الجـيـش الألماني غير راضٍ عـن عـدده وعتاده

الحدث الأربعاء ٠٦/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٣٥ ص

برلين -
طالبت رابطة الجيش الألماني بتغيير اتجاه سياسة الحكومة المتعلقة بالدفاع حتى قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في خريف العام المقبل.

وفي ورقة مبادئ جديدة، طالبت النقابة الممثلة لمصالح جنود الجيش بزيادة ملحوظة في ميزانية الدفاع وفي أعداد أفراد القوات المسلحة.

وقال اندريه فوستنر رئيس الرابطة: «يجب أن تعود «‏العسكرية»‏ مرة أخرى خلال الــعـــام الجاري إلى بؤرة الاهتمام، وعلى وزارة الدفاع أن تحول اهتمامها من الأشياء -التي يحسن وجــــودها-‏ مثل الشاشات المسطحة في مساكن الجنود إلى الأشياء «‏الواجب وجودها»‏ كالذخيرة وأنظمة الأســـــلحة والمعدات الشخصية وقطع الغيار».
وبشكل محدد، طالبت الرابطة في هذه الورقة بزيادة ميزانية الدفاع من 3. 34 بليون يورو في الوقت الراهن إلى 45 بليون يورو في العام 2021.
يذكر أن وزارة الدفاع تخطط حتى الآن رفع الميزانية إلى 2. 39 بليون يورو فقط بحلول 2020، لكن الرابطة لم تذكر مطالب محددة في مسألة عدد الأفراد واكتفت بالقول إن القوات المسلحة محملة بأكثر من طاقتها في ظل الاستمرار في تكليفها بمهام جديدة مثل ما حدث مؤخرا في مساعدة اللاجئين.
تجدر الإشارة إلى أن عدد أفراد الجيش الألماني تقلص من نحو 600 ألف جندي منذ الوحدة الألمانية إلى 178 ألف جندي في الوقت الراهن، ومن المنتظر أن تطرح أورزولا فون دير لاين وزيرة الدفاع الألمانية في غضون فترة قصيرة خطة جديدة بشأن عدد أفراد الجيش.

ميزانية غير كافية

في أواخر شهر مارس الفائت اعتبرت رابطة الجيش الألماني الزيادة المخطط لها لميزانية الدفاع بقيمة 10.2 بليون يورو خلال الـ10 أعوام المقبلة غير كافية.

وقال رئيس الرابطة أندريه فوستنر، لوكالة الأنباء الألمانية: إنه من الواضح أن الأوساط السياسية لا تزال غير متفهمة أن الجيش الألماني يمثل حالة إصلاح.
وتابع قائلاً: إن الأمر لا يتعلق بشيء آخر غير الحفاظ على قدرة ألمانيا على التصرف من ناحية السياسة الأمنية.
ودعت الرابطة لتوفير 18.5 بليون يورو، إضافياً للجيش الألماني خلال الـ4 أعوام المقبلة. وأشار رئيس الرابطة، إلى أنه لا يمكن بهذه الزيادة تحقيق هدف التحديث الذي تنشده وزيرة الدفاع الألمانية “أورزولا فون دير لاين” باستثمار 130 بليون يورو، في توفير معدات حديثة للجيش خلال الـ 15 عاماً المقبلة. وأضاف أن ألمانيا، لا تزال بذلك بعيدة عن هدف حلف شمال الأطلسي “ناتو” بإنفاق 2 % من صافي الناتج القومي للدفاع.

متطوعون جدد

نجح الجيش الألماني خلال العام 2014، في تجنيد ما يزيد على 10 آلاف متطوع في الخدمة العسكرية منذ إلغاء التجنيد الإجباري عام 2011.

وأوضحت صحيفة «فيلت أم زونتاج» نقلا عن بيانات وزارة الدفاع الاتحادية، أن عدد المجندين الجدد في العام 2013 بلغ 8300 ألف شخص فقط، بينما وصل هذا العدد إلى 10230 شخصا خلال العام الفائت.
ووفقا لدراسة أجراها مركز التاريخ العسكري والعلوم الاجتماعية
وحصلت الصحيفة الألمانية على نسخة منها، نجح الجيش الألماني إلى حد ما في ضم المتطوعين به على المدى الطويل؛

إذ صرح واحد من كل 5 مجندين فقط أنهم يعتزمون التقدم للعمل كمجندين منتــــــظمين في الجيـــش بعد انتهاء خدمتهم العسكرية.

