انطلاق فعاليات المؤتمر الإقليمي للفيدرالية العالمية للسمنة

بلادنا الخميس ٠٥/ديسمبر/٢٠١٩ ٢٢:٢٣ م
انطلاق فعاليات المؤتمر الإقليمي للفيدرالية العالمية للسمنة

مسقط – الشبيبة

ابتدأت اليوم الخميس فعاليات المؤتمر الإقليمي للفيدرالية العالمية للسمنة والمؤتمر السادس للجمعية الخليجية لجراحة السمنة، والذي تنظمه الرابطة العمانية لجراحة السمنة والامراض الايضية والمركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء والجمعية العمانية لمرض السكري بالتعاون مع الفيدرالية العالمية للسمنة، وذلك بفندق شيراتون _مسقط.

ورعى حفل الافتتاح معالي الدكتور أحمد بن محمد البوسعيدي وزير الصحة، بحضور عدد من اصحاب السعادة وجمع غفير من المشاركين والمدعوين والحضور.

والمؤتمر الذي يقام على مدى ثلاثة أيام تحت شعار "المرأة والأطفال أولاً" يشهد مشاركة خبراء ومحاضرين متخصصين في مجال علاج وجراحات السمنة نحو (40) محاضراً من دول مجلس التعاون وعدد من الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وجمهورية الهند، بالإضافة إلى محاضرين من داخل السلطنة والولايات المتحدة الاميركية، ويشارك فيه ما يقارب من 200 من الكوادر الطبية ومن الفئات الطبية المساعدة من داخل وخارج السلطنة.

وتضمن برنامج الحفل على كلمة ترحيبية القتها سعادة الدكتورة شهد إقليم شرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية انتقالاً وبائياً وتغذوياً نتج عنه ارتفاع معدلات الإصابة بالسمنة والوزن الزائد في المنطقة، حيثُ تعاني نصف نساء المنطقة (50.1%) وأكثر من اثنين من بين خمسة رجال (43.8%) من زيادة الوزن أو السمنة، كما تعاني المنطقة أيضاً من ارتفاع معدلات إصابة الأطفال بالوزن الزائد والسمنة – وهو أعلى من المعدل العالمي الذي يبلغ 70%، وفي بعض البلدان، يتأثر أكثر من 15% من الأطفال من ذات المشكلة ويعاني منها أيضاً أكثر من نصف البالغين في المنطقة.

وأكدت اكجمال ماكتيموفا ممثلة منظمة الصحة العالمية لدى السلطنة في كلمتها: بدعم فني من منظمة الصحة العالمية، يجري تنفيذ خطط واستراتيجيات وطنية في جميع أنحاء المنطقة لوقاية الأطفال من السمنة، ومع ذلك تكافح الدول لتنفيذ هذه الخطط بشكل كامل، لهذا فإن من الضروري التركيز على تقييم الوضع الحالي ومعرفة التحديات والثغرات الرئيسية وكذلك وضع خطط عمل عملية واستراتيجية.

وكما تعمل منظمة الصحة العالمية في السلطنة بشكل مكثف جداً مع الحكومة ووكالات الأمم المتحدة الأخرى من أجل توفير منصة للمعنيين بمن فيهم صناع السياسات، المحللون، الأمم المتحدة، المنظمات غير الحكومية، القطاع الخاص، والمجتمع المدني، والهيئات الحكومية وذلك لمناقشة مواضيع بعض السياسات المختارة التي تتعلق بالسمنة والنظام الغذائي لتحقيق نظام غذائي صحي مستدام، والدعوة كذلك إلى اتباع نهج أكثر شمولية للأنظمة الغذائية لمعالجة السمنة وتشجيع الدولة على وضع واستعراض خطط العمل التي قامت بها للتصدي لمشكلة السمنة، بالإضافة إلى تحديد الاجراءات ذات الأولوية التي لها تأثير جيداً في الوقاية من مشكلة الوزن الزائد والسمنة.

ومن جانبها القت الدكتورة نور بنت بدر البوسعيدي مديرة المركز الوطني لعلاج السكري والغدد الصماء بوزارة الصحة كلمة أوضحت فيها هذا المؤتمر هو ثمرة للتعاون الموسع بين المركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء والجمعية العمانية لمرض السكري من جانب والفيدرالية العالمية للسمنة والجمعية الخليجية لجراحة السمنة المنظمة للمؤتمر الخليجي السادس لجراحة السمنة، وهي المرة الأولى بالسلطنة التي تلتقي فيها الفعاليات العلمية المعنية بعلاج السمنة بجانبيها الطبي والجراحي، وذلك سعياً منا على تعزيز كفاءات جميع مقدمي الخدمة لمرضى السمنة.

