حقوق الإنسان ترصد 130 حالة في السلطنة في 2019

بلادنا الثلاثاء ١٠/ديسمبر/٢٠١٩ ١٣:٠٨ م
حقوق الإنسان ترصد 130 حالة في السلطنة في 2019

مسقط – خالد عرابي

عبدالله بن شوين: كثير من البلاغات ليست ذات علاقة مباشرة بحقوق الإنسان

أكد أن اللجنة تأخذها على محمل الجد ونتواصل مع الجهات المسؤولة لتقييمها وحلها

أكد رئيس اللجنة العمانية لحقوق الإنسان المكرم الشيخ عبدالله بن شوين الحوسني على أن اللجنة تعاملت هذا العام مع أكثر 130 موضوعا متعلقا بقضايا حقوق الإنسان في السلطنة، وأن هذه الموضوعات وصلت إلى اللجنة من خلال جميع وسائل رصد وتلقي البلاغات، وقد تعددت أنواع تلك البلاغات ما بين الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية..

جاء ذلك خلال احتفال اللجنة العمانية لحقوق الإنسان أمس (الاثنين) بـ «اليوم العالمي لحقوق الإنسان» والذي يأتي في ديسمبر من كل عام، وذلك بقاعة الهيئة العامة للطيران المدني برعاية وزير العدل معالي عبدالملك بن عبدالله الخليلي .

**media[1084120]**

وأكد شوين على أن تلك الموضوعات وصلت إلى اللجنة بعدة طرق سواء الحضور إلى اللجنة أو تقديم البلاغات أو من خلال الاتصال وغيرها. وقال بأن كثيرا من تلك الموضوعات التي تعاملت معها اللجنة كانت مجرد شكاوى عادية أو حتى أمور شخصية لا تتعلق مباشرة أو بالدرجة الأولى بحقوق الإنسان وتحديدا يمكن أن نصنفها بنسبة 50 إلى 50%، بمعنى نصفها يمس حقوق الإنسان و النصف الأخر قد يكون غير ذي صلة قوية بالأمر، ومع هذا فإننا في اللجنة نأخذ كل موضوع نتلقاه أو نرصده على محمل الجد والاهتمام ونتحرك لمتابعته ونتواصل معه ونقيمه، ثم نتواصل مع الجهات المعنية به وبناء عليه يتم تحديد توجهه ومتابعته، لأنه ينبغي ألا ننسى أن قضايا حقوق الإنسان مختلفة ولذلك فنحن ورغم تعاملنا مع كل البلاغات المتعلقة بحقوق الإنسان، ولكن لا يعني هذا أن اللجنة معنية بكل مجالات الحياة وبكل القضايا، كما ينبغي أن ندرك أنه لا يعني أن تقبل البلاغ أو القضية التي تصل على علاتها، ولذا فمثلا هناك حالات تأتي من نمط أنه تأخر ظهور اسم صاحبها في قرعة الحصول على أرض من الدولة أو من الإسكان أو ما شابه ذلك، ونحن في مثل هذه الحالات ننظر إذا كانت حالات إنسانية ماسة تتعلق مثلا بذوي الظروف الخاصة مثل الأرامل أو المطلقات أو غيرها فنتواصل مع الجهات ذات الصلة مثل وزارة الاسكان، وأما إذا ما كانت دون ذلك فإننا لا نتدخل لأنه في النهاية هناك جهات مسؤولة في الدولة معنية بمثل هذه الموضوعات وهي التي تحدد الأطر والأولويات وتطبق القانون وينبغي احترام آلية عملها.. وأشار شوين إلى أن البلاغات والموضوعات التي وصت للجنة هذا العام تدور في فلك الأعداد التي وصل إلى اللجنة العام الماضي ولكن تتفاوت وتختلف من حيث نوع البلاغ وطريقة عرضة ووسيلة وصوله للجنة.

