامعة أحمد ابوالغيط في بيان له قائلا: ننعي ببالغ الحزن وعميق الأسى إلى الأمتين العربية والإسلامية السلطان قابوس، واصفا إياه بأنه كان «حاكما من طراز نادر».

و قال أبو الغيط: إن السلطان قابوس «دأب خلال فترة حكمه على تبني خط مستقل لبلاده جنبها الكثير من الأزمات والصراعات التي اعتصرت المنطقة». وأضاف قائلا: إن السلطان قابوس «انحاز انحيازا واضحا للتحديث والتنمية ونجح في نقل البلاد نقلة نوعية هائلة منذ تولي الحكم في 1970 م حتى صارت على ما هي عليه الآن من استقرار وازدهار وانفتاح على العالم».

وأوضح أبو الغيط أنه يشاطر الشعب العماني حزنه «الصادق على رحيل السلطان قابوس ويعرف قدر حب الناس له» معربا عن أحر التعازي للشعب العماني «لفقده رجلا لعب الدور الأكبر في نهضة البلاد في العصر الحديث».