"النصرة" تخسر رفيق "ابن لادن" في سوريا

الحدث الأربعاء ٠٦/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٠٥ ص
"النصرة" تخسر رفيق "ابن لادن" في سوريا

بيروت – ش – وكالات
تلقت جبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا) ضربة موجعة بخسارتها عددا من قيادييها وعلى رأسهم المتحدث باسمها ابو فراس السوري، بعد تعرضها لغارة جوية، في وقت تستمر الحملة ضد تنظيم داعش بهدف استنزافه خلال فترة الهدنة التي تستثني المتطرفين في سوريا.
ومني تنظيم داعش خلال الأسابيع الأخيرة بخسائر فادحة كان آخرها طرده أمس الأول من مدينة القريتين، أحد آخر معاقله في محافظة حمص (وسط) وسيطرة الجيش السوري عليها.
وقتل المتحدث باسم جبهة النصرة أبو فراس السوري ونجله وعشرون عنصراً آخرين في غارات جوية استهدفت احداها اجتماعا في قرية كفرجالس في ريف ادلب (شمال غرب) الشمالي، وفق ما افاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، ليكون بذلك مجموع ما خسرته الجبهة 22 عنصرا.
ورجّح عبد الرحمن أن تكون طائرات حربية سورية نفذت تلك الغارات، علما أن مقاتلي جبهة النصرة وتنظيم داعش في سوريا يتعرضون بانتظام لغارات تنفذها طائرات حربية سورية وروسية وأخرى تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن عل حد سواء.
وبين القتلى، بحسب عبد الرحمن، سبعة قياديين من جبهة النصرة، بينهم سعودي وأردني ومن تنظيم جند الأقصى الذي يقاتل إلى جانب جبهة النصرة في مناطق عدة من سوريا. وبين القتلى عدد من الأوزبك.
وقاتل أبو فراس السوري واسمه الحقيقي رضوان النموس ضد السوفيات في أفغانستان حيث التقى أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة. وعاد إلى سوريا مع بدء الازمة في العام 2011، بحسب مؤيدين لجبهة النصرة على موقع تويتر.
ويقول الخبير المتابع لشؤون المتطرفين بيتر فان اوستيين ان "ابو فراس السوري عضو قديم في تنظيم القاعدة وكان مقربا من كل من أسامة بن لادن وعبد الله عزام (أحد أبرز منظري القاعدة)".
ويُعد مقتله "ضربة لجبهة النصرة وإن كان لن يغير كثيرا على الأرض"، وفق فان اوستيين. ويأتي مقتل ابو فراس السوري بعد ثلاثة أيام على سيطرة جبهة النصرة على بلدة استراتيجية في ريف حلب (شمال) الجنوبي، وبعد مرور اكثر من شهر على اتفاق الهدنة في سوريا الذي يستثنيها مع تنظيم داعش ومجموعات "أرهابية" اخرى.
وقد يكون الهدف من استهداف قياديي جبهة النصرة، وفق عبد الرحمن، تحذيرها من شن عمليات إضافية. ورغم استثنائها من وقف إطلاق النار، حدّت جبهة النصرة طوال فترة الهدنة من نشاطها العسكري في سوريا. ويقول عبد الرحمن "جبهة النصرة بدت وكأنها مشاركة بالهدنة".
وتتحالف جبهة النصرة مع فصائل اخرى تشملها الهدنة وتقاتل النظام السوري، كما تتواجد في محافظات عدة إلى جانب تلك الفصائل.
وتخوض جبهة النصرة مع فصائل مقاتلة أخرى منذ ثلاثة ايام معارك ضد قوات النظام في ريف حلب الجنوبي حيث سيطرت على بلدة العيس المطلة على طريق حلب دمشق الدولي. وقتل خلال تلك الاشتباكات 12 عنصرا من حزب الله اللبناني، بحسب المرصد.
ويُعد هجوم يوم الجمعة على بلدة العيس، وفق عبد الرحمن، "ابرز عملية تقوم بها جبهة النصرة خلال فترة الهدنة". ومني تنظيم داعش بدوره بخسائر فادحة منذ بدء الهدنة، فتم طرده من معقلين بارزين في محافظة حمص هما القريتين امس الاحد وتدمر في 27 مارس، كما قتل ثلاثة من قيادييه في غارات جوية خلال الاسبوعين الاخيرين.
وتهدف قوات النظام، بحسب عبد الرحمن، إلى طرد التنظيم المتشدد من كامل محافظة حمص والتقدم في منطقة بادية الشام وصولا إلى الحدود السورية العراقية. ولم يبق بين ايدي التنظيم سوى بعض القرى والبلدات المتناثرة في محافظة حمص واهمها بلدة السخنة التي انسحب إليه آثر خسارة تدمر.
ومنذ السيطرة على تدمر، تتعرض السخنة إلى شمال الشرق منها لقصف سوري وروسي مكثف، وتدور حاليا اشتباكات في محيطها. ومن شأن السيطرة على السخنة ان تفتح الطريق امام الجيش السوري للتوجه نحو محافظة دير الزور (شرق) الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش.
وبالاضافة إلى الخسائر الميدانية، قتل خلال شهر مارس في قصف جوي كل من عبد الرحمن القادولي المكنى بحجي امام وكان يعد الرجل الثاني في تنظيم داعش، وعمر الشيشاني احد اهم قيادييه العسكريين، وابو الهيجاء التونسي الذي كان في طريقه للإشراف على معارك ريف حلب الشمالي الشرقي ضد الاكراد.
ويقول عبد الرحمن "يتم العمل على استنزاف قيادة تنظيم داعش"، مضيفا "من الواضح ان هناك تنسيقا روسيا أمريكيا" في مسألة التصدي له. وبالإضافة إلى الجيش السوري والمقاتلين الأكراد، يخوض تنظيم داعش معارك مع فصائل إسلامية مدعومة من تركيا. وتمكنت تلك الفصائل منذ منتصف شهر مارس، وفق المرصد السوري، من السيطرة على منطقة واسعة تتضمن 12 كيلومترا من الحدود مع تركيا و14 قرية وبلدة أهمها دوديان.