مسقط - الشبيبة
احتفل الجيش السلطاني العماني صباح امس بتخريج دورة الضباط المرشحين، ودورة الضباط الجامعيين التخصصيين، ودورة ضباط الخدمة المحدودة من كلية السلطان قابوس العسكرية، وذلك تحت رعاية المفتش العام للشرطة والجمارك معالي الفريق حسن بن محسن الشريقي .
بدأت مراسم الاحتفال الذي أقيم على ميدان الاستعراض العسكري بمعسكر المرتفعة بالتحية العسكرية لراعي المناسبة، وعزفت فرقة موسيقى الجيش السلطاني العماني السلام السلطاني، بعدها استأذن قائد الطابور معالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك راعي المناسبة لتفتيش الصف الأمامي من طابور الخريجين، عقب ذلك قدم الخريجون استعراضاً عسكريا بالمسير البطيء والعادي مروراً من أمام المنصة الرئيسية لميدان الاحتفال تتقدمهم راية كلية السلطان قابوس العسكرية، ثم تقدم الطابور على هيئة الاستعراض للأمام.
بعد ذلك سلّم معالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك راعي الاحتفال سيف الشرف للضابط المرشح ماجد بن سيف العبري من الجيش السلطاني العماني الحاصل على المركز الأول على مستوى دورة الضباط المرشحين ، ثم جرت مراسم تسليم واستلام راية كلية السلطان قابوس العسكرية ، حيث قامت مجموعة حملة الراية بدورة الضباط المرشحين المتخرجة بتسليمها إلى مجموعة حملة الراية بالدورة الحالية، والتي لا تزال تتلقى تدريباتها بالكلية ، والذين أقسموا على صونها وإبقائها عالية خفاقة ، ثم عُزفَ سلام العلم وطاف حملة الراية بها بين صفوف دورتهم .
نشيد الجيش
ثم ردد الخريجون نشيد الجيش السلطاني العماني (نحن جند) وأدوا قسم الولاء ونداء التأييد، وهتفوا ثلاثاً بحياة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله ورعاه - ، بعدها أدى طابور الخريجين التحية العسكرية، وعزفت الموسيقى السلام السلطاني، وتقدم قائد الطابور مستأذنا معاليه بالانصراف، حيث مر الطابور من أمام المنصة الرئيسية مؤديا التحية العسكرية لمعالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك راعي الاحتفال.
استعراضات متنوعة
بعد ذلك قدم فريق المشاة بالعصا بالجيش السلطاني العماني استعراضات متنوعة في مهارات وفنون المسير بالعصا، كما قدمت فرقة موسيقى الجيش السلطاني العماني مقطوعات ومعزوفات موسيقية متنوعة، وعرضاً موسيقيا عسكريا اشتمل على العديد من التشكيلات التي جسدت القدرات والمهارات العالية التي يتمتع بها منتسبو الفرقة وذلك باستخدام أحدث المعدات والآلات الموسيقية التي زودت بها ، والتي تعكس جانباً من التحديث التطوير الذي توليه قيادة الجيش السلطاني العماني في مختلف المجالات العسكرية.
حضر المناسبة عدد من أصحاب السمو والمعالي، وقادة قوات السلطان المسلحة والجهات العسكرية والأمنية الأخرى، وعدد من المكرمين وأصحاب السعادة، وعدد من كبار ضباط قوات السلطان المسلحة ، وعدد من القادة وكبار الضباط المتقاعدين من الجهات العسكرية والأمنية الأخرى بالبلاد ، وعدد من الملحقين العسكريين بسفارات الدول الشقيقة والصديقة بالسلطنة، وجمع من منتسبي الجيش السلطاني العماني وأولياء أمور الضباط الخريجين.
تجدر الإشارة إلى أنه شارك في دورة الضباط المرشحين المتخرجة إلى جانب ضباط من الجيش السلطاني العماني عدد من الضباط المرشحين من الحرس السلطاني العماني، وقوة السلطان الخاصة، والجهات الأمنية الأخرى بالبلاد، إضافة إلى مشاركة ضباط مرشحين من القوات المسلحة لعدد من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما شارك في دورتي الضباط الجامعيين التخصصيين وضباط الخدمة المحدودة عدد من المرشحين من الجهات العسكرية والأمنية الأخرى.
