مشاعر تفيض حزنا وأسى تغمر وسائل التواصل الاجتماعي

بلادنا الاثنين ١٣/يناير/٢٠٢٠ ١٢:١٨ م
مشاعر تفيض حزنا وأسى تغمر وسائل التواصل الاجتماعي

مسقط - خالد عرابي

عبرت جموع عن مشاعر الأسى و الحزن لرحيل جلالة السلطان المعظم – طيب الله ثراه- و الذي وافته المنية مساء الجمعة الماضية بعد مسيرة حافلة من البذل والعطاء و التطور والازدهار لعمان .. ومنذ فجر الأمس ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالتغريدات و التعليقات التي تعبر جميعها عن مشاعر حزينة تجول في مجملها عن فقد القائد والزعيم و الأب الحنون الذي قاد البلاد إلى شاطئ الأمان فلا شقاق ولا فتن .. «الشبيبة» ترصد بعض مشاعر المواطنين عبر تغريداتهم في العديد من وسائل التواصل الاجتماعي ومنها:

يقول حمود السيابي : «هذا ليس بشاهد قبر ، هذا أكبر سهم يصوب للقلوب لتموت قبله و لتموت معه ولتموت بعده، لقد اتعبناك نصف قرن من الزمان فتحملتنا و ذاك قدرك وتكليفك.. واحببناك نصف قرن لنؤسس حبا ستتحدث عنه القرون.. ورغم وجعنا بهذا السهم الدامي لشاهد قبرك إلا أنه يستنزفنا لنحبك»
وتقول جوخة الشماخية: «بريطانيا تنكس علمها إجلالا واحتراما لحاكم عمان صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -رحمة الله عليه- ولم يسبق لها أن نكست علمها لأي حاكم عربي أو خليجي .. أي عظمة غرستها في هذا العالم مولانا العظيم . «
ويقول عبد العزيز الخروصي: «‏مولاي جلالة السلطان قابوس -رحمكم الله - كيف أنسى رائحة عطرك التي تفوح عوداً وورداً حين كنت ألقاك؟ كيف أنسى يدك الطاهرة التي كانت تصافحني مبادلاً التحية والسلام؟ كيف أنسى صوتك وحضورك المهاب حين كنت تبادلني الحديث، لا والله لن أنساك ما حييت .»

الأسرة المالكة

فيما يتحدث عبدالله بامخالف في صفحته على تويتر أيضا عن كيفية تصرف الأسرة المالكة مع هذا المصاب الجلل فيقول : « ‏أسرة آل سعيد ضربت أروع الأمثلة في التلاحم والحفاظ على مرتكزات هذا الوطن والذي يتجلى في احترام اختيار جلالة السلطان قابوس لمن يتولى وﻻية الحكم فامضوا فنحن خلفكم نعاهدكم على الولاء والطاعة محافظين على أمن هذا الوطن ومقدساته «.
ويدعو الدكتور فريد بن خميس بن سونيا الزدجالي للسلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه- بالرحمة والمغفرة فيقول :» ‏اللهم اجعل قبر سلطاننا قابوس بن سعيد روضةً من رياض الجنة، اللهم أنزل على قبرهِ الضياء والنور والفسحة والسرور، وعافه واعف عنه وأكرم نُزله، ووسِّع مُدخله، واغسلهُ بالماء والثلج والبَرد، آمين يارب العالمين. «
ويقول نوح اللمكي: « ‏(وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) ‏أوصانا بهدي من كلام الله، ليبقى لنا منهجاً قويماً ودستوراً أبدياً يحفظ عُمان وأهلها بإذن الله مدى الزمان. «
ويقول عود الخروصي: « هل مر بالتاريخ قائد أوصلته عبقريته بأن يوّجه خطابا وطنياً أبوياً وهو في ذمة الله ليحث أولي الأمر من بعده مخاطبا إياهّم بقول الله تعالى (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) ..‏إنه ‫قابوس‬ معجزة هذا الزمان رحمة الله وسلامه عليه إلى يوم الدين « .
‏ويضيف في تغريدة لاحقة : « كنت أعتقد بأن حمل الوطن على الأكتاف (تعبيرا مجازيا).. ولكني أراه اليوم (حقيقة وواقعا).. (رحمك الله يا وطنا ألفناه واسما أحببناه ورسما لن يغيب عن عقولنا وقلوبنا) . «

الانتقال السلس للسلطنة

ويتحدث عبدالله باعبود عن جانب آخر وهو الانتقال السلس للسلطنة وكيف حدث فيقول :» ‏الانتقال المنظم والسلس للسلطة والطريقة الدستورية التي تمت بها تعطي دروسا كبيرة في رسوخ الدولة وقوة المؤسسات وأبهرت الجميع وبددت أي شكوك من قبل البعض في آلية وعملية انتقال السلطة. هكذا هي عمان‬ دوما تعطي وتعلم الدروس بطريقتها وأسلوبها ونموذجها الحضاري.»
وكان ديوان البلاط السلطاني العماني قد أعلن في وقت باكر من صباح يوم أول أمس (السبت) وفاة السلطان قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه- عن عمر يناهز 79 عاما، بعد مسيرة حكيمة مظفرة حافلة بالعطاء شملت عمان من أقصاها إلى أقصاها، وطالت العالم العربي والإسلامي والدولى، وجاء في البيان: « ينعى ديوان البلاط السلطاني السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور الذي اختاره الله إلى جواره مساء الجمعة بتاريخ العاشر من يناير لعام 2020». وأشار البيان إلى أن «السلطان قابوس قاد نهضة شاملة أرساها خلال 50 عاما منذ أن تولى الحكم في 23 يوليو 1970، وبعد مسيرة حكيمة حافلة بالعطاء شملت السلطنة من أقصاها إلى أقصاها، وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة، وأسفرت عن سياسة متزنة وقف لها العالم أجمع إجلالا واحتراما».
وتميزت عمان فى فترة حكم جلالة السلطان قابوس بعلاقات متوازنة مع كل بلدان الخليج وحتى إيران، حيث لعب دور الوسط مرات عدة بين إيران والدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، ووضع بذرة المفاوضات الأولى بين طهران والغرب والتى أفضت فى النهاية إلى إبرام اتفاق نووي في العام 2015 كما استضافت مسقط فى عهده محادثات سرية بين مسوؤليين أمركيين وإيرانيين في العام 2012، كما توسطت عمان أيضا بين طهران وواشنطن لإطلاق سراح سجناء.