غدا.. البوسعيدية تتوج الفائزين بجائزة السلطان للعمل التطوعي في دورتها السادسة

بلادنا الأربعاء ٠٤/ديسمبر/٢٠١٩ ١٦:٤٨ م
غدا.. البوسعيدية تتوج الفائزين بجائزة السلطان للعمل التطوعي في دورتها السادسة

مسقط - الشبيبة

بتكليف من لدن المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – ترعى معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي غدا الخميس الموافق 5 ديسمبر 2019م حفل تتويج الفائزين في الدورة السادسة لجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي، بحضور معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية وعدد من أصحاب السمو والمعالي والمكرمون أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة، وحضور جمع غفير من المدعوين، وذلك بقاعة الكريستال بفندق جراند ملينيوم بالغبرة.
ويشهد الاحتفال بعد تقديم السلام السلطاني وتلاوة آيات من الذكر الحكيم عدد من الفقرات كإلقاء كلمة وزارة التنمية الاجتماعية، وعرض فيلم " تطوعي حياة “، وقصيدة شعرية، وفقرة تكريم المشاريع الفائزة على مستوى الأفراد والجمعيات والمؤسسات.

تشجيع البذل والعطاء

وفي حوار مع سعادة المهندس أحمد بن حسن الذيب وكيل وزارة التجارة والصناعة للتجارة والصناعة ورئيس لجنة التحكيم بجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي، والذي يعتبر من أكثر الأشخاص اطلاعاً بالجائزة كونه متواجداً بلجنة التحكيم منذ الدورة الأولى في العام 2011م، لذلك كان اختيارنا موفقا في الحوار مع هذه الشخصية التي أعطت الكثير من جهدها وخبرتها لما فيه مصلحة لخدمة الجائزة الأسمى في المجال التطوعي بالسلطنة، وقد تحدث كل ما يتعلق بالجائزة، ونحن اخترنا لكم أبرز ما جاء في الحوار.

بدايةً أشار سعادة المهندس أحمد بن حسن الذيب إلى الأهمية البالغة لجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي وهدفها السامي لكونها تحظى باسم مولانا - أعزه الله - وهذا ما يجعلها جائزة مميزة وكبيرة من حيث أسمها ومضمونها، موضحاً بأن الأعمال التطوعية ضمن الأعمال التي تشجعها التوجهات الحكومية ، وتبرز القائمين عليها بشتى الطرق الممكنة ، وأكد أنه وبالرغم من أن هناك العديد من المتطوعين لا يفضلون الظهور بأعمالهم التطوعية ، إلا أن الحكومة الرشيدة لها نظرة أخرى في هذا الجانب ، وهو ضرورة تكريمهم وتشجيع الآخرين على البذل والعطاء، ولأجل ذلك خلقت هذه الجائزة المعتمدة من قبل جلالة السلطان - حفظه الله ورعاه -.
ويستعرض سعادته الجائزة وما مرت به من مراحل عديدة منذ انطلاقتها في عام 2011م خصوصا فيما يتعلق بلجنة التحكيم وقال: أن لجنة التحكيم مرت بمراحل عديدة قبل وصولها إلى المستوى الحالي من الخبرة، حيث كانت تعاني في بداية الجائزة من قصر فترة التقييم، فعلى سبيل المثال كانت بعض فترات التقييم تأخذ يوماً كاملاً من الصباح إلى المساء ليتسنى لنا التقييم وإعطاء كل مشروع حقه من التقييم.
ويضيف سعادته : أن اللجنة تضم أعضاء من ذوي الخبرة في المجال التطوعي أو أكاديميين لهم باع طويل في التقييم، إضافة إلى الاستفادة من الخبرات الخارجية من بعض المؤسسات والجمعيات العربية والدولية التي لها علاقة بالأعمال التطوعية، كما ضمت لجنة التحكيم – سابقاً- أعضاء من منظمات تتبع الأمم المتحدة، مشيراً بأن هذه الخبرات الخارجية تساهم في تطوير بعض الأفكار المتعلقة بالعملية التحكيمية وآلية وعناصر التقييم، وبالفعل كانت هناك استفادة كبيرة من تلك التجارب، ويؤكد بأن أعضاء لجنة التحكيم الذين يتم الاستفادة منهم من خارج السلطنة يتغيرون في مختلف دورات الجائزة ، مما يساهم في إضفاء أفكار جديدة لاستكمال نجاحات الجائزة الأكبر للعمل التطوعي بالسلطنة.