وأضافت: تعد السمنة من أهم تحديات العصر التي تشكل خطراً على الصحة العامة لدى أغلب بلدان العالم، حيث أصبحت معدلات الإصابة بها في ازدياد مضطرد وخاصة في منطقتنا ومنطقة الخليج العربي والسمنة كما يعلم الجميع تؤدي إلى حدوث مشاكل اقتصادية واجتماعية جمة، فضلاً عن أنها تزيد من احتمالية الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة الأخرى والتي من بينها: أمراض القلب والشرايين، وأمراض السكري والسرطان، ناهيك عن معاناة المريض اليومية نتيجة الوزن الزائد وتسببه بإضرار للمفاصل والعمود الفقري وصعوبات بالتنفس اثناء النوم.

وتشير مُؤشرات المسح الوطني للأمراض غير المعدية في عام ٢٠١٧م إلى أن أكثر من 66.5% من العمانيين يعانون من الوزن الزائد أو مصابون بالسمنة، كما بين نفس المسح أن 41.6% من العمانيين لا يمارسون نشاطا بدنيا كافيا لتعزيز صحتهم وهذه النسب هي للأسف أعلى من النسب المسجلة في المسح السابق المنفذ في عام 2008م، وعليه فإن هناك حاجة ملحة لإيجاد آليات تدخل سريعة وناجعة لوقف هذا المنحنى المتصاعد وليكون مقدمي الخدمة في جاهزية تامة للتعامل مع الحالات المصابة.

وتطرقت الدكتورة نور في كلمتها يساهم هذا المؤتمر بشكل كبير في توسيع التعاون الإقليمي والدولي مع الهيئات والمؤسسات الدولية المعنية بمكافحة السمنة ويعزز من تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الدولية بما يساهم في دفعنا نحو تحقيق المزيد من أهداف اللجنة الوطنية متعددة القطاعات لمكافحة الأمراض غير المعدية والأمر الذي يصب أيضاً في تحقيق الهدف الثالث من الأهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة التي ترعاها الأمم المتحدة، كما نسعى من خلال المؤتمر لرفع كفاءة الفريق الطبي متعدد التخصصات للقيام بمهام تشخيص وعلاج السمنة في مختلف مؤسسات تقديم الرعاية الصحية الحكومية والخاصة، وذلك إلى جانب الدور الذي يقوم به المركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء في توفير التدريب للأطباء وكوادر التمريض وفنيي التغذية وغيرهم من مكونات الفريق الطبي متعدد التخصصات لتوسيع نطاق تقديم خدمة إدارة مرض السمنة بمختلف محافظات السلطنة، وذلك من خلال دعم التغذية الصحية ودعم ممارسة النشاط البدني لكافة شرائح المجتمع ودعم المبادرات التي من شأنها تحسين أنماط الحياة الصحية وتحسين البيئة والتخطيط العمراني.

وفيما أشار الشيخ الدكتور سليمان الصباح رئيس الجمعية الخليجية لجراحة السمنة بدولة الكويت إن الاجتماعات والمؤتمرات السنوية للجمعية الخليجية لجراحة السمنة المقامة بصورة منتظمة منذ تأسيساها في دولة الكويت 2013 تتيح الفرص لتبادل الخبرات بين جراحي السمنة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومتابعة المستجدات وتبادل الآراء حول الجوانب المختلفة بالرعاية الصحية المتكاملة ومتعددة الروى المستقبلية لمجابهة هذا التحدي الهام الذي يواجه النظم الصحية بدول مجلس التعاون نظراً للمعدلات العالمية لانتشار السمنة بدول الخليج وفقاً لنتائج البحوث والدراسات العالمية وتقارير المنظمات الدولية.

وأضاف: إن انعقاد المؤتمر السادس للجمعية الخليجية لجراحة السمنة يعنبر بمثابة تأكيداً جديداً على التزامناً بالتعاون المستمر بين المختصين في جراحات السمنة لتحمل مسؤوليتنا المهنية والإنسانية لدعم قدرات النظم الصحية، حيث يعنبر نموذجاً نعتز به لدور الجمعيات والاتحادات والروابط المهنية كشركاء رئيسيون بالتخطيط وتحديث ومتابعة الاستراتيجيات والبرامج الصحية والإنمائية لضمان تمتع الجميع بأنماط صحية لجميع الاعمار وتحقيق أهداف التنمية المستدامة حتى عام 2030.

