الأول من نوعه خارج المملكة المتحدة.. "الصحة" توقع اتفاقية لإنشاء مركز التميز "الإكلينيكي"

بلادنا الاثنين ٠٦/يناير/٢٠٢٠ ١٢:٠٧ م
الأول من نوعه خارج المملكة المتحدة.. "الصحة" توقع اتفاقية لإنشاء مركز التميز "الإكلينيكي"

مسقط - الشبيبة

السعيدي: لم يأت اختيار السلطنة من فراغ، وإنما لعدة أسباب منها العلاقات المجيدة بين حكومة السلطنة وحكومة المملكة المتحدة

وقعت كل من وزارة الصحة والكلية الملكية للأطباء بالمملكة المتحدة صباح أمس الأحد بديوان عام الوزارة اتفاقية لإنشاء مركز التميز السريري (الإكلينيكي) الذي يعد الأول من نوعه خارج المملكة المتحدة.

وقع الاتفاقية نيابة عن حكومة السلطنة وزير الصحة معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي، وعن الكلية الملكية للأطباء رئيسها البروفيسور أندرو جودارد (Andrew Godard)، بحضور المكرمة الدكتورة منى السعدون -عميدة كلية الطب بجامعة السلطان قابوس- وسعادة الدكتور هلال بن علي السبتي -رئيس المجلس العماني للاختصاصات الطبية-، وأصحاب السعادة وكلاء وزارة الصحة -، وعدد من المسؤولين.
وعقب توقيع الاتفاقية عقد مؤتمر صحفي للحديث عن تفاصيل انشاء مركز التميز الاكلينيكي، تحدث خلاله معالي الدكتور وزير الصحة، والبروفيسور رئيس الكلية الملكية للأطباء بالمملكة المتحدة.
وقال معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي - وزير الصحة - في كلمته: يشكل توقيع الاتفاقية رسميا بداية العمل في إطار الشراكة بين الطرفين بشأن انشاء وتأسيس مركز التميز التابع للكلية الملكية للأطباء وتحديد نطاقه بالسلطنة. ويعتبر هذا المركز هو الأول خارج المملكة المتحدة، ونحن سعداء باختيار السلطنة لإقامة هذا المركز. حيث لم يأت اختيار السلطنة من فراغ، وإنما لعدة أسباب منها العلاقات المجيدة بين حكومة السلطنة وحكومة المملكة المتحدة، وكذلك ما وصل إليه القطاع الصحي في السلطنة من جودة في الخدمات.
وأضاف معاليه: ان أهمية المركز تكمن في تقديم برامج تدريبية عالية ليس فقط للأطباء والمجالات الاكلينيكية وحسب وإنما أيضا في مجالات القيادة الصحية. وسيفتح المركز ابوابه للمتدربين من مختلف دول العالم.
من جانبه ألقى البروفيسور أندرو جودارد -رئيس الكلية الملكية للأطباء بالمملكة المتحدة- كلمة أوضح خلالها بأن الكلية الملكية للأطباء تهدف من خلال تأسيس مركز التميز الإكلينيكي بالسلطنة إلى تحقيق العديد من الأهداف، أهمها أن يكون مركزًا مجيدا في السلطنة؛ لتعزيز تعليم الأطباء، توسيع رقعة عدد الأطباء والفئات الطبية الأخرى من مقدمي الرعاية الصحية، الذين يمكن تدريبهم وتقييمهم على أعلى المستويات وباستخدام أحدث التقنيات، وتوفير مركز وبيئة إيجابية للتواصل الشبكي معنية بالتعليم والتدريب الصحي.
وأضاف رئيس الكلية الملكية للأطباء: كذلك يهدف المركز إلى توفير مرفق قائم على الأدلة والبراهين للرعاية الصحية، وبيت خبرة لتحسين الجودة وتعزيز خدمات الرعاية الصحية ونماذجها ومعاييرها وأساليبها، وتنظيم مؤتمرات ومحاضرات وفرص التطوير المهني المستمر للمتخصصين في السلطنة، والمجتمع الدولي.
ويمثل هذا المركز التزاما طويل الأجل تجاه المجتمع الصحي بالسلطنة والمنطقة المجاورة وسيعمل على تطوير وتنمية القدرات خلال السنوات المقبلة، كما سيوفّر المركز جميع الأنشطة التعليمية من أجل رعاية صحية قائمة على الدليل وتحسين الجودة مع مراعاة الأعراف والثقافة العمانية.
وسوف يضم مركز التميز السريري عدداً من البرامج والمشاريع منها:

برامج التطوير المهني المستمر المعدة بشكل خاص لتلبية احتياجات تدريب الكوادر الصحية والطبية.

