السلطان قابوس أبتعد عن سياسة المظاهر والأصداء الرنانة

بلادنا الأحد ١٢/يناير/٢٠٢٠ ١٢:٤٠ م
السلطان قابوس أبتعد عن سياسة المظاهر  والأصداء الرنانة

مسقط - الشبيبة

في 8 يوليو من عام 1971 نشرت صحيفة الإهرام المصرية حوارا صحافيا مع جلالة السلطان أي بعد حوالي عام من تولي جلالة السلطان الحكم في البلاد ..كان جلالة السلطان واضحا منذ البداية بداية عهد النهضة التي رسم ملامحها للسلطنة بالإبتعاد عن المظاهر والأصداء الرنانة..فقال: إنني تماما أبتعد عن سياسة المظاهر ، والأصداء الرنانة ، ولا أسعى من وراء ما أعمل إلى خطف بريق .. لا أسعى إلى قيام تشكيلات ومؤسسات صورية ، وما أسهل تشكيلها ، ولكنني أعمل على أن تقوم خطواتنا لأعمالنا ، على أسس واضحة ، حتى تكون لها الكفاءة والفاعلية المطلوبة.

ويتابع جلالته في ممارسة الحرية ومتى فقال: ان أكثر الناس قدرة على الحفاظ على الحرية، هو المواطن نفسه، إن استطاع أن يستعمل حريته، في الحدود المعقولة والمقبولة كما أن السياسة ظلت بمبدأ واحد : سياستنا الخارجية تتلخص في نقطتين: عدم التدخل، مطلقا، في شؤون الآخرين. التعاون مع كل من يرغب -بصدق- التعاون معنا.

الطريق إلى جلالة السلطان

يقول الصحفي الذي أجرى الحوار في مقدمة التقديم: لا أريد -الآن- أن أتطرق إلى ما شاهدته خلال الرحلة الجوية بين دبي ومسقط .. ولا أريد أن أروي تفاصيل دقائق رهيبة ، عشتها بين جبال مسقط ، والطائرة تتراقص كقطعة ورق في رياح عاصفة ، ولا أريد أن أقول كيف يبدو المطار ! وكيف تبدو الجمارك ! وكيف تبدو الشوارع ! وكيف تبدو المنازل !.

لا أريد أن أروي هذه التفاصيل ، هذا الاسبوع. فمجالها حديث خاص ومفصل قادم ، ولكني سأتعرض لآخر نقطة تضمنها برنامج زيارتي لمسقط وعمان ، التي امتدت لثلاثة أيام كاملة ، أعني: مقابلة جلالة السلطان قابوس.

سألت مرافقي ونحن في الطريق إلى منزل عبداالله الطائي وزير الاعلام في عمان:- أين سنلتقي بجلالة السلطان ؟ ورد بسرعة: في قصر جلالته؛ ثم استدرك قائلا: أعني قصره المؤقت فالسلطان السابق لم يكن مقيما في مسقط ، وحين وصلنا إلى منزل وزير الاعلام، واتجهنا معا إلى حيث يقيم جلالة السلطان ، أعاد علي نفس المعلومات التي سمعتها من المرافق، ثم أضاف: إن الرجل - يقصد السلطان - يمقت المظاهر الكاذبة .. وكان يود أن يقيم في منزل بسيط، لولا إلحاحنا عليه.

ووصلنا إلى القصر

إنه -في الواقع- ليس سوى منزل عادي «أبيض اللون» مكون من طابقين، تحيط به من جميع الجوانب منازل عادية، لمواطنين عاديين، ولا يميزه عنها سوى جنديين لحراسته يقفان أمام الباب.

واتجهنا إلى غرفة متوسطة، على يمين الداخل إلى القصر، لا تضم سوى مكتبين ومجموعة من الكراسي. ووراء المكتب الأول، كان يجلس مواطن عماني بالملابس الوطنية ، قدمه لي وزير الاعلام قائلا: «مدير مكتب جلالة السلطان». ووراء المكتب الثاني ، يجلس ضابط بريطاني برتبة ميجور، بملابسه العسكرية، حياه الوزير من بعيد بطرف يده ، وهمس في أذني «إنه المسؤول - مؤقتا - عن الحراسة!».

