لندن - 7
أظهرت نتائج تجارب جديدة أن مكملات زيت السمك أوميجا 3 يمكن أن تحسن الانتباه لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط النشاط الناتج عن نقص الانتباه. وتشبه فاعلية هذه المكملات فاعلية العلاجات الدوائية، لكن فقط إذا تم اعتمادها في الحالات التي تكون فيها مستويات الأوميغا 3 في الدم منخفضة.. وأجرى باحثون في بريطانيا وتايوان تجربة شارك فيها 92 طفلا تناولوا علاجا وهميا.
وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى ضرورة تبني مقاربة «العلاج الشخصي» (الخاص بكل حالة على حدة) في مثل هذا النوع من الحالات الطبية النفسية. وقال الأستاذ بمعهد علم النفس وعلم الأعصاب في كلية كينغز بلندن والذي شارك في التجربة كارمين باريانتي: «إن مكملات أوميجا 3 تؤثر فقط في الأطفال الذين لديهم مستويات أقل من حمض ‘إيكوسابنتاينويك’ في دمائهم، ويبدو الأمر وكأن هذا التدخل يعيد النقص في هذه العناصر الغذائية المهمة».
وأضاف أن هذا الإجراء قد يمثل سابقة لنتائج التدخلات الغذائية الأخرى ويمكن أن يكون بداية “فوائد” الطب النفسي الشخصي “للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه”. إن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو حالة شائعة تصيب الدماغ وتؤثر على ما يقدر بنحو 3% إلى 7% من الناس في جميع أنحاء العالم.
يمكن أن تشمل الأعراض مشكلات في الاهتمام والاندفاع تؤدي إلى صعوبات في العلاقات الأكاديمية والعملية والشخصية. في هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة (ترانسليشينال سايكايتري)، أجرى باحثون، من كلية كينغز وجامعة الصين الطبية في تايوان، تجربة عشوائية مع 92 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عامًا مصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وتم إعطاؤهم إما جرعات عالية من حمض أوميغا 3 الدهني (إي.بي.آي) أو دواء وهميا لمدة 12 أسبوعًا. وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين لديهم أدنى مستويات الدم من حمض (إي.بي.آي) أظهروا تحسنًا في الانتباه المركّز واليقظة بعد تناول مكملات أوميغا 3.
ولكن حذر العلماء من أن الآباء يجب ألا يعطوا أطفالهم مكملات زيت السمك دون التحقق أولاً مع الطبيب وشددوا على أنه يمكن فحص مستويات أوميجا 3 من خلال فحص الدم. وتشمل العلاجات التقليدية للأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه المنشطات مثل الريتالين، المعروف عمومًا باسم الميثيلفينيديت، والتي يمكن أن تحسن مستويات التركيز لدى مرضى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وقال فريق باريانتي إنه على الرغم من أن مقدار التحسن في الانتباه واليقظة من الميثيلفينيديت يتراوح عمومًا بين 0.22 إلى 0.42، فإن التأثير الذي شوهد عند الأطفال الذين لديهم مستويات منخفضة من حمض (إي.بي.آي) في التجربة كان أكبر وقد بلغ 0.89 للعناية المركزة و0.83 لليقظة.
ولكن الأطفال الذين لديهم مستويات طبيعية من حمض (إي.بي.آي) لم تتحسن حالتهم بتناول مكملات أوميغا 3. أما بالنسبة للأطفال الذين يعانون من مستوى عال من هذا الحمض، فكانت آثار المكملات سلبية على أعراض الاندفاع.