وأظهرت الدراسة أيضا أن ثلثي المجندين المتطوعين يشعرون أنهم لا يتم استخدامهم في العمل بشكل كبير في وحداتهم خلال الخدمة، وأوضحت الدراسة أن هذا الشعور يراود جميع من خضعوا للدراسة من كل المستويات التعليمية، ولكن بدرجات متفاوتة.
تجدر الإشارة إلى أنه تم الانتهاء من هذه الدراسة في أبريل 2014، وأظهرت الدراسة أن 31 % فقط من المجندين راضون عن «جدوى العمل»، و36 % منهم راضون عن طبيعة مساره.

طائرات دون طيار

في شهر يوليو من العام 2014 احتدم الجدل في الوسط السياسي الألماني بشأن تسليح الجيش بطائرات دون طــــــيار لأغراض قتالية، حيـــــث يقتصر عملها حاليا على الاستطلاع وجمع المعلومات، وتخشى أطـــراف أن يساء اســــــتخدام هذه الطائرات في قتل المدنيين على غرار الطائرات الأمريكية.

متعلقات

وبخلاف جيوش دول غربية عديدة، استخدمت الطائرات دون طيار -المعروفة بـ»درونز»- في أعمال قتالية كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، لكن الجيش الألماني لا يملك أي طائرة من هذا النوع. وقد انقسم السياسيون والرأي العام في ألمانيا بين معارضين لتسليح جيش البلاد (بوندسفير) بطائرات من دون طيار مقاتلة، حيث يرون في هذه الطائرات مجرد أداة للقتل، وتحـــــول موانع أخلاقية وحقوقية دون شراء ألمانيا لها، وبين مؤيدين يعتبرون أن تسليح الجيش بطائرات دون طيار مقاتلة يمثل أهم وسيلة لحماية الجنود الألمان خلال عملياتهم الخارجية.

وأصغت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين -المنتمية للحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركيل- بعناية لآراء الخبراء بجلسة الاستجواب الأولى في البوندستاغ.
وأبدت الوزيرة طوال الشهور الفائتة تحفظها تجاه اتخاذ موقف نهائي من تسليح جيشها بهذه الطائرات، بعد أن كادت فضيحة تتعلق بالتكلفة المرتفـــــعة غير المتوقعة لهــــــذه الطـــــائرات تطيح قبل عام بسلفها توماس دي ميزير، وزير الداخلية الحالي.

وأيد مفتش الجيش الألماني الجنرال هانز فيرنر فريتس خلال جلسة الاستجواب طلب قواته الجوية منذ سنوات بإدخال الطائرات المقاتلة دون طيار في عملياتها القتالية، واعتبر فريتس أن شراء هذه الطائرات شديد الأهمية «لأن دقيقة واحدة في العمليات العسكرية قد تكون فارقة بين حياة وموت الجنود الألمان».

كما أيد مفوض الجيش بالبرلمان الألماني ورئيس نقابة الجيش الألماني أنريا فوستنر إدخال طائرات دون طيار المقاتلة في العمليات العسكرية للقوات الجوية، باعتبارها سلاحا متطورا يوفر حماية لقوات المشاة وتقلل الأخطار عليها.
وفي حين أيد الحزب المسيحي الديمقراطي شراء هذه الطائرات للجيش الألماني، عبر شريكه بالحكومة الألمانية الحزب الاشتراكي الديمقراطي رفضه هذا التوجه، معتبرا أن المبررات الأخلاقية والحقوقية المانعة تفوق المتطلبات الأمنية.
وخلال مفاوضات تشكيل الحكومة الألمانية الحالية، عبر رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي حينذاك ووزير الخارجية الحالي فرانك فالتر شتاينماير عن تشككه في تحــــديد حزبه موقفا نهائيا مــــــن القضية خلال الدورة الجارية للبرلمان الألماني.

كما نفى رئيس لجنة الدفاع بالبونستاغ هانز بارتيلز المنتمي للحزب الاشتراكي وجود حاجة لدى الجيش الألماني لشراء الطائرات، وأشار إلى أن القوات الجوية الألمانية لديها طائرات مقاتلة وطائرات مروحية كافية لتوفير الحماية للقوات البرية خلال العمليات.