هادي ينهي خلافاته مع نائبه بعزله

الحدث الأربعاء ٠٦/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٣٠ ص
هادي ينهي خلافاته مع نائبه بعزله

عدن – إبراهيم مجاهد
في خطوة مفاجئة للجميع أصدر الرئيس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ثلاثة قرارات جمهورية، أطاح من خلالها بالمهندس خالد بحّاح، من منصبيه كنائب لرئيس الجمهورية ورئيساً للوزراء، وعينه مستشاراً له كمنصب شرفي لن يمارس من خلاله أي دور، وأن ديباجة أحد القرارات تضمنت نقداً لاذعاً لأداء حكومة بحاح.
وكان الرئيس اليمني قد عين الفريق الركن علي محسن الأحمر، نائباً له بدلاً عن بحاح. كما عين د. أحمد عبيد بن دغر، وهو قيادي في حزب صالح، إلاً أنه من الموالين لشرعية هادي، وبن دغر هو قيادي اشتراكي سابق، عينه الرئيس اليمني رئيساً للوزراء بدلاً عن المهندس بحاح.
وبهذا القرارات يبدو أن الرئيس هادي أراد أن يطوي صفحة خلافاته مع نائبه السابق بحاح إلى الأبد فالرجلين لم يتفقا على شيء منذ أن تم تعيين بحاح رئيس لحومة الوفاق الوطني بعد استقالة حكومة محمد باسندوة نهاية العام 2014؛ حيث يشعر هادي أن بحاح مفروض عليه من قبل القوى السياسية التي انقلبت عليه في العام 2015. وبعدها شعر أنه مفروض من بعض دول التحالف الذي أوعزت لهادي أن يعين بحّاح نائباً له في 2015 ايضاً. وكانت "الشبيبة" قد كشفت في تقارير سابقة من العام الفائت حقيقة تصاعد الخلاف بين هادي ونائبه.
الرئيس اليمني كشف في قرار تعيين د. بن دغر رئيساً للوزراء حجم الخلاف بينه وبين نائبه فقد جاء في نص قرار "أنه نتيجة للإخفاق الذي رافق أداء الحكومة خلال الفترة الماضية في المجالات الاقتصادية والخدمية والأمنية وتعثر الأداء الحكومي في تخفيف معاناة أبناء شعبنا وحلحلة مشكلاته وتوفير احتياجاته وخصوصاً دمج المقاومة وعلاج الجرحى ورعاية الشهداء ولعدم توفر الإدارة الحكومية الرشيدة للدعم اللامحدود الذي قدمه الأشقاء في التحالف العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، ولتحقيق ما يصبوا إليه شعبنا من استعادة الدولة واستتباب الأمن والاستقرار وللمصلحة الوطنية العليا للبلاد. يعين الأخ الدكتور احمد عبيد بن دغر رئيساً لمجلس الوزراء.
بهذه الديباجة والصيغة التي تضمنت انتقاداً صريحاً لبحاح وحكومته أطاح هادي بنائبه، ليكشف للجميع بأن الخلافات فيما بينهما وصلت إلى ذروتها ولم يعد هناك إمكانية لحلها بعيداً عن الأضواء والأطر الرسمية.
من جانبه؛ أكد رئيس الوزراء اليمني المقال خالد بحاح أنه حاول جاهدا أن يحافظ على بلده المتخم بالجراح ويخدمه فى ظل ظروف معقدة وأمام مستجدات متسارعة، وسيحفظ التاريخ ذلك. وأضاف بحاح، في بيان له على صفحته على “فيسبوك” بعد ساعات من إقالته، إنه يقف الآن على أعتاب صفحة جديدة في خدمة البلاد وفاء للقسم الذي أقسمه أمام الله والشعب"، وتابع “أمام النوايا الصادقة والرغبة الحقيقية لفعل شيئ من أجل الوطن تهون المصاعب ونتجلد جميعا أمام الشدائد وعلى القافلة أن تسير".
وأكد أن حب الأوطان حق مشاع بين الجميع ولا حدود أمام العمل من أجله وفق المتاح والممكن، “كل ما عليك هو أن تبذل ما بوسعك دون الالتفات والانشغال بما دون الغاية النبيلة”، مشيرا إلى الصعوبات التي واجهته في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن.

*-*
اتصالات سعودية جيدة مع الحوثيين في الرياض
وفي سياق القرارات هادي، وقضت بتعيين الفريق الركن علي محسن نائباً له، والقيادي المؤتمري بن دغر، يرى مراقبون أن هذه القرارات مقدمة لتسوية سياسية شاملة للأزمة اليمنية التي دخلت عامها الثاني، سيما إذا ما تم أخذ تصريحات ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في الاعتبار؛ حيث قال في مقابلة صحفية مع وكالة بلومبرغ الأسبوع الماضي: "هناك تقدم كبير في المفاوضات، ولدينا اتصالات جيدة مع الحوثيين الذين لديهم حاليا وفد في الرياض. إننا ندفع بهذه الفرصة لتتجسد على أرض الواقع ولكن إذا حصلت انتكاسة، فنحن مستعدون". إلاً أن محللون سياسيون يرون في تعيين الفريق الأحمر، الجنرال الذي خاض ضد جماعة الحوثي ستة حروب، يعد بمثابة اختيار قرار حسم إنهاء الانقلاب على الشرعية عسكرياً بعيداً عن طاولة المفاوضات. كما يرون أن هذه القرارات قد تقطع الطريق أمام تحقيق أي تقدم في جولة المفاوضات القادمة المزمع انعقادها في الـ "18" من إبريل الجاري بدولة الكويت.