التكنولوجيا تحل في خمسة مجالات ناشئة

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٢/ديسمبر/٢٠١٩ ١١:٠٨ ص
التكنولوجيا تحل في خمسة مجالات ناشئة

كيث جيه. فرنانديز

1. سيارات ذاتية القيادة

يمكن أن تصبح منطقة الشرق الأوسط قريباً من أوائل المناطق في العالم التي تطرح السيارات الذاتية القيادة. بعد ما حققته شركة «كريم»،من خلال شراكتها مع جهة في كاليفورنيا منذ عام 2016، من نجاح على المستوى الإقليمي، وقعت مؤخراً منصة «نون» لتجارة التجزئة عبر الإنترنت اتفاقاً مع شركة التكنولوجيا الصينية «نيوليكس» لإطلاق نسخة تجريبية من سيارات توصيل البضائع ذاتية القيادة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية هذا العام. وقد أعلنت دبي بالفعل عن خططها بأن يصبح ربع إجمالي عدد رحلات توصيل البضائع في مختلف أنحاء المدينة من خلال سيارات ذاتية القيادة بحلول عام 2030 للاستفادة من هذه التكنولوجيا المبشرة بخفض تكاليف الوقود، وتقليل حوادث المرور، وتوفير وظائف رقمية جديدة، وذلك بحسب ما حددته شركة الاستشارات، استراتيجي أند. . شركة ناشئة جديرة بالمتابعة: وقعت شركة البرمجيات «أكاكوس تكنولوجيز» مذكرة تفاهم مع شرطة دبي في عام 2018 لإطلاق سيارات دوريات شرطية ذاتية القيادة بحلول عام 2020. ووفقاً للاتفاقية، فقد تم تكليف الشركة بدمج تكنولوجيا القيادة الذاتية في اسطول السيارات الخاص بشرطة دبي بأكمله. وتعمل الشركة كذلك على إنتاج مركبات التوصيل ذاتية القيادة و السكوتر الكهربائي.

2. الزراعة بدون تربة

مع التزايد المتسارع في عدد سكان كوكب الأرض، والذي من المتوقع أن يصل إلى نحو 9.7 مليار نسمة بحلول عام 2050، فإن ندرة الغذاء سوف تشكل واقعاً يومياً يجب التعامل معه بالنسبة لأعداد هائلة من البشر. وفقاً لإحصائيات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، فقد تعرض العام الفائت 9.2 % من البشر، أي نحو 700 مليون شخص، لمستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي. وتعد منطقة الشرق الأوسط أحد المناطق المعرضة للخطر بصفة خاصة بسبب نقص الأراضي الصالحة للزراعة وعدم كفاية إمدادات المياه وعدم استقرار الأوضاع السياسية في بعض المناطق، فضلاً عن تغير المناخ والنمو السكاني السريع. وبالتالي، فإن المنطقة تحتاج إلى تحول جذري في المجال الزراعي. ومن ثم، تعمل العديد من الشركات الناشئة على الاستفادة من تكنولوجيا الجيل القادم لضمان توفير الغذاء بصورة مستدامة، حيث يمكن استغلال الزراعة المائية والزراعة العمودية وتحليلات البرمجيات الذكية في تحسين الإنتاجية والكفاءة والربحية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية. شركة ناشئة جديرة بالمتابعة: تؤمن شركة أجريماتك فارمز، التي تتخذ من القاهرة مقراً لها، بأن مستقبل الزراعة يكمن في الأكوابونيك أو ما يُعرف بالزراعة المائية المركّبة. تعمل الشركة، التي عرضت نشاطها مؤخراً في مؤتمر القمة العالمية لريادة الأعمال لعام 2019 في لاهاي، على زراعة الأسماك والنباتات معاً في حلقة زراعية مغلقة بدون تربة في شكل يحاكي الطبيعة، مع استخدام بقايا الأسماك المعالجة لتغذية النباتات. ويرى المدير التنفيذي للشركة مصطفى حسنين أن الزراعة الإقليمية في حاجة للتكيف لمواجهة التحديات المستقبلية. وفي مقابلة أجريت معه في العام الفائت صرح قائلاً: «الاعتماد على أساس علمي حقيقي في العمل أمر غير شائع وهذا شئ مخزي وهو السبب كذلك وراء أغلب المشكلات الحالية في مجال الزراعة سواء كان ذلك بسبب عدم الكفاءة أو الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية والأسمدة، الأمر الذي أدي إلى أضرار لا حصر لها على التربة ومياه الصرف».