الحقوق والواجبات
وأكد الشيخ المكرم على أنه ينبغي علينا جميعا أن نعي أن مفهوم الحقوق مرتبطة به الواجبات فعلى الأشخاص الذين يتشدقون بمسألة الحقوق يجب عليهم أن يتذكروا أن عليهم واجبات، وأن مسألة الحرية متعلقة أيضا بحقوق الآخرين، فكل فرد حر ولكن ما لم يضر، فمثلا لا يأتي بعض الشباب ويهاجم بعض المسؤولين بالباطل في وسائل التواصل الاجتماعي دون أدلة أو براهين ويقول هذه حرية وهذا حقي، وبذلك عليه أن يدرك أنه بذلك قد يعرض نفسه لطائلة القانون، فهناك تشريعات وقوانين تحمي حقوق الآخرين مثلهم مثله تماما، والآن قضايا الإنترنت وأمن المعلومات أصبح هناك الكثير من الأطر والقوانين التي تؤطرها وتحاسب على المسيء للآخرين ما لم يكن لديه الأدلة والقرائن والبراهين.

وبطلب إعطاء بعض النماذج للحالات التي وردت للهيئة وكيف تم التعامل معها قال كانت هناك أوروبية وكان زوجها قد احتجزها وأغلق عليها الأبواب لعدة أيام وتواصلت معنا ونحن تحركنا على الفور وتواصلنا مع شرطة عمان السلطانية والجهات المسؤولة وبالفعل تحركت الجهات وصدر أمر الضبط وفتح الأبواب وأحضر زوجها وتم التوصل إلى الحلول وتم تخليصها من هذا الاعتداء على حقوقها.

**media[1084117]**

وعند السؤال عن دور اللجنة في مواجهة بعض الملاحظات أو البيانات الدولية المغرضة من جهات دولية نحو السلطنة قال: الملاحظات مستمرة وستبقى مستمرة من الخارج وهذا ديدن كل العالم وهذا توجه كل الدول والمجتمعات.. فنعم تصل ملاحظات وتقارير حكومية وغير حكومية ولكن الخطوة الأولى التي نقوم بها أنه إذا كانت هناك من ملاحظة نتوجه إلى الجهة المختصة للتعرف على حقيقة هذه الملاحظة ونقيّم الموضوع ونرد في هذا الإطار. وقد قامت اللجنة برصد ومتابعة كافة المواضيع والتقارير الدولية التي تم التطرق من خلالها إلى حقوق الإنسان بالسلطنة، وتم التنسيق بشأنها مع الجهات المختصة ثم الرد على تلك التقارير وفق الحقائق التي تعكس واقع حقوق الإنسان بالسلطنة.. ولكن نحمد الله على النعمة التي نعيشها في عمان فعندما نتحدث عن حقوق الإنسان بشكل عام التي ينادي بها العالم نسأل ما هي؟ هي الحياة الكريمة السعيدة الآمنة وهذا ما نعيشه كنعمة في عامن أما الاستثناءات فستكون موجودة ولكن يجب أن نعمل عليها جميعا.

أما عن قضايا التعامل مع عاملات المنازل وماذا شكلت من نسبة البلاغات التي وصلت للجنة خلال العام فقال رئيس اللجنة: كانت أعدادها عادية قياسا على العدد الإجمالي، ولكنها كانت من ضمن البلاغات المتصدرة سواء من العاملات أنفسهن أو من الكفلاء، والقضية شائكة ولكن بدأت هذه المشاكل يكون فيها ضبط والقوانين صارمة ولذا فقد قل عددها وأنا أعتقد أنه هذا هو الطريق الصحيح وهو ألا يترك الموضوع بدون ضوابط خاصة مع دور وسائل التواصل الاجتماعي وهنا دورنا في اللجنة أن نتحقق من صحة أو عدم صحة المعلومات التي تثار أو تصل. ثم نتواصل مع الجهات المختصة ونتحقق من المشكلة ونتابعها .

