المنطقة الحرة بالمزيونة تشهد تنفيذ مشاريع تعمل على جذب الاستثمارات

بلادنا الأربعاء ١٣/نوفمبر/٢٠١٩ ١٧:٣٢ م
المنطقة الحرة بالمزيونة تشهد تنفيذ مشاريع تعمل على جذب الاستثمارات

مسقط - العمانية

بلغت نسبة الإنجاز في مشروع تطوير الحزمةالثانية من المرحلة الأولى في المنطقة الحرة بالمزيونة 45 بالمائة تتمثل في بعض خدمات البنية الأساسية، بينما وصلت نسبة الإنجاز في مشروع إيصال الكهرباء للشركات
المستأجرة بالمنطقة إلى 95 بالمائة تقوم بتنفيذه شركة كهرباء المناطق الريفية، أما مشروع النطاق العريض فتبلغ نسبة الإنجاز فيه 85 بالمائة والذي تقوم بتنفيذه الشركة العمانية للنطاق العريض.

وقال سعيد بن عبدالله البلوشي مدير عام المنطقة الحرة بالمزيونة إن المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" ستبدأ خلال المرحلة المقبلة في تنفيذ مشروع توفير نظام مراقبة إلكتروني تشمل (كاميرات وأنظمة تتبع) بتكلفة تقديرية تبلغ مليونا و250 ألف ريال عماني، مشيرًا إلى أنه تم الانتهاء من إعداد مناقصة مشروع تصميم مبنى الخدمات متعدد الاستخدامات وسيتم طرحها قريبا جاء ذلك خلال الزيارة الميدانية
التي نظمتها "مدائن" لمجموعة من الصحفيين والإعلاميين.

وأضاف مدير عام المنطقة الحرة بالمزيونة أن العمل جار حاليا على مشروع فنـدق بوابة المزيونة السياحي، الذي ستقوم بتشييده المجموعة العمانية اليمنيــة، حيث يمثل هذا المشروع قيمة مضافة للمستثمرين في المنطقة من خلال توفير مجموعة من التسهيلات والخدمات لزوار المنطقة الحرة بالمزيونة بصورة خاصة والولاية بصورة عامة.

ووضح البلوشي أنه يتم التجهيز والإعداد في الفترة الحالية للبدء في مشروع إدارة بوابات الشحن من خلال بناء نظام للتحكم وإدارة دخول خروج المركبات من إلى المنطقة وتشغيله على المدى الطويل، بهدف تطوير الخدمات المقدمة للمستثمرين وجذب المزيد من الاستثمارات، حيث إن مشروع النظام الإلكتروني لإدارة المداخل يعد ركنا أساسيا من الاستراتيجية التطويرية للبنية الأساسية للمدن الصناعية لجعلها مواكبة
لعجلة التطور التكنولوجي ولتوفير خدمات القيمة المضافة وتسهيل العمليات
والإجراءات للمستثمرين وعملائهم.

وقال إن إدخال وتطبيق هذا النظام التكنولوجي الحديث ضمن كافة المدن الصناعية سوف يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة التي تسعى إليها السلطنة، ليس فقط من خلال إعطاء ثقة أكثر في الخدمات التي تقدمها مدائن لتحفيز جذب وتوسيع الاستثمارات الأجنبية وتوطين رأس المال الوطني وإيجاد فرص عمل جديدة للكوادر الوطنية، وإنما أيضا لما سيوفره من فوائد تعود على قطاع النقل وبالأخص الشاحنات من خلال تنظيم وتسهيل عملها ومنع الازدحام المروري ضمن المحافظات والمدن الصناعية في السلطنة والمحافظة على البنية الأساسية.

وأشار إلى أن المشروع يهدف في مرحلته الأولى إلى تقديم حلول شاملة وفعالة وآمنة ومتكاملة لغايات تنظيم وإدارة ومراقبة حركة دخول وخروج الشاحنات والمركبات الخاصة بالموظفين والزوار من خلال منظومة البوابات الذكية التي تهدف إلى إبقاء الإجراءات على البوابات مبسّطة بدون أي تأخير أو ازدحام غير مبرّر، أما في المرحلة الثانية من المشروع وبعد تحقيق أهداف المرحلة الأولى، فسيتم العمل على تنظيم وإدارة ومراقبة حركة دخول وخروج الأفراد.