إنجاز عسكري آخر
وبمناسبة حفل تخريج دورة الضباط المرشحين ودورة الضباط الجامعيين التخصصيين ودورة ضباط الخدمة المحدودة من كلية السلطان قابوس العسكرية تحدث العميد الركن محمد بن راشد الحوسني آمر كلية السلطان قابوس العسكرية بهذة المناسبة قائلاً:» مع انقضاء عام مزدهر من أعوام نهضة عمان الغالية ومسيرتها الوطنية الظافرة نحتفل بانجاز عسكري آخر تشهده كلية السلطان قابوس العسكرية يتمثل في تخريج كوكبة من حماة الوطن تم إعدادهم وتأهيلهم ليكونوا ضباطا أكفاء قادرين على الإيفاء بمهامهم الوطنية في الوحدات التي سيتم توزيعهم بها ، حيث تعد كلية السلطان قابوس العسكرية إحدى الصروح التدريبية العتيدة بالجيش السلطاني العماني والتي لها مكانة مرموقة كمنارة تدريبية دائمة العطاء في رفد قوات السلطان المسلحة بالدما ء الشابة، والذين عاهدوا الله والوطن والسلطان بأن يحملوا على عاتقهم القيام بالدور المقدس الذي سيناط بهم في ميادين العزة والإباء بعد أن نهلوا من معين الثقافة العسكرية وتلقوا تدريبهم الأكاديمي والتعليمي ما يمكنهم من مواصلة مسيرة العمل العسكري الذي كلفوا به كضباط أوفياء مخلصين لوطنهم وقائدهم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه».
هنيئا للخريجين
وقال المقدم الركن محمد بن سلطان الريسي قائد مدرسة تدريب الضباط المرشحين: « تتوالى إنجازات كلية السلطان قابوس العسكرية كل عام فهنيئا للخريجين فرحتهم بهذا اليوم الذي انتظروه طويلا بجدهم واجتهادهم طيلة الفترة التدريبية المنصرمة والتي بذلوا فيها الجد والوقت ليواكبوا المسيرة التدريبية وليلتحقوا بزملائهم لخدمة الوطن والسهر على أمنه ومنجزاته ، فهنيئا لنيلهم الثقة السامية من لدن مولانا القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه ، وعليهم تحمل المسؤولية في أداء الواجب الوطني المنوط بهم بكل إخلاص وأمانة، والله ولي التوفيق».
سر النجاح
الملازم ماجد بن سيف العبري الحاصل على سيف الشرف والمركز الأول على مستوى دورة الضباط المرشحين قال: « إن النجاح والتفوق هما أمل الجميع، وكل منا يسعى لتحقيقهما ،وإن الرغبة هي سر النجاح في الحياة المهنية لكل إنسان، وإنه لشرف عظيم أن أعبّر اليوم عن فرحة التخرج المقترنة بحصولي على المركز الأول، حيث أن هذا التفوق لم يأت من العدم وإنما كان ثـمرة للجد والاجتهاد والمثابرة والمنافسة الشريفة بين زملائي الضباط المرشحين، وأن هذا التفوق هو بداية المشوار لخدمة هذا الوطن المعطاء والذود عن ترابه المقدس، و لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل للضباط وضباط الصف المدربين والمعلمين الذين كرسوا جهودهم وطاقاتهم لنصل إلى الهدف المنشود والغاية السامية، وفقنا الله وإياكم لخدمة هذا الوطن وقائده المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة».
شرف عظيم
الملازم إسماعيل بن سالم الشبنوتي الحاصل على المركز الأول على مستوى دورة الضباط الجامعيين التخصصيين قال: إنه لشرف عظيم وفخر كبير لي التخرج من كلية السلطان قابوس العسكرية هذا الصرح التدريبي الشامخ بعد عام من التدريب والتأهيل في شتى العلوم العسكرية اتسمت بالضبط والربط العسكري لتكوين وصقل شخصية القائد القادر على تحمل المسؤولية في كافة الظروف، وإن المخرجات السنوية للكلية تؤكد الاهتمام الكبير الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم أبقاه الله لتخريج كوكبة من الضباط المجيدين والقادرين على أداء مهامهم بكل كفاءة واقتدار».
الملازم متكي بن مسلم العمري الحاصل على المركز الأول في دورة ضباط الخدمة المحدودة قال:» اهتمت كلية السلطان قابوس العسكرية بتدريب الضباط المرشحين وتأهيلهم والوصول بهم إلى أعلى المستويات ، وكرست كل الجهود لتخريج ضباط قادرين على قيادة الرجال وصنع القرار المناسب في جميع الظروف . وبحمد الله وتوفيقه وبعد جد واجتهاد طيلة فترة التدريب والتأهيل بالكلية تحقق ما كنت أصبو إليه وهو حصولي على المركز الأول على المستوى العام على دورة الضباط المرشحين للخدمة المحدودة ، وهو تشريف لي بقدر ما هو تكليف لبذل مزيد من العطاء وبداية مشوار لخدمة هذا الوطن الغالي ، ونحن نعاهد الله والوطن والسلطان بأن نكون جندا أوفياء نذودعن مكتسبات النهضة المباركة تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم أعزه الله».
الملازم أحمد هيثم أحمد بوعلاي من مملكة البحرين الشقيقة: « إنه لفخر واعتزاز بأن نكون ممثلي مملكة البحرين في كلية السلطان قابوس العسكرية التي تلقينا فيها المدى الواسع والشامل للعلوم العسكرية التعبوية والأكاديمية طيلة عامين من الالتحاق وننقل ما اكتسبناه من علوم عسكرية وأكاديمية تدعيما لروح التعاون الخليجي العسكري في تبادل الخبرات ، ونتقدم بالشكر للكادر التدريبي والقائمين على الكلية».