زيارة السجن المركزي
وأكد المكرم الشيخ في كلمته أن اللجنة قامت هذا العام بتنفيذ زيارات ميدانية إلى بعض المواقع بالتعاون مع الإدارات المعنية بمراعاة وخدمة حقوق الإنسان، وفي مقدمتها «السجن المركزي» بسمائل، وبعض مراكز التوقيف بشرطة عمان السلطانية، ودار رعاية المسنين، ودار توجيه الأحداث، التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، ومستشفى المسرة بوزارة الصحة وغيرها، وعملت اللجنة وفق اختصاصاتها على معالجة تلك المواضيع وإيجاد الحلول المناسبة لها بالتنسيق والتعاون مع الجهات المختصة. كما أشار إلى أن اللجنة قامت بتحديث موقعها الإلكتروني وتفعيل بعض حساباتها الإلكترونية وذلك لتعزيز التواصل، وتقوية التفاعل، مع كافة أفراد المجتمع، إضافة إلى تخصيص رقم جديد لتسجيل البلاغ الصوتي المتعلق بإيصال البلاغات وهو (1970) أي ذلك التاريخ العظيم المرتبط بذهن ووجدان كل إنسان على أرض عمان، وهو عام بزوغ فجر النهضة المباركة. كما شاركت اللجنة في ملاحظة انتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة وذلك من خلال زيارات قامت بها لمعظم مراكز إنتخابات مجلس الشورى.

**media[1084122]**

وعن دور اللجنة في جانب التوعية بحقوق الإنسان قال شوين: تم تنظيم عدد من الفعاليات والندوات وحلقات العمل، منها «ندوة مكافحة الإتجار بالبشر» بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة الإتجار بالبشر» بوزارة الخارجية، وحلقة العمل حول «أهداف التنمية المستدامة وحقوق الإنسان» بالتعاون مع المكتب الإقليمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان ببيروت.. أما عن النشاط الخارجي للجنة فقال: تمت المشاركة في كافة المؤتمرات والندوات الخارجية التي تنظمها مؤسسات حقوق الإنسان، وفي مقدمتها «التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في جنيف» و»منتدى أسيا والمحيط الهادي» و»اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان بجامعة الدول العربية»، و «الشبكة العربية لحقوق الإنسان». كما أكد على أنه مع نهاية العام تقدم اللجنة سنويا تقريراَ شاملا عن كافة جهودها ونشاطها في مجال حقوق الإنسان بالسلطنة، وسيتم نشره وتوزيعه على جميع الجهات ذات الصلة.

**media[1084123]**

وأختتم شوين قائلا: اللهم إنَّا ندعوك، فأنت من تجيب دعوة الداعي إذا دعاك، ولا أحد سواك، أن تحفظ وطننا الغالي العزيز عُمان، وأن تديم على قائدنا المفدى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ أعزَّه الله وأبقاه نعمة الصحة والعافية والعمر المديد، وإن تنعم على كافة بلاد العالم بالأمن والأمان، وصون حقوق الإنسان.

هذا وقد قامت اللجنة خلال الاحتفال بتقديم فيلم حول «الإنسان في فكر السلطان» وقد أكد رئيس اللجنة على أن هذا الفيلم ركز على شخص جلالة السلطان وجاء احتفاء بالدور العظم الذي قام ويقوم به حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في بناء الإنسان حيث قام ببناء الحجر قبل البشر منذ بداية النهضة، وهوشق الطرق الوعرة وافترش رمال الصخراء لأجل بناء هذا الوطن وكان القائد وما زال يعطي وبني الإنسان قبل الطريق ولذا فهذ الفيلم وقفة متواضعة منا في اللجنة العمانية لحقوق الإنسان لهذا الرجل العظيم لتجسد هذا الحب وهذا العطاء نحو صاحب الجلالة.

كما تم عرض مسرحي حول أهمية الإحسان إلى الوالدين وألا تشغلنا الأمور الحياتية عنهما عند كبرهما .. كما قامت اللجنة العمانية لحقوق الإنسان» وفي إطار مساهمتها لدعم كل عمل يخدم حقوق الإنسان ويساند الجهود المبذولة من قبل الحكومة أو القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها، بتكريم خمسة نماذج رائدة لمشاريع وبرامج تُعنى بالمساعدات والجهود الإنسانية، وذلك تحفيزاً لمزيد من العطاء والمساهمة من أجل خدمة الإنسان وتحقيق حياته الكريمه. وهي : مشروع فك كربة، بمسقط، و مشروع جمعية بعجة العمانية للايتام في محافظة ظفار، ومبادرة فرحتهم فرحتنا التي تهدف إلى إسعاد الأطفال الأيتام في محافظة مسندم، ومبادرة مجموعة سنبادر لأجلكم لخدمة مرضى السرطان، ومشروع فلج الصعراني في محافظة البريمي.