3. الخدمات المالية الرقمية

لا يزال 1.7 مليار شخص في مختلف أنحاء العالم، وفقاً للبيانات الصادرة عن البنك الدولي، لا يمتلكون حسابات مصرفية، رغم أن ثلثي هؤلاء الأشخاص يمتلكون هواتف محمولة يمكن أن تساعدهم في الحصول على الخدمات المالية. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن نسبة ما يقرب من 48 % من الرجال و65 % من النساء لا يملكون حساباً مصرفياً، بل والأدهى من ذلك أن نسبة 86 % من هؤلاء الرجال و75 % من هؤلاء النسوة يستخدمون الهواتف المحمولة. ويشكل الإدماج المالي خطوة حاسمة نحو الهروب من الفقر، والسماح للناس بالادخار لتلبية الاحتياجات الأسرية، والاقتراض لدعم الأعمال التجارية أو الادخار للظروف الطارئة. وفي مختلف أنحاء المنطقة، يدخل مبتكرو التكنولوجيا المالية ــ من البنوك الرقمية فقط إلى تطبيقات تحويل الأموال والعملات الرقمية البديلة ــ في هذا المجال بأساليب جديدة لتسهيل المعاملات الاقتصادية. ومن المتوقع أن تبلغ القيمة السوقية لهذه المعاملات، وفقا لشركاء أبحاث من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، 2.5 مليار دولار بحلول عام 2022.
شركة ناشئة جديرة بالمتابعة: عندما أخبروه أنه لا يستطيع سداد فواتيره رقمياً، أنشأ رائد الأعمال الأردني ناصر صالح منصة للقيام بذلك على وجه التحديد، ومارس الضغوط على البنك المركزي في بلاده للحصول على الموافقة. وفي تصريح له لمنصة ومضة قال: «إن الاقتصاد الأردني لا يزال اقتصاداً يقوم على المعاملات المالية النقدية، لذا، فقد كنا بحاجة إلى إنشاء نظام دفع يصلح للجميع.» منذ عام 2014، تداولت منصة ‏إي. فواتير كوم‏ عمليات دفع تخص أكثر من 18 مليون فاتورة بقيمة 15 مليار دولار. وهذا النمو السريع يعني أن صالح يتوقع قفزة في النمو حتى في العام الحالي.

4. التعليم

مع الاضطراب الذي شهدته أغلب الصناعات بسبب ظهور التكنولوجيا الجديدة، أصبح نقص الكفاءات المتوفرة مسألة ملحة، حيث إن العالم قد يواجه، وفقاً لما ذكرته شركة الاستشارات الأميركية كورن فيري، نقصاً في العمالة الماهرة بنحو 82.5 مليون عامل بحلول عام 2030. ويترجم ذلك إلى خسارة مالية على الصعيد العالمي تقدر بنحو 8.5 تريليون دولار. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قد تخسر دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة نحو 206 مليار دولار و50 مليار دولار على التوالي من حيث النواتج غير المنجزة على مدار العقد المقبل. ومن بين الحلول المطروحة للتعامل مع هذا الأمر تعزيز المهارات التكنولوجية في المدارس والجامعات، ومع ذلك فإن 49% من الشباب في مختلف أنحاء المنطقة يشعرون، وفقاً لدراسة استقصائية أجريت على الشباب العربي، بأن نظام التعليم لديهم لا يقوم بإعدادهم للمستقبل. وتتقدم الشركات الناشئة خطوات إلى الأمام في مجال الدورات التدريبية عبر الإنترنت، والدروس المتخصصة، والطرق البديلة للتعليم. شركة ناشئة جديرة بالمتابعة: تسعى براكسيلابس للمختبرات الافتراضية في مصر إلى ايجاد عالم افتراضي لتعليم العلوم. فمنذ أن أسست خديجة البدويهي الشركة في عام 2016، تمكن الطلاب في جميع أنحاء العالم من الوصول إلى مختبرثلاثي الأبعاد محاكى بالألعاب، متغلبة بذلك على العراقيل والقيود الجغرافية و المالية. وقد فازت هذه الشركة الناشئة بجائزة «المليار القادم» في مارس من هذا العام وهي جائزة مقدمة في مجالات تكنولوجيا التعليم. وسوف تمثل هذه الشركة مصر في كأس العالم للشركات الناشئة لعام 2020 في وادي السيليكون.

5. الرعاية الصحية

على الرغم من أن أنظمة الرعاية الصحية تكافح من أجل خدمة عدد متزايد من السكان، فإن أحد أهم الشواغل المثيرة للقلق هو انتشار وباء السكري في مختلف أنحاء المنطقة. ومن المتوقع أن يرتفع عدد مرضى السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقاً لما ذكرته مؤسسة كوليرز إنترناشيونال، إلى 82 مليون مريض بحلول عام 2045، وهو ما يمثل زيادة قدرها110 ٪. وهناك ثمانية دول في المنطقة معرضة بشكل خاص لخطر تواجد أعلى نسبة سمنة للبالغين بها عالمياً، مما يتطلب بدوره إجراء فحوصات دورية على شريحة أكبر من الأشخاص للتأكد من أن مستويات السكر في الدم لديهم طبيعية. ويعمل المبتكرون في مجال التكنولوجيا الطبية على تطوير منتجات وخدمات تعمل على تحسين التشخيص وإدارة الحالات وتوفير نوعية حياة أفضل للمرضى. شركة ناشئة جديرة بالمتابعة: قام ثلاثة طلاب في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بابتكار جهاز «جلوكوجيت» يعمل على اكتشاف مستويات السكر في اللعاب بدلاً من الدم، مما يتيح إجراء فحوصات خالية من الألم. وقد ذكر الشريك المؤسس في المشروع عبد الله صالح في حديث لجريدة «عرب نيوز» مؤخراً أنه قد تم عرض الجهاز في معرض جيتكس للتكنولوجيا هذا الشهر، ولا يزال أمامه عامين ليتاح للتسويق التجاري. وقد تلقت الشركة منحة قدرها 100.000 دولار من برنامج «تَقدَّم» لدعم ريادة الأعمال التابع لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.

محرر ومستشار محتوى ذو خبرة في مجال الإعلام الرقمي والمطبوع