واستأذن مدير المكتب، دقائق، لإبلاغ جلالة السلطان بوصولنا.عاد إلينا مدير المكتب بعد دقائق ثلاث ، ليبلغنا بأن جلالة السلطان في انتظارنا.. كان مكان اللقاء - الذي قادنا إليه بعض رجال القصر - قاعة الاستقبال ، بالطابق الثاني ، وعند الباب كان جلالة السلطان قابوس في انتظارنا ..

إن صورة جلالة السلطان تختلف تماما عن الصور التي نشرتها له صحف العالم ، بعد قيامه بحركته ، لقد كان يبدو في تلك الصور ، كما لو كان طويلا ، ضخم البنيان ، كثيف اللحية ، قاسي النظرات ، وهو الآن - أمامنا - مختلفا تماما ! فهو معتدل القامة ، ورفيع ، يحتفظ بلحية غير مبالغ في طولها ، خفيض الصوت ، تسبق الابتسامة حديثه ، ويكسو وجهه خليط من الحياء والرقة.

قال لي جلالة السلطان قابوس ، وهو يدعوني للجلوس إلى جواره ، في قاعة الاستقبال التي يكسو مقعدها الجلد الأحمر ، والتي تبدو أشبه ما تكون بصالون منزل متوسط في احدى عواصم المحافظات:

أنني سعيد بأن تكون أول مصري استقبلته، وسعيد أيضا بأن تكون أول صحفي عربي أتحدث إليه.ثم راح يتحدث في المقدمات التي تمهد -عادة- لأي حديث: الطقس ، والمشاهدات،والانطباعات.. الخ. وبعد ذلك، استأذنته في أن نبدأ حديثنا، وقال جلالة السلطان: لك أن تسأل ما تشاء.

مستقبل عمان ودورها

قلت لجلالة السلطان قابوس:- بعد الحركة التي قمتم بها لتصحيح الأوضاع في بلادكم ، هل يمكن توضيح تصوركم للمستقبل ؟

قال من خلال ابتسامة:- تصورنا لمستقبل بلادنا، أن يكون مستقبلا طيبا، فنحن نأمل، إذا ساعدتنا الظروف أن نلحق بركب التقدم ، ونأخذ مكاننا في الصف العربي ، وبين الدول الراقية. إننا نسعى للسير ببلادنا نحو الازدهار. ولكن هذا أمر لا يمكن تحديده بفترة زمنية محددة ، وكل ما نستطيع عمله، هو السير في الطريق المؤدي إليه.

قلت له: وما هو تصوركم لدور عُمان بعد الحركة:
١.بالنسبة للعمل العربي.
٢.بالنسبة لمنطقة الخليج.
٣.بالنسبة للدول المحيطة بها.

قال: أنا - في الوقت الحاضر - في بداية طريق البناء الداخلي ، وهذا البناء يتطلب وقتا ، حتى ينمو ويلمس الشعب نتائجه. وبعد أن يكتمل بناؤنا الداخلي ، سيكون لعمان دور فعال ، مع الشقيقات العربيات. أما بالنسبة لمنطقة الخليج ، وشعبها، فنحن - كما تعلم - جيران، وشعبنا شعب واحد، ولن ندخر أي وسع للمساعدة أو المساندة ، في حدود ما يمكن القيام به ، من أجل المصلحة العامة .وبالنسبة للدول المحيطة بنا، فنحن نحرص على أن تربطنا علاقة صداقة في كل من يرغب في مصادقتنا.

