فيلم "تاجر الزمن" .. إغراءات الحياة مقابل القيم الإنسانية

مزاج الأربعاء ٠٦/أبريل/٢٠١٦ ٠١:١٠ ص
فيلم "تاجر الزمن" .. إغراءات الحياة مقابل القيم الإنسانية

مسقط – لورا نصره

فيلم "تاجر الزمن" يحكي خلال 12 دقيقة قصة رجل عجوز يعيش في مكان ناء عن بقية الناس ويمارس تجارة غريبة تتمثل في مقايضة الزمن بأغلى مايملك زبائنه، حيث لديه قدرة على بيع الزمن الذي يرغبون به مقابل أن يستحوذ على أغلى ما يملكون.
والعمل تعاون جمع للمرة الأولى الكاتب هيثم سليمان مع المخرجة رقية الوضاحية وقد فاز هذا الفيلم بجائزة لجنة تحكيم الأفلام القصيرة و كلية البيان للدراسات الاعلامية في مهرجان مسقط السينمائي السادس.
يتحدث مؤلف العمل عن الرسالة التي أراد إيصالها من خلال قصته فيقول: "أردت من خلال هذا الفيلم توجيه رسالة وتسليط الضوء على النوازع البشرية وذلك من خلال إظهار إلى أي مدى يصبح البشر مستعدون للتضحية بما لديهم في سبيل الحصول على الشيء، وإلى أي مدى القيم الانسانية تكون لديهم عالية أو متدنية، الرسالة مع محتوى الفيلم يتسمان بالمنظور الفلسفي وهذا مايتضح جليا في الحوار بين شخصيات الفيلم.

خلطة ناجحة
وعن نجوم الفيلم يقول سليمان: "العمل ضم مجموعة من الشباب والكبار منهم الموهوب ومنهم الفنان ذو الاعمال السابقة، كما حرصت على الاستعانة بشباب لم يسبق لهم الظهور سينمائيا.
ضم العمل كلا من الفنانة ميرفت نصر والفنان أيمن البلوشي الذي جسد بطولة شخصية تاجر الزمن كما ضم مواهب شابة مثل زكريا البطاشي ومحمد الندابي ومحمد الرمضاني، والأطفال فاطمة البلوشي وعائشة الرقيشي وتركي البلوشي.
ويضيف سليمان: "استغرق التصوير ليلة بأكملها خصوصا أن أحداث القصة تدور وقت الليل وتم التصوير في القرية التراثية بحديقة القرم الطبيعية بمسقط. وهنا أثمن كثيرا وقفة بلدية مسقط في دعمها اللوجستي للفيلم وأخص بالشكر اللجنة الوطنية للشباب لدعمها المالي المباشر والاكاديمي كذلك حيث سبق التصوير ورشة لتجويد النص بدعم من اللجنة كذلك.
وعن إدارته للفيلم إنتاجيا يقول: "مجملا أنا كاتب سيناريو وإدارتي لانتاج فيلم تاجر الزمن جاءت لكوني الأقرب إلى النص الذي كتبته كما أن فترة التحضير لتصوير الفيلم كانت ضيقة نوعا ما لاسيما أننا كنا مرتبطين بتصاريح حكومية لمكان التصوير مما جعل خيارات اختيار مديري انتاج متفرغين صعبه جدا حينها. والحمدلله بذلت ما أستطيع وكانت تجربة مثمرة علمتني الكثير.

أعمال عديدة
هيثم سليمان كاتب مهم في جعبته العديد من الافلام السينمائية الروائية الطويلة والقصيرة، فاز لمرتين بجائزة أفضل سيناريو فيلم روائي طويل على مستوى السلطنة وخاض تجربة اخراجية في فيلم "بطيخ" والذي وصل الى المنافسة الدولية بمهرجان القصر بدولة بلغاريا في أوربا واختير في القائمة القصيرة من بين 1000 فيلم حول العالم وكان الفيلم الوحيد خليجيا حينها.

مخرجة مميزة
سينمائيا يعد تاجر الزمن هو التجربة الإخراجية الثانية لـ رقيه سالم علي الوضاحية (من مواليد 1984 ) بعد فيلمها الأول "ذاكرة لا تصدأ" الذي أنجزته خلال فترة دراستها في في جامعة السلطان قابوس والذي لاقى إعجابا لدى الكثيرين وكانت قد شاركت به في مسابقات داخل وخارج السلطنة وحاز على جوائز وشهادات تشجيعية.
تخرجت رقية سنة 2008، وتعمل حاليا بجامعة السلطان قابوس في مجال مونتاج واخراج الافلام بمختلف أنواعها.
عن تجربتها الثاية في "تاجر الزمن" تقول: "فيلم تاجر الزمن هو التجربة الثانية لي في إخراج الافلام السينمائية فقط حيث عملت بعد التخرج في شركات انتاج وقنوات تلفزيونية واكتفيت بمنتجة المواد الفيلمية ولم تكن لدي نية لاخراج فلم نظرا لعدم وجود فكرة مميزة تشدني للإخراج .
وتضيف: "عندما عرض علي الكاتب والمؤلف هيثم سليمان إخراج فلم تاجر الزمن وبعد تفكير عميق والنظر في قصة الفلم وجدتها تحمل فكرة مميزة وخارجة عن المألوف. لذا تحمست لإخراج الفلم وبدأت بصياغة السيناريو مع الكاتب ليخرج بصورة نستطيع تنفيذها. وقد اخترنا شركة البوم للانتاج الفني لتصوير الفيلم وقمت انا بعمل المونتاج والمكساج للفلم بجانب الاخراج.
وعن ظروف التصوير وصعوباته خاصة وأنه تم بشكل كامل ليلا. تقول: "استغرق تصوير الفيلم الذي لم تتجاوز مدته 12 دقيقة، ليله كاملة لأن أحداثه تدور في عتمة الليل حيث أنها تجارة غريبة كانت تمارس بالسر بعيدا عن عيون الناس لذا كان تصوير الفيلم ليلا لما يتناسب مع فكرته.

خطوات جديدة
ويعكف مؤلف العمل حاليا على التحضير لعدة مشاريع جديدة للفترة المقبلة ويقول:" لدي مجموعة من الأفكار وبعضها أخذ طريقه إلى التنفيذ. وأعمل حاليا على كتابة سيناريو مسلسل عماني لأحد المنتجين كما أكتب نصا تلفزيونيا دراميا لشركة إنتاج خارج السلطنة في انتظار الموافقة النهائية له وسيكون عملا مفاجئا للكثيرين.
وعن العوائق التي تعترض صناعة سينما متقدمة في عُمان يقول: سيطول الحديث عن هذه النقطة بالذات ولن أذكر شيئا جديدا عما ذكره غيري من المشتغلين في القطاعين أو حتى من الجمهور ولكن يمكنني أن أختصر بالقول "إن احببنا ششئا وسعينا له بقلوب صافية وعقول مبدعة فسنصل بكل تأكيد".
ويختم سليمان بالقول: "تمنياتي للسينما العمانية أن تخرج من قوقعتها و نمطيتها المعتادة. نحتاج بشدة إلى بدء قيام صناعة سينمائية منافسة بعد أن ننجح بترسيخ ثقافتها في المجتمع".