واكد الدكتور بدر الحضرمي استشاري جراحة عامة وسمنة بالمستشفى السلطاني ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر السادس للجمعية الخليجية لجراحة السمنة في كلمته إن مستشفيات السلطنة قطعت أشواطاً كبيرة في تقديم خدمة مميزة في جراحة السمنة وتقديم مختلف العمليات المعتمدة عالمياً من عمليات جراحة السمنة كقص المعدة وتحويل المسار بأنواعها، وايضاً عمليات جراحة السمنة ما بعد جراحة السمنة بمختلف أنواعها.

وأضاف: لقد تم استحداث نظام متعدد التخصصات في التعامل مع مرض السمنة من الناحية الطبية والجراحية وعقد اجتماعات دورية بالتعاون مع المركز الوطني لعلاج مرض السكري والغدد الصماء وشمل جميع الفرق العاملة في هذا المجال من المستشفى السلطاني ومستشفى نزوى ومستشفى السلطان قابوس بصلالة ومستشفى القوات المسلحة للتشاور واعتماد ما هو الأفضل والجديد في علاج السمنة، كما تم رفع كفاءة الخدمة المقدمة خلال السنتين الماضيتين وإدخال نظام التعافي السريع لعمليات جراحة السمنة والذي يعتبر حديث عالمياً والتقليل من التكاليف المصاحبة لهذا النوع من العمليات بشكل كبير.

ويهدف المؤتمر الى التعريف بمرض السمنة وأثارها الجانبية المصاحبة وحلقة وصل ما بين أطباء وجراحي السمنة، ودراسة إحصائيات السمنة في المنطقة وطرح طرق الوقاية في التقليل من آثار مرض السمنة في المجتمع والفرد وطرح الحلول العلاجية للسمنة الطبية والجراحية، وكيفية جعل عمليات جراحة السمنة أكثر سلامة وأمانا، كذلك دراسة عمليات جراحة السمنة الجديدة ونتائجها مقارنة بعمليات جراحة السمنة القديمة الخروج بتوصيات مشتركة ما بين أطباء وجراحي السمنة.

وفي الختام قام راعي بالمناسبة بافتتاح المعرض المصاحب وتجول في أركانه، واستمع مع الحضور من القائمين عليه لشرح واف عن محتوياته، حيث يضم اخر مستجدات التكنولوجيا في مجال جراحة السمنة.

وتضمن برنامج الافتتاح على عدة محاضرات علمية يقدمها نخبة من الأطباء والمختصين، حيث القت البروفيسورة دونا رايان رئيسة الفيدرالية العالمية للسمنة بالولايات الامريكية المتحدة محاضرة تناولت فيها عن التغييرات المرتبطة بالسمنة وأسباب فقدان الوزن بصعوبة واستعادة الوزن بسهولة فائقة، وتشير إلى أن السمن تعتبر مرض معقد، في حين يُعد النظام الغذائي، وعدم ممارسة الرياضة من الأسباب الرئيسية للسمنة، فإن العوامل الوراثية والبيئة الخارجية والتقاليد الثقافية من العوامل المساهمة لها.

وفيما تطرقت محاور المؤتمر الأخرى عن السمنة وآثارها الجانبية والطرق الطبية غير الجراحية لمعالجة السمنة ومقارنه ما بين الطرق الطبية والطرق الجراحية والطرق الجراحية لمعالجة السمنة والمضاعفات المصاحبة المحتملة لعمليات جراحة السمنة والطرق الجراحية الجديدة لمعالجة رجوع زيادة الوزن، كذلك مشاكل التغذية ونقص الفيتامينات المصاحبة لجراحة السمنة وكيفية الوقاية منها والسمنة لدى المرأة والطفل من وجهة نظر منظمة الصحة العالمية والحمية الغذائية في علاج السمنة لدى الأطفال والبالغين من حيث التشخيص والعلاجات الطبية والجراحية، استطاعة الجراحة تصحيح مرض السكري النوع الثاني وهل الجراحة افضل من التدخلات الطبية العلاجية ( تعزيز نمط الصحة والتغذية الصحية وممارسة النشاط البدني).

والجدير بالذكر لقد سبق افتتاح المؤتمر جلسات عمل أقيمت صباح اليوم (الخميس) بفندق شيراتون مسقط حول تدخلات تعزيز أنماط الحياة لمرضى السمنة البالغين والعلاج الطبي غير الجراحي للسمنة واستخدام كافة الوسائل العلاجية المتاحة.