"دور المستهلك الصغير" محاضرات توعوية بعددٍ من مدارس السيب

مزاج الثلاثاء ١٠/ديسمبر/٢٠١٩ ١٦:١٥ م
"دور المستهلك الصغير" محاضرات توعوية بعددٍ من مدارس السيب

مسقط – الشبيبة

الأسرة لها الدور الأساسي في تصحيح وغرس الوعي الاستهلاكي وثقافة الترشيد للطفل
الهيئة لا تألو جهدا في الوصول إلى المستهلك الصغير وتثقيفه

السلوكيات الشرائية الاستهلاكية للأطفال ما هي إلا نتاج ما يعتمده ولي الأمر من أسس أثناء التسوق
"المستهلك الصغير" :زياراتنا للأسواق مع الأسرة اكسبنا المعرفة في كيفية شراء المنتجات

تعد المعرفة أساس كل سلوك حميد، وكغيره من السلوكيات فإن السلوك الاستهلاكي السليم يحتاج إلى التعليم والتدريس خصوصًا في أذهان النشء حتى يتجسد واقعًا عملياً في سلوكهم ويستمر معهم طوال حياتهم؛ وذلك تأكيدًا للحكمة التي لطالما ترددت في أذهاننا منذ أن كنّا صغارًا"العلم في الصغر كالنقش على الحجر"، صفحة المستهلك لهذا الأسبوع، تستعرض الوعي الاستهلاكي لدى المستهلكين الصغار وأفكاراً لتعزيز السلوك من وجهة نظر الآباء، والمختصين .

في البداية يقول الطفل طارق بن سعيد النبهاني طالب بالصف الثالث: أرغب دائما بالذهاب للتسوق مع أمي وأبي لمساعدتهم في شراء مستلزمات البيت والاستمتاع بالتسوق في شراء ما أحبه، والتعرف على ما هو جديد من مستلزمات للمدرسة، ومن خلال زياراتنا لبعض الأسواق والمراكز التجارية المختلفة تعلمت كيفية اختيار المنتجات قبل الشراء بالاطلاع على تأريخ صلاحية المنتج والاستعانة بوالدتي أو والدي في قراءة مكونات المنتج ومعرفة محتواه وهذا ما أوجد لدي ثقافة شرائية جيدة، كما حضرت محاضرة قدمها موظفو الهيئة العامة لحماية المستهلك بالتعاون مع مدرستي واستفدت منها في معرفة طرق التسوق الصحيحة، و تعرفت على ما تقوم به الهيئة، كما أن بعض الكتب المدرسية توجد فيها بعض الدروس التي تناقش الاستهلاك.

معرفة منذ الصغر
وقال فيصل بن يوسف الحبسي طالب بالصف الخامس : اكتسبت ثقافة شرائية جيدة من خلال نصائح والديّ وتعليمهم لي واعتمادهم علي في بعض الأحيان لشراء بعض المشتريات بنفسي، كما أن إصراري على مرافقتهم لشراء الاحتياجات الشهرية والضرورية أكسبتني المعرفة وعززت لدي ثقافة الاعتماد على النفس والثقة في اختيار المنتجات ذات الجودة العالية ، كما تعلمت من خلال هذه الممارسة على بعض المنتجات ذات الضرر الصحي علينا، ونحن كطلاب نتمنى أن تقوم الهيئة بزيارات متواصلة لمدرستنا لتعزيز ثقافة التسوق لدينا، و مشاركتنا بأبرز المخاطر على صحة الطفل سواء بالمحاضرات او المعارض.
السعر الحقيقي
وقالت ريماس بنت أسعد النبهانية بالصف السادس:عند زيارتي للأسواق مع أهلي أقرأ على الأسعار التي يتم عرضها على السلع وأقوم بمساعدة والدتي بالتأكد من صحة تلك الأسعار عن طريق الأجهزة الموجودة في المراكز والمحلات التجارية لمعرفة السعر الحقيقي لكل سلعة، كما تعرفني والدتي دائماً على المنتجات الصحية والمنتجات الغير صحية، و طرق الاختيار الصحيحة للمواد الغذائية وتواريخ الإنتاج والانتهاء لكل سلعة، ومع التعلم سأملك المعرفة والثقافة الشرائية الجيدة وسأقلل من شراء المنتجات غير الصحية، كما أقوم بالدفاع عن حقي كمستهلكة عن طريق إبلاغ والديّ عن أي منتجات ربما يكون سعرها مرتفع بشكل كبير مقارنة بالسعر الذي أكون قد اشتريت به من المراكز الأخرى وهم يقوموا بإبلاغ الجهات المعنية بالهيئة لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

