شاحنات دايملر تربط شاحناتها بالإنترنت

مؤشر الأحد ٠٣/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٢٠ ص
شاحنات دايملر تربط شاحناتها بالإنترنت

مسقط -
بعد انقضاء 120 عاماً على اختراع الشاحنة، تحضر «شاحنات دايملر» الشاحنة إلى العصر الرقمي. وللقيام بذلك، تستعرض الشركة الرائدة عالمياً في تصنيع الشاحنات، قدراتها التكنولوجية في مجال الاتصال، وتعمل على تعزيز منهجيتها القيادية على مستوى العالم عبر الشاحنات المتصلة بالشبكة. ففي 21 مارس 2016، وعلى الطريق السريع A52 بالقرب من دوسلدورف بألمانيا، قدّمت «شاحنات دايملر» نموذجاً مدهشاً للإمكانات الواعدة التي تتيحها تقنيات الاتصال الرقمي للشاحنات؛ فقد انطلقت ثلاث شاحنات متصلة بشبكة «واي فاي» تتم قيادتها بشكل ذاتي دون تدخل السائق على الطريق السريع مع تصريح للسير ضمن حركة المرور العامة ضمن ما يُسمّى بأسطول للنقل. واستناداً إلى نظام الملاحة على الطرقات السريعة من «شاحنات دايملر» والخاص بالشاحنات الثقيلة التي تتم قيادتها بشكل ذاتي، ارتبطت الشاحنات الثلاث لتكوين أسطول للنقل بتشكيلة تضمن أفضل أداء للديناميكية بشكل كامل. وتُطلق «شاحنات دايملر» على هذا الابتكار المتطوّر نظام الربط الملاحي على الطرقات السريعة.

وتُحدث الشاحنة المتصلة بالكامل تغييراً جذرياً في منظومة النقل، مما سيجعل من حركة المرور أكثر فعالية وكفاءة - ليس للسائقين ومتعهّدي النقل ومصنّعي السيارات وحسب، بل وأيضاً للمجتمع بأسره. ويمكن لهذا المزيج أن يقلّل من استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى سبعة في المائة، وأيضاً تقليل متطلبات مساحة الطريق على المسارات السريعة بحوالي النصف - وفي الوقت نفسه تحسين سلامة الحركة المرورية.
يفسّر الدكتور فولفغانج بيرنهارد، عضو مجلس الإدارة لدى «دايملر إيه جي» والمسؤول عن شاحنات وباصات دايملر: «نعمل على ربط الشاحنة بالإنترنت، مما يجعلها نقطة البيانات الرئيسية ضمن الشبكة اللوجستية. وتقوم بربط كل الأطراف المعنية بالبضائع: السائقون، ومسؤولو الجدولة، ومشغلو الأساطيل، والورش، والمصنعون، وشركات التأمين أو السلطات المختصة. إنهم يتلقّون المعلومات في الوقت الحقيقي والتي كانت غير متاحة في السابق: حول أوضاع الشاحنة والمقطورة، وحركة المرور والظروف الجوية، وتوافر المواقف في محطات الخدمة على الطرقات السريعة، وأماكن الاستراحات، وغيرها الكثير».
ويقول بيرنهارد: «ترتبط شاحناتنا بصورة متكاملة مع بيئاتها، لتصبح جزءاً من شبكة الإنترنت؛ فترسل وتستقبل المعلومات باستمرار. ويمكن لجميع الأطراف المعنيين بالعملية اللوجستية استخدام هذه البيانات المتوفرة في الوقت الحقيقي لتلبية متطلباتهم. وفي المستقبل، سيكون من الممكن، على سبيل المثال، تقليل أوقات الانتظار أثناء التحميل والتفريغ، والحد من المعاملات الورقية، وتجنّب الازدحامات المرورية. ومع التحديثات السريعة اللاسلكية أو التحويل الآلي لزمن انتقال الشاحنات لنقطة الخدمة، يمكن تقليل الزمن اللازم للصيانة بشكل كبير. وبهذه الطريقة، نعمل على تحسين الأداء بصورة ملموسة ضمن منظومة نقل البضائع ككل. إنها فرصة واعدة حقاً لمواكبة الحجم المتنامي من حركة البضائع. ونعتزم استخدامها دون شك».
وحضر هذه الفعالية البارزة في دوسلدورف، الكاتب والباحث الاجتماعي والمستقبلي، جيريمي ريفكين، حيث قال: «اليوم، تضع دايملر أسس الثورة الصناعية الثالثة. ففي عصر إنترنت الأشياء، ستكون الأدوات والمكائن مجهّزة بالمستشعرات، والتي توفر باستمرار تدفقاً للمعلومات في الوقت الحقيقي. ومن شأن ذلك أن يُغيّر جذرياً من الطريقة التي نؤدي بها الأعمال. إن إنترنت الأشياء تزخر بفرص جديدة كلياً».
يشكّل نقل البضائع عالمياً مطلباً أساسياً للنمو الاقتصادي. ومع ذلك، يحتاج نقل المزيد من البضائع في المستقبل إلى حلول مبتكرة، إذا ما أردنا بالطبع تجنّب الاختناقات المرورية. ولعل أحد الأساليب المركزية يتمثّل في ربط الشاحنات كلياً بإنترنت الأشياء. وتزخر شاحنات دايملر الذكية بالإمكانات لإحداث تغيير دراماتيكي في منظومة نقل البضائع عبر الطرقات خلال السنوات المقبلة. وبالفعل، توفر «شاحنات دايملر» اليوم معلومات قـيّمة إلى حد لا يمكن تصوّره سابقاً، وذلك مع حوالي 400 من مستشعراتها في كل مركبة، والتي تتصل بالكامل ببرنامج يتضمن 130 مليون سطر من التعليمات البرمجية - أكثر من طائرة للركاب.
ويقول الدكتور فولفغانج بيرنهارد: «بالنسبة إلى كفاءة العملية اللوجستية، تعتبر البيانات في الوقت الحقيقي عنصراً ضرورياً للغاية، وتوفر شاحناتنا هذه البيانات. لذا، نستثمر حوالي نصف بليون يورو حتى العام 2020 لربط شاحناتنا ببيئاتها، ولتطوير تطبيقات خاصة جديدة. وسيُحسّن ذلك من أداء الزبائن فيما يتعلق بإدارة أعمالهم بشكل أكثر أماناً ومواءمة للبيئة. وسوف تساهم كل من «فليت بورد» و «ديترويت كونيكت» بشكل ملحوظ في الاستفادة من الإمكانات غير المستغلة سابقاً في النقل على الطرقات - سواء في الأسواق الثلاث المتطوّرة للغاية، أو الاقتصادات الناشئة في إفريقيا آسيا وأمريكا اللاتينية».