مسقط - ش
نظمت وزارة البيئة والشؤون المناخية خلال اليومين الفائتين محاضرات توعوية ومسابقات بيئية للأطفال وحملة تنظيف واستزراع أشجار القرم بمحمية القرم الطبيعية.
تضمنت الفعاليات محاضرة عن مشروع استزراع أشجار القرم، وجولة ميدانية داخل المشتل والتعرف على محمية القرم الطبيعية والكائنات البحرية التي تعيش فيها، كما تمت إقامة حملة لتنظيف شواطئ المحمية وإزالة الأعشاب الدخيلة على بيئة أشجار القرم، بالإضافة إلى إقامة المسابقات البيئية للأطفال، وإقامة حملة لاستزراع 1200 شتلة حديثة من أشجار القرم في المحمية.
وتحرص الوزارة على مشاركة مختلف أفراد المجتمع من خلال إقامة الفعاليات والبرامج التعليمية والتوعوية، وحملات تنظيف واستزراع أشجار القرم، وذلك في إطار الجهود الاستراتيجية التي تبذلها الوزارة للمحافظة على الحياة الفطرية في البيئة البحرية وتعزيزها، من خلال تهيئة مواقع البيئة البحرية وتنويعها، وإيجاد مناخ ملائم للحياة الفطرية بين جنباتها، ونشر الوعي البيئي بين أوساط المجتمع والتعريف بأهمية الحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى تحقيق مشاركة القطاعات المجتمعية في نشر ثقافة الحفاظ على بيئة السلطنة نظيفة وتشجيع روح المبادرة وتنمية قيم الوعي البيئي في الحفاظ على البيئة البحرية، مع ضرورة إقامة الحملات التوعوية والتشجيعية بصورة منتظمة ودورية، وكذلك مشاركة الطلاب بالمراحل التعليمية المختلفة في مثل هذه الفعاليات ليكون هنالك ربط لهم ببيئاتهم وكيفية المحافظة عليها.
البيئة الساحلية
وقد قامت الوزارة بدور كبير في زراعة أشجار القرم في بيئات السلطنة، والتي تعتبر من أهم البيئات الساحلية التي تسهم في إيجاد بيئة خصبة جاذبة ليرقات وصغار الكثير من الأسماك والأحياء البحرية الأخرى، وتعتبر البيئة الساحلية الغنية بأشجار القرم من أنسب المناطق لتكاثر وحضانة أنواع الأسماك والربيان والقشريات الأخرى وأنواع الحياة البحرية المختلفة، وتسهم أشجار القرم بشكل كبير في حماية المناطق الساحلية من أثر التعرية بفعل الأمواج والأعاصير وحركة المد والجزر القوية، وتزوّد أشجار القرم المياه المحيطة بها بكمية كبيرة من المواد العضوية التي تساعد في إثراء البيئة المائية حولها، وزيادة الغذاء لأنواع الحياة البحرية من خلال تساقط أوراق تلك الأشجار في البيئة المائية وتحللها.
وتقوم المناطق الرطبة بتقديم خدمات بيئية أساسية، فهي عبارة عن معدل للنظام الهيدرولوجي، ومصدر للتنوع البيولوجي، وتعتبر المناطق الرطبة عبارة عن نوافذ مفتوحة على التفاعلات التي تحدث بين التنوع الثقافي والتنوع البيولوجي، وتعتبر مصدراً اقتصاديا وعلميا، أما تناقصها أو اختفائها التدريجي، فإنه يشكل اعتداء صارخا على البيئة، تكون أضراره في بعض الأحيان غير قابلة للتصليح.
وتعتبر الأراضي الرطبة من أهمية بيئية فقد أولت السلطنة أهمية خاصة بها حيث تم تصنيف معظم مواقع الأراضي الرطبة مواقع محمية مقترحة تم الإعلان عن عدد منها كمواقع محمية بحكم القانون، حيث تم الإعلان عن عدد تسعة أخوار بالإضافة إلى محمية جزر الديمانيات الطبيعية ومحمية السلاحف برأس الحد ومحمية القرم الطبيعية، ومحمية الأراضي الرطبة بالوسطى، وتدرس الوزارة حالياً الإعلان عن عدد من المحميات الطبيعية.
تأهيل الأخوار
ومنذ عام 2001م تسعى وزارة البيئة والشؤون المناخية إلى إعادة بعض المواقع المتدهورة وتأهيل مواقع جديدة وذلك من خلال تنفيذ مشروع استزراع أشجار القرم وتأهيل الأخوار، حيث تم استزراع ما يزيد على 622 ألف شتلة قرم موزعة على مختلف محافظات السلطنة، وذلك منذ بداية المشروع وحتى اليوم، كما تسعى الوزارة لتحقيق رؤيتها باستزراع مليون شجرة قرم في مختلف المواقع البحرية والأخوار والأراضي الرطبة بمختلف محافظات السلطنة، بالإضافة إلى إجراء البحوث والدراسات وتطبيق التشريعات والقوانين الصادرة في هذا الشأن.
كما أن النهج الذي انتهجته السلطنة في مجال التخطيط البيئي ساهم في بقاء الموارد الطبيعية بشكل عام والأراضي الرطبة بشكل خاص على طبيعتها ولم تتأثر بمقومات التنمية الشاملة بمختلف أوجهها، كما أن السلطنة تحرص إلى مشاركة دول العالم في الجهود الرامية إلى حماية البيئة من خلال عضويتها في مختلف المنظمات الإقليمية والدولية وكذلك توقيعها لمعظم الاتفاقيات المعنية بحماية البيئة والموارد الطبيعية.
وتوفر الأراضي الرطبة خدمات هامة للمجتمعات البشرية، بما فيها توفير المياه والتحكم بالفيضانات والموارد الغذائية وتوفير المياه النظيفة والأدوية، وفي الوقت نفسه، يتعرض الكثير من الأراضي الرطبة للخطر من جراء ما يحدثه الإنسان من آثار وتطورات تكنولوجية من قبيل الأشغال المائية والمنشآت السياحية والأنشطة الترفيهية والتلوث وغير ذلك من التدخل البشري.