الالتزام بقائمة المشتريات
وقالت رتاج بنت علي البلوشية بالصف السادس: والديّ دائماً ما يسعيان لتوجيهي نحو خطوات التسوق الصحيحة حيث يؤكدون علي وعلى إخواني بعدم شراء ما لا حاجة له، لذلك أعمل على كتابة قائمة المشتريات الأساسية معهم قبل الذهاب للتسوق، وبقدر الإمكان أحاول الالتزام بها وعدم تجاوزها، كما أن والدتي تنصحني بقراءة مكونات وتاريخ الصلاحية للسلع الغذائية التي تجذبني وأرغب بشرائها، وبعدما أنتهي من قراءتها تسألني عما هو مكتوب فإذا كانت به مكونات مضرة بالصحة كوجود معدل عالي من السكر ينصحوني بعدم شرائه تجنباً للأضرار الصحية التي قد تسببها، ويؤكد والدي علي على شراء وتناول الوجبات الصحية في المدرسة لما لها من فوائد.وتقول نورا بنت سالم الكلبانية بالصف السادس: أصبحت اليوم أتمتع بثقافة استهلاكية جيدة من خلال متابعتي للكثير من البرامج وقراءتي للعديد من المنشورات التي تعنى بالقضايا الاستهلاكية ومنها ما تقوم بنشره الهيئة العامة لحماية المستهلك من كتيبات ومطويات للأطفال والتي تحتوي على الكثير من المواد المفيدة لنا، كما أن والديّ دائما ما يعلموني كيفية شراء المنتجات بطرق صحيحة وسليمة وصحية كما أنني دائما أسال معلماتي عن الطرق الجديدة في التسوق وأيضا في كيفية تجنب المنتجات الاستهلاكية المغشوشة.

أسس ومنهجية من ولي الأمر
ويقول بدر بن سعود الرحبي( ولي أمر): إن السلوكيات الشرائية الاستهلاكية للأطفال ما هي إلا نتاج ممارسة وفق أسس يعتمدها ولي الأمر لترسيخها في أطفاله ولا تتحقق إلا بالتكرار والصبر وبمرور الوقت نصل لنتائج استهلاكية جيدة من قبل الأبناء، فأنا لا أحرم أبنائي من التسوق في سن يعي ويفهم فيه وأعمد على إشراكهم في التسوق والعملية الاستهلاكية، وأعلمهم أسس الشراء وخطوات التسوق، وأقف معهم عند كل رف لأعطيهم ملاحظاتي على المنتج الذي تم وضعه في السلة ولا أنسى منذ البدء بأن أضع قائمة المشتريات وأقدر المبلغ لها وأطلب منهم قائمة مشترياتهم مع تقديرهم للمبلغ وأعمل على إعطائهم المبلغ المقدر لمشترياتهم حتى أحقق رضا ونجاحاً وأحيانا كثيرة أعطي أطفالي الصغار مبلغاً محدداً لشراء ألعاب أو حلويات لهم وفي حال تجاوزهم للمبلغ أعمد على ارجاع شيء من تلك المشتريات حتى يتقيد ابني بالخطة وأخرج بنتاج لا يرهق ميزانيتي ومن وجهة نظري استثمارك في أبنائك منذ الصغر لا يأتي إلا بالصبر والمتابعة في شتى مجالات الحياة.

وذكرت عبير الشكيلية ولية أمر طالبة : دائما ما أحرص على اصطحاب أطفالي للمشاركة في التسوق، حيث يساعدهم ذلك على اختيار المستلزمات التي يحتاجونها فلكل واحدٍ منهم ذوقه الخاص لذلك أحرص على أن يشتروا أغراضهم وهم على اقتناع تام بها فالطفل بطبيعته يصعب إقناعه بأمر لا يحبه.وأضافت الشكيلية: أؤكد على أبنائي أثناء التسوق على عدم شراء ما لا يحتاجونه والاقتصار فقط على الأغراض ذات الأهمية والتي تكون مدونة مسبقاً في قائمة التسوق، حيث أن ذلك سيسهم في تعزيز مفهوم المسؤولية وعدم التبذير في شراء الأغراض والذي يعد أحد خطوات التسوق الصحيحة التي يجب اتباعها.

