تقرير اخباري "وثائق بنما" خزائن أسرار "اقتصاد الظل " وخبايا الفساد بالعالم

الحدث الأربعاء ٠٦/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٣٠ ص

عواصم – ش

ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن الوثائق المُسَرَّبَة لشركة "موساك فونسيكا" للخدمات القانونية التى تتخذ من بنما مقرًا لها وتعد إحدى أكثر الشركات التى تحيط أعمالها بالسرية، فتحت خزائن أسرار "اقتصاد الظل العالمى". وأضافت الصحيفة العبرية أن الوثائق التى نشرتها أكثر من 100 وسيلة إعلام وصحيفة حول العالم، تكشف مدى حركات الأموال الضخمة غير الشرعية، بالإضافة إلى العالم المظلم للشخصيات العامة، والمشاهير، وأباطرة المخدرات، وغسيل الأموال.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التسريب الضخم لملايين الوثائق السرية فضح رؤساء دول حاليين وسابقين، ومجرمين، ومديرى أعمال، ومشاهير، جميعهم متورطين فى عمليات إخفاء الثروات، والتهرب الضريبى.
وأشارت "هاآرتس" إلى أن أكثر من 100 من السياسيين والشخصيات العامة وشركائهم كانت أسمائهم ضمن الوثائق، وعلى رأسهم المقربين من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذين هرّبوا مليارات الدولارات من خلال بنوك وشركات مسجلة ضمن الشركة البنمية.
وتضمنت الوثائق شخصيات وعشرات الدول من بينها مصر وإسرائيل، وعدد من دول المنطقة، بالإضافة إلى رئيس وزراء أيسلندا، وباكستان، ورئيس أذربيجان، والرئيس الروسى، وما لا يقل عن 33 شخصية وشركة على القائمة السوداء من قِبَل الحكومة الأمريكية، متورطة فى علاقات تجارية مع تجار المخدرات المكسيكيين، وعدد من المنظمات
من جانبه قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولوند امس الاثنين إن تسريبات "وثائق بنما" المتعلقة بحالات تهرب ضريبي محتملة هي أنباء طيبة يمكن أن تعزز عائدات الضرائب.
وقال هولوند على هامش زيارة لإحدى الشركات في باريس "أؤكد لكم إنه مع ظهور المعلومات ستنطلق التحقيقات وتُفتح قضايا وتُجرى محاكمات. التسريبات أنباء طيبة لأنها ستزيد عائدات الضرائب المحصلة ممن يمارسون الاحتيال."
ويتضمن التسريب أكثر من 11.5 مليون وثيقة من ملفات مؤسسة موساك فونسيكا القانونية التي يقع مقرها في بنما وتكشف تفاصيل عن مئات الآلاف من العملاء.
وتغطي وثائق بنما فترة تتجاوز 40 عاما من 1977 وحتى ديسمبر كانون الأول الماضي ويزعم أنها تظهر أن بعض الشركات التي توجد مقارها الرسمية في ملاذات ضريبية تُستغل فيما يشتبه أنها عمليات غسل أموال وصفقات سلاح ومخدرات إلى جانب التهرب الضريبي.
من جانبها قالت صحيفة الباييس الإسبانية، إن فيلاسكيز فيجيروا، مساعد الرئيس الفنزويلى الراحل هوجو شافيز، أحد المتورطين فى وقائع الفساد التى فضحتها وثائق بنما المسربة.
وأشارت الصحيفة، إلى أن فيجيروا فتح حساب فى جمهورية سيشيل بعد أربعة أيام من فوز الرئيس الفنزويلى الحالى نيكولاس مادورو فى الانتخابات الرئاسية التى انتخب فيها خلفا لهوجو شافيز، وهو يعيش الآن فى جمهورية الدومينيكان مع زوجته كلوديا دياز جوين، وهى رئيسة سابقى لمكتب وزارة الخزانة الوطنية وكانت ممرضة لشافيز
. وقالت الصحيفة: "الأرقام تتحدث عن نفسها ، فنزويلا ظهرت فى ما يزيد قليلا عن 241 ألف وثيقة من قاعدة البيانات لأكبر شركة للملاذات الضريبية ، والأكثر ربطا بفنزويلا هو وجود فيلاسكيز فيجيروا وزوجته،الذى يعتبر زعيم البوليفارية .
وأوضحت الصحيفة أن التحقيق الذى بدأ فى يونيو 2011 والذى كان يضم عددا من المسئولين الفنزويلين حول مصادر أموالهم، كان من بينهم فيلاسكيز فيجيروا الذى يمتلك حسابات مصرفية فى سويسرا وجمهورية الدومينيكان، ولديه ممتلكات قيمتها فى الدومينيكان فقط 1.6 مليون دولار، رغم أنه كان قائد سابق للجيش البوليفارى، وكان يربح 200 دولار شهريا
. وأشارت الصحيفة إلى أن وثائق موساك فونسيكا قدمت أمثلة لما كان يحدث فى فنزويلا فى السنوات ال 15 الماضية ومصير التدفقات الضخمة من عائدات النفط. وأشارت الصحيفة إلى تسريب ملايين الوثائق السرية كاشفة عن فضيحة كبرى لرؤساء عالم حاليين وسابقين وشخصيات سياسية وعامة ورياضية معروفة ومشاهير فى العديد من المجالات وشخصيات بارزة أخرى، متورطين فى عمليات "إخفاء ثروات"، وتهرب ضريبى وغسيل أموال، عندما تعمدوا "إخفاء ثرواتهم" عن طريق حسابات سرية فى شركات وبنوك لا تخضع لرقابة مالية أو دولية مشددة.
ويذكر أن الوثائق توضح كيف أن الشركة البنمية ساعدت عملاءها من الشخصيات العامة والدولية على غسيل الأموال، وتفادى العقوبات المالية، والتهرب من الضرائب، كما أنها عملت طيلة 40 عاما بمنأى عن اللوم وأنها لم تواجه أى اتهام بارتكاب مخالفات جنائية، وتُظهر الوثائق صلات مع 72 شخصية من رؤساء الدول الحاليين والسابقين .
كما كشفت وثائق بنما، تورط رئيس الوزراء الأيسلندى، سيجموندور جونلاوجسون، فى عمليات غير معلنة فى بنوك البلاد التى أنقذتها أيسلندا، وتورطه فى إخفاء استثمارات بملايين الدولارات فى بنوك بلاده خلف ستار شركة أجنبية سرية. وتوضح وثائق مسربة أن رئيس وزراء أيسلندا وزوجته اشتريا شركة فى الخارج اسمها "وينتريس" عام 2007. وقالت شركة "موساك فونسيكا" البنمية للخدمات القانونية ناشرة التسريبات، والتى وتعد إحدى أكثر الشركات التى تحيط أعمالها بالسرية، إنها تلتزم بالبروتوكولات الدولية لضمان أن الشركات التى تضمها لا تستخدم فى التهرب الضريبى، وغسيل الأموال، وتمويل الإرهاب، أو أى غرض غير قانونى. وأضافت الشركة أنها حريصة فى عملها وتأسف على إساءة استخدام خدماتها، موضّحة إن الشركات التى تدار فى الخارج موجودة فى كل مكان وتستخدم لأغراض قانونية متعددة.