مشروع في الذاكرة

وأضاف: هناك مشاريع بارزة منذ بدء الجائزة وحتى اليوم، وتعتبر مثال يحتذى به في السلطنة، وتشعرنا بالفخر سواء من المؤسسات أو الافراد بدليل أن المشاريع الفائزة بالجائزة فازت – أيضا - بجوائز عربية وإقليمية خارج السلطنة، وكذلك المؤسسات، وأوضح بأن بعض المشاريع التطوعية المتعلقة بالأفراد كانت تعمل لسنوات طويلة ، حيث أن أحدها كان مستمراً منذ20 عاماً ولم يسمع عنه أحد ، ولكن عملت جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي على إبراز هذه المشاريع ، وذلك ليس بقصد الشهرة أو المديح ، وإنما إعطاؤها حقها لتكون مشاريع مؤثرة ومساهمة في خدمة المجتمع، بالرغم من رفض بعض أصحاب تلك المشاريع مبدئيا من الظهور، معرجاً على قصة زهرة بنت سالم العوفية الفائزة بالمركز الأول في فئة الافراد بمشروع " محو أمية أبناء قريتي مسؤوليتي" ، والتي بدأت مشروعها بتحفيظ الطلاب ممن تتراوح أعمارهم بين 1 إلى 5 سنوات القرآن الكريم في منزلها، وبعد مضي 4 سنوات توسع المشروع ليشمل أبناء القرى البعيدة عن مركز الولاية ، حيث تم افتتاح 12 فرعاً ، وشمل كذلك تعليم الأطفال لسن ما قبل المدرسة ، وما يثير الإعجاب أن توفير الموازنة التشغيلية للمشروع يتم من خلال إعدادها الوجبات الخفيفة وبيعها من خلال التعاقد مع مدارس الولاية ، وبعض المحلات التجارية بولاية الحمراء، وخصصت من تلك الأرباح لشراء الكتب والأدوات التعليمية وتكريم الأطفال المتفوقين وصرف مكافآت للمعلمات اللاتي يحملن مؤهل الدبلوم العام، وسداد الإيجار الرمزي عن قيمة استئجار مقار الفروع.

معايير التقييم والتحكيم

وأفاد سعادة المهندس بأن هناك استمارات لتقييم المشاريع توزع على المتقدمين أصحاب المشاريع، وعلى ضوء هذه الاستمارة هناك استمارة أخرى للمحكمين تقوم بإعطاء الدرجات المناسبة لكل معيار، ويتم ذلك بشكل سري حتى فيما بين المحكمين أنفسهم، كما أن هناك بعض المشاريع يتم تقييمها بصوره تفصيلية أكثر، ومن أهم المعايير : أن يمضي على المشروع أكثر من سنتين ، والبعد الجغرافي للمستفيدين من المشروع، واستدامته كون ذلك يمكّن الاستفادة من المشروع في أكثر من مكان وأكبر عدد ممكن، كما أن من أهم المعايير التي تجعل من المشروع أكثر حظاً بالفوز هو آلية ومهنية العمل وتأثر الناس في المشروع والدخول فيه كمتطوعين، وكل معيار من هذه المعايير تختلف توزيع درجاتها باختلاف أهميتها كاستدامة المشروع وعدد المستفيدين منه يعتبران من أهم المعايير التي يتم التقييم بها ، ويؤكد بأن هناك بعض المشاريع يتم زيارتها ميدانياً؛ للوقوف عليها عن قرب ومعرفة جدواها والتأكد منها، ويتم ذلك من خلال إرسال مندوبين من لجنتي التحكيم والفنية، ويضيف: أنه حتى في اليوم النهائي للتحكيم يتم الاجتماع، وفرز المشاريع كلاً على حده ليتم النقاش فيها من جديد، ويتم الاتفاق كلجنة على الدرجة التي تناسب المشروع.

آلية العمل

ومشيراً إلى أن المشاريع التي تصل للجنة التحكيم هي مشاريع استوفت الشروط والضوابط الأولية للترشح، وهناك عمل دؤوب بين اللجنتين فيما يتعلق بالمشاريع المتقدمة حتى وإن تم قبول ترشحها مبدئيا، خصوصا المشاريع التي تحتمل أكثر من رأي في اللجنة، وهناك عدد قليل من المشاريع التي يتم استبعادها مقارنة بالعدد المترشح ، أما بالنسبة لحجب بعض الجوائز فيشير سعادته إلى أن ذلك يعزى بسبب تكرر المشاريع ، أو أنها لا ترقى باسم الجائزة التي تحمل أسم صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه -، ولذلك لا بد أن تكون المشاريع الفائزة والمترشحة تليق بهذا الاسم ، وأضاف: أن دورية الجائزة كل سنتين عوضاً عن كل سنة ينعكس في تجويد نوعية المشاريع ؛ مما يساهم في تنويع وزيادة عدد المشاريع المتقدمة، وهي أيضا فرصة للجنة التحكيم لكي تأخذ الوقت الكافي لإتمام مهامها بكل اريحية.

رسالة أخيرة

وكرئيس للجنة التحكيم تحدث سعادته عن خبراته المكتسبة من ترأسه لهذه اللجنة ، والعائد الشخصي الذي استفاد منه فيقول: بأننا نرى العديد من المشاريع التي يقوم بها الأفراد، وهي أعمال تطوعية تأتي بجهود خيرية كبيرة، ونحن بحكم العمل تكون مشاركاتنا التطوعية محدودة ، ويختتم سعادته الحوار بقوله: بسبب تواجدي في هذه اللجنة كثيراً ما أعاتب نفسي بأننا لم نصل لمثل هؤلاء الشباب وأصحاب المشاريع – خصوصاً - الأفراد ، ونغبطهم على أعمالهم التطوعية ، كما نشعر بالفخر حين يتم إبراز هؤلاء الأفراد من خلال لجنة التحكيم للحصول على الجوائز المادية التي تساهم في تطوير مشاريعهم، كما أن الجائزة برزت الجانب المهم في المجتمع العماني ، وهو حب وعمل الخير بمختلف أشكاله فيما يتعلق بمساعدة الغير، ويتجلى ذلك من خلال أصحاب المشاريع المتقدمة من القرى النائية ، والرجال والنساء بمختلف الأعمار، فذلك يوحي تكوين المجتمع العماني القائم على التعاون والتعاضد.