اتحاد الخليج

قلت لجلالة السلطان قابوس:- ما هي وجهة نظركم في الظروف الحرجة التي يمر بها موضوع اتحاد إمارات الخليج ، وكيف يمكن التغلب على هذه الظروف ، في تقديركم ؟

قال وقد اختفت ابتسامته:صحيح أنها ظروف حرجة، ولكن ، بداية العمل للتغلب عليها ، يجب أن يكون توافر النوايا الحسنة لدى الأطراف المعنية ونبذ أي خلافات ، أو أي نوع من الرواسب السابقة ، التي تضعف تعاونهم ، ويزيد من تباعدهم. كذلك يجب أن يضع الجميع نصب أعينهم، مصلحة المنطقة ومصلحة شعبها، ويبتعدوا تماما عن المصالح الشخصية. (وتحددت نظرات السلطان في إحدى زوايا قاعة الاستقبال) وهو يستطرد إذا توافرت النوايا الحسنة ، وتجاوز الجميع المصالح الشخصية، وابتعدوا عن الوقوع في أية أخطاء ، فسيكون هناك مجال للتعاون والتضامن وسيكون هناك الأساس السليم لدول يمكن أن ( يبنى عليها الاتحاد)!. أما إذا سلكوا طريقا آخرا وابتعدوا عن الشعور بالمسؤولية ، فلا يمكن ان نرى أية نتيجة!إننا دوما نرى في الاتحاد قوة، وفي التفرقة ضعف!.

استعادة دور عُمان

قلت لجلالة السلطان قابوس: لعبت عمان ، في الماضي ، دورا كبيرا، وكان لها تاريخ حافل وغني ! كيف تكون خطوات استعادة الدور القيادي لعمان، على جميع المستويات ، في تصوركم ؟

قال: وهو يحدد نظراته في اتجاه وزير الإعلام الجالس على يميني: بداية الخطوات التي تشير إليها: هي التخطيط لنهضة شاملة علمية وفكرية واقتصادية.وبدون تحقق هذه النهضة، لا يمكن بلوغ أي هدف.

قلت له:ولكن ، النهضة التي تتحدث عنها، تتطلب محطات وأساليب واضحة المعالم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ! كيف تعد هذه المخططات - في تقديركم- ومع من من الدول يمكن أن يكون تعاونكم لتنفيذها ؟

قال: بالتأكيد نحن نحتاج إلى الخبرة والمعاونة في تنفيذ أي مخططات إصلاحية ، والسياسة التي نؤمن بها، هي عدم قصر تعاوننا على جهة بذاتها، ولكننا نرى ضرورة التعاون مع جميع الدول الصديقة - العربية والاجنبية- في جميع مجالات العمل ، حتى تكون استفادتنا من جميع الخبرات. وسوف نطلب المعاونة، من الدول التي لا تمانع في معاونتنا. وسوف نطلب الخبراء، من الدول التي يتوافر بها الخبراء ، والتي نلمس لديها الرغبة في المعاونة، وليس مجرد الرغبة في المجاملة !.

مؤسسات الحكم

قلت لجلالة السلطان قابوس:بعد استقرار الأوضاع في بلادكم، كيف يكون شكل مؤسسات الحكم في تصوركم ؟

قال وهو يستعيد ابتسامته الكاملة:سوف أكون أسعد الناس، عندما تسمح حالة البلاد بتكوين مجلس الشورى. غير أن هذا الأمر، لا يمكن تحقيقه إلا بعد استقرار الأمور، وبعد أن تصبح البلاد في وضع يمكنها من ذلك.وضحك بصوت مسموع، وهو يقول:وبالتأكيد لن يكون ذلك ، بعد سنين طويلة:واختفت ابتسامته تماما، وهو يمضي في حديثه:إن بلادنا ـ بالتأكيد ـ تحتاج إلى مجلس شورى، ليكون نواة لنظام يقوم على الشورى؛ وهذا المجلس ـ في تصوري ـ يجب أن يضم ممثلين عن الشعب ، ويجب أن تتاح له فرصة المناقشة حول جميع الأمور. وإلى جانب مجلس الشورى ، يجب أن يقوم المجلس التنفيذي أو الحكومة، لتجري دراسة جميع الأمور بعمق .