اجتماعات تعليمية على مستوى المنطقة من أجل تعزيز التعلم والدعم المتبادل وتحسين صحة الكوادر العاملة في مجال الرعاية الصحية.

دعم تطوير مهارات الفحص السريري عند كل من طلبة الطب من خلال إقامة أعمال تعاونية مع الجامعات، وكذلك المتدربين في الدراسات العليا من خلال تطوير أساليب التعليم والامتحانات المتعلقة بالتقييم العملي لمهارات الفحص السريري.

برامج تحسين الجودة لتحقيق الحد الأقصى من سلامة المرضى وجودة الرعاية.

تطوير مجال القيادة لدعم القيادات الصحية في الوقت الراهن والمستقبل.

ولاشك بأن وجود مراكز علمية وتدريبية متخصصة ذات سمعة عالمية سوف تعمل على دعم القوى العاملة الطبية سريريا: (من خلال التعليم، والتدريب)، وغير سريري: (القيادة، وتطوير السياسات، والتقييم، وترجمة الأدلة إلى ممارسة). وخير مثال على ذلك مركز التميّز الإكلينيكي للكلية الملكية للأطباء؛ الذي سيعزز فرص التدريب، وبرامج التعليم الطبي المتطورة والبحوث التعاونية المجيدة، وسيساعد على وضع عُمان كرائد إقليمي في التعليم الطبي والتطوير المهني، ووضع المعايير الصحية العالمية.
وكان البروفيسور أندرو جودارد - رئيس الكلية الملكية للأطباء بالمملكة المتحدة- قد تقدم لوزارة الصحة - في وقت سابق- بطلب لإنشاء وتأسيس مركز عالمي رائد في مجال التدريب والتعليم الطبي في سلطنة عُمان؛ ليكون تابعا للكلية الملكية للأطباء، بالتعاون مع وزارة الصحة والمؤسسات الأكاديمية المعنية بالسلطنة، حيث تملك الكلية خُططًا طموحة لتوسيع وتيسير خدماتها ذات الجودة العالية والإبداعية لتدريب أجيال جديدة من الأطباء العمانيين، وتحقيق قدم السبق والمعايير العالية في الرعاية الصحية، وخلق فرص عمل في المجال الطبي، يمكن تحقيقها على نحو واسع في جميع جوانب المجتمع.
وقد اتى اختيار السلطنة لتكون مقرا لهذا المركز نتيجة لما وصلت إليه مستويات الجودة في الخدمات الصحية، وكذلك للمستوى الأكاديمي العالي للتعليم والتدريب الصحي التخصصي، وانعكاسا للدور الكبير الذي يقوم به الأطباء العمانيين في قيادة المنظومة الصحية العالمية على مستوى الإقليم والعالم.
جدير بالذكر أنه استنادا الى التاريخ الطويل للكلية الملكية للأطباء بالمملكة المتحدة الممتد على مدار 500 عام، ما زالت الكلية تضطلع بدور رائد في توفير رعاية عالية الجودة للمرضى من خلال وضع معايير الممارسة الطبية وتعزيز التميز السريري، اذ توفر الكلية للأطباء في المملكة المتحدة وخارجها التعليم والتدريب والدعم طوال حياتهم المهنية.
وبوصفها هيئة مستقلة تمثل أكثر من 37000 من الزملاء والأعضاء في جميع أنحاء العالم، فإن الكلية الملكية للأطباء تقدم المشورة وتعمل مع الحكومة والعامة والمرضى والمهن الأخرى لتحسين الصحة والرعاية الصحية، ويتمثل الاهتمام الأساسي للكلية في دعم الأنظمة الصحية لتقديم رعاية عالية الجودة للمرضى.