مدربين ذوي خبرة وكفاءة
الملازم مشلش جابر الخيارين من دولة قطر الشقيقة قال: « إن للتدريب في هذا الصرح العسكري الشامخ بكلية السلطان قابوس العسكرية الذي اكتسبت فيه طيلة مدة الدورة مختلف العلوم العسكرية والأكاديمية على أيدي مدربين ذوي خبرة وكفاءة عالية لمواصلة مسيرتي العسكرية العملية ، وبفضل من الله تمكنت من الحصول على المركز الأول على مستوى دورة الضباط المرشحين على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي وتمكنت من الحصول على العديد من الجوائز الفردية في مختلف التمارين والتي أحيت بيني وبين زملائي روح المنافسة الشريفة ، وها أنا اليوم أحصد ثـمار ما بذلته ، وأسال الله التوفيق والسداد لي ولإخواني الخريجين في حياتنا العلمية والعملية القادمة».
صرح شامخ
الملازم محمد بن عبدالعزيز بن حمد الزعبي من دولة الكويت الشقيقة قال: « تعد كلية السلطان قابوس العسكرية صرحا تدريبيا شامخا منذ عقود طويلة يتلقى فيها الضابط المرشح العلوم العسكرية بشقيها النظري والعملي والعلوم الأكاديمية المختلفة يمر فيها الضابط المرشح خلال الدورة من التدريبات الميدانية المواكبة لمتطلبات القوة العصرية ، فكل الشكر والتقدير لكل من أسهم في إنجاح دورة الضباط المرشحين ، لنقف اليوم بكل شموخ وعز وفخر قادرين على العمل والعطاء والبذل في مختلف الظروف والأمكنة».
مستوى عال
الوكيل أحمد بن عبدالله الربيعي وكيل دورة الضباط المرشحين بكلية السلطان قابوس العسكرية: « لقد أثبت الضباط المرشحين خلال الدورة مهارة عالية في ممارسة القيادة والكفاءة المتميزة في القوة التحمل ، كما أظهروا مستوى عال من الضبط و الربط العسكري نتيجة تقيدهم بالتعليمات والقوانين المنصوص بها في النظام الداخلي للكلية ، وها هم اليوم يتخرجون بعد نيلهم الثقة السامية من لدن مولانا القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه ليكونوا ضباطا أكفاء في وحدات وتشكيلات الجيش السلطاني العماني وأيضا في الجهات الأخرى المشاركة في هذه الدورة».
الجدير بالذكر أن كلية السلطان قابوس العسكرية بالجيش السلطاني العماني تعد صرحا تعليميا وتدريبياً يُعنى بإعداد الضباط المرشحين، وغيرهم من الملتحقين بدورات الضباط ليصبحوا ضباطاً قادرين على تحمل مسؤولياتهم الجسيمة في أداء واجبهم الوطني بكل كفاءة واقتدار، بعد أن نهلوا من معين علومها العسكرية والأكاديمية، سواء النظرية أو العملية، وصقلهم بالعلوم العسكرية، وتنفيذ التمارين الميدانية ليكونواً دائما قادرين على أداء الواجب الوطني وبكل كفاءة واقتدار.
وقد مرت عملية تدريب المرشحين بالجيش السلطاني العُماني بعدة مراحل من التطوير والتحديث وفقا للمتطلبات والاحتياجات المخطط لها، و يعود تاريخ تشكيل أول نواة لتدريب الضباط المرشحين بالجيش السلطاني العُماني إلى عام 1971م، وكانت تعرف باسم جناح تدريب المرشحين في كتيبة تدريب قوات السلطان المسلحة بغلا، ونظرا لازدياد حاجة الجيش السلطاني العماني لتغطية الاحتياجات من القوى البشرية فقد تم زيادة عدد الخريجين وزيادة الجرعات التدريبية، وفي عام 1981م نُقِلَ جناحُ تدريب الضباط المرشحين إلى الموقع الحالي تحت مسمى جناح الضباط المرشحين، وفي عام 1984م تم تغيير المسمى إلى وحدة تدريب المرشحين، وفي يوليو 1986م تفضل مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ حفظه الله ورعاه ـ وأصدر توجيهاته السامية التي قضت بتغيير اسم الوحدة إلى كلية السلطان قابوس العسكرية، وفي 29 أكتوبر 1987م تفضل جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله - بتسليم الراية إلى كلية السلطان قابوس العسكرية.
وتقوم كلية السلطان قابوس العسكرية بإعداد الضباط المرشحين الإعداد الأمثل وفق مقررات التدريب العسكري والدراسات الأكاديمية، بالإضافة إلى ترسيخ المفاهيم العسكرية لديهم وبما يؤهلهم وبكفاءة للقيام بالدور الذي سيناط بهم في وحداتهم، وتزويدهم بالعلم والمعرفة العسكرية.