وصمت جلالة السلطان لفترة غير قصيرة - ثم عاد يتكلم .. قال:قد يكون من السهل ، أن أصدر مرسوما بإنشاء مجلس الشورى غدا، ولكن، هل تعتقد أن من الممكن تشكيل المجلس بالشكل الذي نتطلع إليه، تحت ظروف شعبنا الحالية، قطعا: لا!. لذلك ؛ فأنا أسعى ـ أولا ـ لتوفير المناخ الذي يسمح بتكوين الإنسان الصالح، حتى تأتي نتيجة الانتخاب لمجلس الشورى صحيحة ، وتكوين الإنسان الصالح ، لن يتحقق إلا ـ كما ذكرت ـ بالنهضة العلمية، التي يمكن أن توفر لنا الأعداد المطلوبة من الكفاءات. في نفس الوقت؛ فإننا نسعى لإقناع جميع الكفاءات العمانية، المقيمة في الخارج، والتي ابتعدت عن بلادها بسبب الظروف السابقة، نسعى لإقناعها بالعودة، والمساهمة في البناء، مع توفير المجالات التي تمكنها من العمل، ونقل خبراتها إلى أكبر عدد من المواطنين.

ثم قال: إنني تماما أبتعد عن سياسة المظاهر، والأصداء الرنانة، ولا أسعى من وراء ما أعمل إلى خطف بريق.. لا أسعى إلى قيام تشكيلات ومؤسسات صورية، وما أسهل تشكيلها، ولكنني أعمل على أن تقوم خطواتنا لأعمالنا، على أسس واضحة، حتى تكون لها الكفاءة والفاعلية المطلوبة.

الحريات والدستور

قلت لجلالة السلطان قابوس:تأكيد الحريات العامة، من القضايا التي يحرص شعب عُمان عليها ! كيف يمكن ـ في تقديركم ـ صياغة مثل هذه القضايا ، حتى يمكن أن تكون بعيدة من خطر المساس بها ؟

قال (وهو يصلح من وضع عباءته): أن أكثر الناس قدرة على الحفاظ على الحرية، هو المواطن نفسه، إن استطاع أن يستعمل حريته، في الحدود المعقولة والمقبولة، فلن يعرضها لأية خطر. والحرية ـ في تصوري ـ لا تعطى بقانون. فقد ينص القانون على أمور، تقيد الحرية .. وقد ينص القانون على أمور، يمكن ان تختلف تفسيراتها، وقد يختلف نظرة القانون، عن نظرة المواطن، بالنسبة لقضايا قد يتصور إنها من صميم حريته!إن الحرية، تتوقف على رغبة المواطن في الحفاظ عليها، وعلى كيفية استخدامه لها !

وقال: وفي تصوري إن الصحافة يمكن أن تلعب دورا رئيسيا في صيانة الحريات ، وتأكيدها، وتدريب المواطنين على ممارستها.. وفي تصوري أيضا، أن الصحافة يمكن أن تلعب دورا في تمكين كل مواطن من ممارسة حق التعبير عن رأيه وعن مشاعره.

قلت له:وماذا عن الدستور؟ قال: إنني أؤمن بأن الدستور يجب أن يوضع وينبع من وحي التجربة؛ إننا نخرج من مرحلة إلى مرحلة.. ولا يمكن أن نبني الدستور، على صور أو افتراض ! إننا نعيش في بلاد يعيش فريق من أهلها بعقلية القرن العشرين ، ويعيش فريقا آخر بعقلية القرن الثامن عشر، وتجربتنا خلال المرحلة القادمة ستخلق لنا المناخ الملائم والأساس السليم، لإعداد الدستور الصالح لبلادنا؛ الدستور النابع من الشعب ذاته.إننا نرفض فكرة استقدام الخبراء ليعدوا لنا دستورا في أيام معدودة ولكن نؤمن بأن التطور هو الذي سيخلق لنا الدستور الملائم.