وأكد أن المنطقة الحرة بالمزيونة شهدت نموًا متضاعفًا في مؤشراتها الرقمية خلال السنوات الماضية، حيث بلغ عدد المشاريع فيها مع نهاية أغسطس 2019 م حوالي 220 مشروعا مقارنة بـ 33 مشروعا في الفترة ذاتها من العام 2012م، بينما تبلغ كمية البـضــائـع الواردة إلى المنطقة مع نهاية أغسطس 2019م حوالي 410 آلاف طن مقارنة بـ 10 آلاف طن في الفترة ذاتها من العام 2012م.

وأشار إلى أن البيانات الجمركية ضمن الحركة التجارية للمنطقة الحرة بالمزيونة بلغ عددها خلال الفترة من أول يناير لغاية 31 أغسطس 2019م حوالي 4500 بيان مقارنة بـ 2314 بيانا خلال الفترة ذاتها 2018م بنسبة نمو بلغت 94 بالمائة كما تضاعفت حركة الشاحنات المحملة من المنافذ الحدودية للمنطقة الحرة بالمزيونة من 3آلاف و301 شاحنة عام 2018م إلى 6 آلاف و891 شاحنة بنهاية أغسطس 2019 بنسبة 109 بالمائة.
كما أشار إلى أن مساحة المنطقة الحرة بالمزيونة تبلغ حاليا 5ر4 مليون متر مربع، وقد تم الحصول عام 2018م على الملكية الخاصة بالتوسعات المستقبلية التي تبلغمساحتها 10.8مليون متر مربع، لتصبح المساحة الإجمالية المستقبلية 15.4مليون متر مربع.
ووضح البلوشي أن المزيونة شهدت خلال شهر نوفمبر الجاري الافتتاح الرسمي لثلاثة مصانع، يتخصص الأول في تعبئة وتغليف المياه والثاني في صناعة المناديل أما المصنع الثالث فيتخصص في صناعة الأدوات المنزلية ويصدّر أول شحنة من منتجاته غدا الخميس.

وأضاف أن المنطقة تعمل حاليا على دراسة طرح مزايدة إنشاء الميناء الجاف الاقتصادي للمنطقة الحرة بالمزيونة، بهدف توفير التكلفة والوقت والجهد للمستثمرين القاطنين في المنطقة، وتوفير خدمة الشحن من المخازن التجارية والمصانع المقامة في المنطقة للمستثمرين إلى كافة بلدان العالم والعكس، وتوفير النقل بين صلالة والمزيونة بحيث تصبح التكلفة قليلة جدا لتصدير منتجات المنطقة الحرة بالمزيونة إلى العالم.

وقال إن المنطقة في المرحلة الحالية تدرس أيضا طرح مزايدة إنشاء المدينة السكنية بعد أن تم تخصيص مساحة مناسبة لهذا الغرض، حيث إن هذه الدراسة تتماشى مع استراتيجية، ورؤية المؤسسة العامة للمناطق الصناعية- مدائن لتوفير كافة الخدمات السكنية والترفيهية في المدن الصناعية التابعة لها، أهمها المأوى الذي يحتاج إليه المستثمر أو المقيم بها، ففي أي مدينة صناعية يوجد الكثير من الموظفين والعمال الذين يحتاجون إلى توفير الخدمات لهم والمرافق العامة.

وبيّن سعيد البلوشي أن المنطقة الحرة بالمزيونة تقدّم مجموعة من الحوافز والتسهيلات، فهناك حوافز عامة وفقا لقانون المناطق الحرة الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 56 /2002 م ومنها الإعفاء الضريبي لمدة تصل إلى 30 عاما، والإعفاء الجمركي، وحرية تملك المشاريع لغير العمانيين 100 بالمائة والإعفاء من الحد الأدنى لرأس المال المنصوص عليه بقانون الشركات العمانية، كما أن نسبة التعمين في المنطقة 10 بالمائة إلى جانب تسهيل وتبسيط إجراءات حصول المستثمرين غير الخليجيين على إقامة بالسلطنة أما الحوافز خاصة بالمنطقة فمنها سهولة وصول الافراد والمتسوقين والمستثمرين للمنطقة دون تأشيرة دخول لليمنيين، وتسهيل عمل القوى العاملة اليمنية بالمنطقة دون تأشيرة عمل، بالإضافة إلى القرب من الأسواق اليمنية لوقوعها على الحدود مباشرة مع الجمهورية اليمنية الشقيقة، وغيرها من الحوافز والتسهيلات التي يحتاجها المستثمر.