تعزيز الوعي الاستهلاكي
وتقول نادية بنت على الكلبانية (ولية أمر): دور المجتمع في تعزيز الوعي الاستهلاكي في سلوك الطفل منذ نعومة أظافره وتمكين حضورهم في جميع تعاملاتهم الاستهلاكية دور لا يقل أهمية في مراحل الطفل الأولى لوضع حجر أساس راسخ بجميع منهجياتها وأخلاقياتها وتعميق القيم الداعمة للثقة بالنفس والإعتدال في الانفاق وذلك من خلال اشراك أبنائي في العملية الشرائية والاستهلاكية وتحميلهم مسؤولية قراراتهم وذلك بوضعهم لخططهم الاستهلاكية و قائمة تقديريه لمشترياتهم وأسعارها المتوقعة وتمكين رؤيتهم للأوليات الأهم وثم المهم وذلك بمناقشتهم واستشارتهم حول المنتج الذي يرغبون بشرائه سواء من حيث تاريخ الإنتاج والانتهاء ومكونات المنتج والانتباه لجودة منتجات العروض الترويجية وحسن الاختيار الواعي بين البدائل والذي من شأنه أن يولد لديهم الثقة في الاختيار والتجريب في مواقف تبني فيه سلوكاً إيجابياً لشراء متطلبات المنزل اليومية أو أدواته الشخصية والمدرسية وتعريفهم بالأسعار والمبلغ المستقطع للسلع المطلوبة.وأضافت: كما أعمد على ترسيخ ثقافة الشراء في اطار الحفاظ على البيئة وعدم استخدام أكياس البلاستيك و الانتباه للأسعار وحسن التصرف في حال ملاحظتهم ارتفاع أسعار السلع أو أي ظاهرة استهلاكية وذلك بالتوجه إلى جهات الاختصاص والتبليغ.

محيط الطفل وبيئته
وقالت رحمة بنت خميس البلوشية رئيسة قسم البحوث في المركز الوطني للتوجية المهني بوزارة التربية والتعليم: قيم الطفل واتجاهاته تتشكل من خلال التنشئة والنمذجة والقدوة في الدائرة التي يتفاعل ويعيش فيها من خلال متغيرات كثيرة أهمها الأسرة والأقران والإعلام والمدرسة وثقافة الاستهلاك عند الطفل هي على ما تربى عليه ونشأ وتعلم وتتأصل وتغرس فيه منذ الصغر شأنها شأن كل السلوك الذي يكتسب من المتغيرات التي تمثل محيط الطفل وبيئته بالنمذجة والقدوة.وتضيف البلوشية بأن الطفل يعد أكثر الأفراد استهلاكاً في الأسرة من خلال ملبسة وغذائه ومتطلبات نموه وتعليمه ونشأته وهو المحاط بكل الإعلانات التي تتدفق عليه من كل وسائل التواصل والإعلام والبرامج والتي بدورها قد تبرمج وتغرس فيه سلوكا استهلاكيا غير مرغوب وغير سليم، ولذلك فإن الأسرة هنا لها الدور الأساسي في تصحيح وغرس الوعي الاستهلاكي وثقافة الترشيد، فالأسرة التي لا تعرف قيمة الترشيد ينشأ أبناؤها على الجهل والترف الاستهلاكي حتماً.وذكرت البلوشية : يمكن للأسرة أن تنمي في الطفل الثقافة الاستهلاكية الصحيحة كأن يرافق الأبناء آباءهم وأمهاتهم أثناء التسوق في أيام مخطط لها لذلك، أو عن طريق التوجيه والضبط غير المباشر في المواقف التي يكونون فيها معاً، وللأصدقاء والأقران أيضاً دور في توجيه هذا السلوك وضبطه فكما يقال " الصاحب ساحب" فإن الأصدقاء الذين نشأوا على الاستهلاك الغير مخطط وعدم الترشيد يمكن أن يؤثروا في أقرانهم كثيراً رعبةً في التقليد والمجاراة والتباهي.وتذكر البلوشية بأن دور المدرسة يأتي من خلال المناهج والبرامج والمواقف التي تشرب بقيم واتجاهات الترشيد والاستهلاك الصحي السليم حبذا لو كانت هناك برامج في مدارسنا موجهة ومعدة خصيصا لغرس وتأصيل ثقافة الاستهلاك الصحيحة لتكون مكملة لدور الأسرة في هذا الشأن.

دور الهيئة
ومن جانب آخر قال سعيد بن حمد النبهاني رئيس قسم الصحافة والنشر بالهيئة: الأطفال شريحة مهمة من شرائح المستهلكين والتي حرصت الهيئة منذ انشائها على استهدافها إيماناً منها بأن ناشئة اليوم هم مستهلكو المستقبل، ولذلك فإن الهيئة العامة لحماية المستهلك لا تألو جهدا في الوصول إلى المستهلك الصغير وتثقيفه حيثما كان عبر تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات التوعوية التي تستهدف طلبة المدارس بهدف غرس الثقافة الاستهلاكية لديهم وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم كمستهلكين سواء من مدارسهم أو تنظيم رحلات إلى الهيئة أو تنظيم الحملات والمحاضرات التوعوية بما يتناسب مع فئاتهم العمرية.

كما أن الهيئة حرصت على إعداد مطبوعات توعوية متنوعة للمستهلكين الصغار كمجلة " المستهلك الصغير و(لون وتعلم)، إضافة إلى تنظيم عدد من الزيارات الميدانية لطلبة المدارس إلى معرض السلع المقلدة بديوان عام الهيئة لتعزيز الثقافة الاستهلاكية لديهم وبالتالي إنشاء جيل واعٍ استهلاكي.