السياسة الخارجية

قلت لجلالة السلطان قابوس:هل يمكن توضيح ملامح سياسة بلادكم الخارجية ؟ وهل يمكن توضيح أي الخطوتين ستسبق الاخرى الانضمام الى الجامعة العربية. أو الانضمام إلى الامم المتحدة ؟

قال (وهو يقدم لي كوبا من العصير - كان الحديث ، قد حال دون تناوله - ) سياستنا الخارجية تتلخص في نقطتين:
١- عدم التدخل ، مطلقا، في شؤون الآخرين.
٢- التعاون مع كل من يرغب -بصدق- التعاون معنا.

أما بالنسبة للخطوتين اللتين تحدثت عنهما. فأملنا كبير في أن يسبق انضمامنا الى الجامعة العربية، دخول الأمم المتحدة، فنحن لا نريد أن ننتمي الى المجتمع الدولي، قبل ان تتأكد عضويتنا في أسرتنا العربية. قلت له: هل في نيتكم الاستعانة برؤوس الأموال الأجنبية، لتنفيذ مخططاتكم الإنمائية؟ قال: برؤوس الأموال الموجودة سوف نستعين أولافي البلاد. وإذا رأينا الحاجة الى رؤوس أموال أخرى. فسوف نتيح الفرصة أولا، للاستثمارات العربية.

العلاقات مع بريطانيا

قلت لجلالة السلطان قابوس، أخيراً ما هو مستقبل العلاقات بين بريطانيا وعوما هو رأيكم فيما تردد -أخيرا - حول اعتزام بريطانيا ، الاحتفاظ ببعض الأراضي العمانية لإجراء مناوراتها العسكرية فوقها ؟ وما هو مستقبل المعاهدة مع بريطانيا؟

قال:الاعتقاد انه يمكن أن يطرأ أي تغير على العلاقات بيننا وبين بريطانيا والمعاهدة القائمة بيننا وبين بريطانيا؛ معاهدة صداقة وملاحة وليس هناك أي شيء سري آخر يربطنا ببريطانيا، أو يجعلها وصية بشكل أو بآخر علينا وفي السابق، لم تحتفظ بريطانيا بأي أجزاء من أراضينا لإجراء تدريباتها العسكرية عليها، ولا مجال لاحتفاظها مستقبلا، بأية أجزاء من بلادنا.
وقال: أما المحطتان الصغريان الموجودتان في (صلالة) و (مصيرة) فهما من التسهيلات التي أعطيت لبريطانيا، منذ الحرب العالمية الثانية؛ ولا يتجاوز استخدام بريطانيا لهما مجرد مرور طائراتها بهما، وعدد العاملين في هاتين المحطتين، بما فيهم المواطنون العمانيون، لا يزيد عن ٨٠ شخصا، وليس بهما أي قوات أو طائرات دائمة. قلت له:وكيف يكون موقفكم، في حالة استخدام هاتين المحطتين، ضد دول عربية ؟ قال: لا أعتقد ان هناك نوايا لاستخدامها ضد العرب ، ولا يمكن السماح بهذا ضمن أي اتفاقية أو معاهدة.

تحية للشعب المصري

وكنت استعد لإنهاء لقائنا، عندما ابتسم جلالة السلطان قابوس، وهو يقول: أود ان أؤكد - في مناسبة زيارتك - إننا هنا في عُمان، نكن للشعب المصري ، ولحكومته ، كل عتقدير واحترام، وإننا نقدر كل التقدير، الظروف التي تمر بها هذه البلاد العزيزة الكبيرة، التي ننظر إليها على أساس إنها المرآة والنموذج لكل الدول العربية، وندعو االله دائما أن يسدد خطى هذا البلد العظيم.وارجو ان تنقل لي جريدتكم تحيتي وتقديري للرئيس أنور السادات الذي نكن له كل احترام ، وكل محبة وود.