من جانبه قال رزق عليمات مستشار المناطق الاقتصادية بالمؤسسة العامة للمناطق الصناعية /مدائن/ انه سيتم منذ العام المقبل 2020 التطبيق الكامل لجميع المعاملات إلكترونيا ولن يتم استلام اي معاملات يدويا حيث وصلت نسبة الانجاز حاليا 90 بالمائة. من جهته قال رجل الأعمال اليمني حمود الصباحي رئيس مجلس إدارة مؤسسة "هيمنت" واحد المستثمرين في المنطقة الحرة بالمزيونة إن المنطقة شهدت تطورات جذرية خلال السنوات الماضية، الأمر الذي دفع بالمستثمرين اليمنيين والأجانب وضعها كخيار مناسب وآمن لمشاريعهم، حيث تتميز المنطقة بحزمة من التسهيلات والخدمات والتعامل مع عملائها طوال الأسبوع ولغاية التاسعة والنصف مساءً، الأمر الذي يسهل حركة نقل
البضائع من وإليها.

وأضاف أن المنطقة الحرة بالمزيونة أصبحت تعد مغذيا للأسواق اليمنية، حيث يمر عبرها ما يقارب من 35 بالمائة من المنتجات الغذائية والدوائية إلى مختلف المحافظات اليمنية إلى جانب أن المنطقة الحدودية المجاورة لها من الجهة اليمنية بعد أن كانت تضم فندقا واحد فقط منذ خمس سنوات، أصبحت اليوم تحتضن الكثير من المباني السكنية والأسواق المتنوعة على مساحة تتجاوز الـ 5 كيلومترات، وبعد التسهيلات الجديدة التي أعلنتها المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن"، يرى حمود الصباحي أن المزيونة هي الوجهة المستقبلية في السنوات القليلة القادمة للحركة الاقتصادية في المنطقة العربية والقرن الإفريقي.

من جانبها، قالت لطيفة الحريزية رائدة أعمال من ولاية المزيونة وصاحبة مشاريع في المنطقة الحرة بالمزيونة إن الاستثمار في المنطقة الحرة بالمزيونة له مستقبل مبشر جدا نظرا لموقعها الاستراتيجي وقربها من الأسواق التي تتميز بالكثافة السكانية العالية، فمن خلال أعمالي في المنطقة، وجدت أنها تنمو بسرعة ونجاح بفضل ما توفره إدارة المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" لهم حيث إن غالبية المعاملات معهم تتم إلكترونيا دون الحاجة للرجوع إلى المكاتب.

وأضافت الحريزية أنها كونها من ولاية المزيونة ومتابعة للوضع العام فيها فان نسبة كبيرة من السكان قد استفادت من قرب المنطقة الحرة بالمزيونة، حيث هناك مجموعة كبيرة من رواد ورائدات الأعمال من الولاية، ناهيك عن توفيرها الفرص الوظيفية.

يذكر انه تم إنشاء المنطقة الحرة بالمزيونة بموجب المرسوم السلطاني رقم 103 /2005م، حيث أناط المرسوم بإدارة المنطقة إلى المؤسسة العامة للمناطق الصناعية مدائن، وتقع المنطقة على الحدود الغربية للسلطنة على محاذاة الخط الحدودي للجمهورية اليمنية بين منفذين جمركيين وهما منفذ المزيونة العماني التجاري ومنفذ شحن اليمني، وتهدف المنطقة إلى جذب الاستثمارات المحلية والدولية لزيادة حجم التبادل التجاري بين الدول التي يتوسطها بالإضافة إلى استقطاب التكنولوجيا الحديثة وتوفير فرص العمل.