القاهرة – محمد البيباني
رغم كل الانجازات والاحباطات السياسية والامنية يظل الوضع الاقتصادي عاملا مؤثرا في مسيرة مصر نحو المستقبل وتظل العدالة الاجتماعية مطلبا ملحا للمصريين خاصة الفقراء منهم واذا كان هناك حديث يلوح في الافق المصري حول بعض القرارات المؤلمة التي تنتوي الحكومة اتخاذها سعىا لدعم الاقتصاد المصري فانه تتبادر الاسئلة في الشارع المصري حول الاحق بدعم مصر والاجدر بتحمل فاتورة هذا الدعم ومدى مساس هذه القرارات بمحدودي الدخل الذين لايتحملون مزيدا من الضغط ...
الشبيبة تستكمل حوارها مع الخبير العسكري والامني اللواء نبيل ابوالنجا حول ابعاد العدالة الاجتماعية في مصر ورؤيته لفترة تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي واخر تطورات الموقف من مقتل الباحث الايطالي جوليو ريجيني بالقاهرة .
- بعد مرور اكثر من عام ونصف من رئاسة السيسي .... ماهو تقيييمك لاداء الرئيس خلال تلك الفترة ؟
الإيجابيات في فترة الرئاسة الحالية هى:
- إنشاء التفريعة الجديدة في قناة السويس بطول 72 كم وتأثيرها الإيجابي على الملاحة العالمية والعائدات السنوية
- البدء في مشروع استصلاح 1.5 مليون فدان
- البدء في إنشاء العاصمة الجديدة
- شبكة طرق جديدة بطول 3.500 كم
- مشروع الميناء الجديد شرق التفريعة في بورسعيد والأرصفة العالمية الجديدة
- قناة جديدة من بورسعيد إلى الميناء الجديد بطول 9كم وتمت في 6 أشهر وافتتحضع
- استصلاح 50.000 فدان شرق التفريعة في سيناء وتوزيعها على الأهالي وإقامة أكبر منطقة صوامع تخزين غلال في الشرق الأوسط بدمياط مما يجعل مصر أكبر سوق للغلال في العالم.
- المنطقة الصناعية الجديدة في العين السخنة وجبل الجلالة
- توسعة موانئ البحر الأحمر (الأدبية- الأتكة- السويس- الزيتية- السخنة- الزعفرانة....)
- محطة نووية عملاقة لتوليد الكهرباء بالضبعة في العلمين
- إضافة طاقة كهربائية حالية تعادل التي كانت موجودة في السابق وترتب على ذلك إنتظام الكهرباء دون إنقطاع
-وضع منظومة جيدة للخبز والسلع الضرورية في حصة التموين الشهرية لكل مواطن
-تنفيذ استحقاقات خارطة الطريق (وضع الدستور- انتخاب الرئيس- تشكيل مجلس النواب"البرلمان المصري")
- وضع منظومة متكاملة ومحكمة لإسكان الشباب وتوفير قروض المشاريع الصغيرة لهم.
-الحفاظ على سلامة وأمن الوطن والمواطن ومكافحة الإرهاب.
- تسليح الجيش المصري حتى صار من الجيوش العشر الأوائل في العالم وفقا لتصنيف مجلة (جلوبال فاير باوز)
- إفشال المؤامرات الخارجية لتدمير وتقسيم الدول العربية
- عودة الدور المصري عربيا وإفريقيا وإقليميا ودوليا
- الحكمة في معالجة موضوع سد النهضة مع الأشقاء في أثيوبيا والسودان
هذا عن الايجابيات ... وماذا عن السلبيات ؟
أما السلبيات من وجهة نظري فهى كالآتي علما بأنه لا يوجد إنسان كامل وبأن الكمال لله وحده:
- عدم إعطاء الشريحة الأدنى من الشعب الإهتمام الفوري اللازم لأنها تعاني منذ سنوات طويلة من الفقر والجهل والمرض وتريد دعما مباشرا عاجلا لأنها لا تستوعب المشاريع الكبيرة والعائدات على المدى الطويل فهى تريد
من يطعمها ويخفف آلامها ويزيل عنها الفقر والجهل والمرض حتى تستوعب ما يحدث حولها ويزداد إنتماؤها للوطن وهذا ما فعله الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ولكن الرئيس له بعض العذر لأنه (اطبخ يا جارية , كلف يا سيدي على
رأي المثل الشعي المصري)
- (إن الله يفعل بالسلطان مالا يفعل بالقرآن) والمطلوب هو الحزم والحسم في هذه المرحلة (عندما يسكت أهل الحق عن الباطل يعتقد أهل الباطل أنهم على حق)
- العدالة في مصر غير ناجزة مما يفقد الثقة فيها ويريد الشعب أن يرى من باعوا ترابه وتآمروا عليه وقتلوا أبناءه في حبل المشنقة وهو القصاص العادل لخيانة الوطن وقتل الأنفس بغير حق ونشر الفساد في الأرض
- ما زال التعليم وهو أساس نهضة الأمم يراوح مكانه وكذلك البحث العلمي والتعليم الجامعي والفني
- الرعاية الصحية ليس لها مخطط واضح مرتبط بتوقيتات زمنية للإصلاح
- ما زالت مشاكل المرور والقمامة والأمية وأطفال الشوارع والرشاوي والفساد الإداري والمحسوبية والواسطة بدون حلول جذرية ملموسة أو خطط زمنية تشعر المواطن بأننا على الطريق السليم وأن هناك حلول مرحلية مدروسة
ولها نتائج تجعل المواطن ينتظر بصبر على أمل الإصلاح.
- التركيبة الإنتاجية والإستهلاكية في مصر لم تعالج حتى الآن حيث أن القطاعات المنتجة في مصر بالنسبة للمستهلكة لا ترقى للمستوى المأمول الذي يجعلنا في مصاف الأمم التي تسعى لتحسين اوضاعها الإقتصادية فإذا كان هناك قرابة المئة مليون مواطن منهم سبعة ملايين موظف حكومي وباقي القوى العاملة الأخرى المنتجة أين هى وماذا تنتج حتى أن مصر البلد الزراعي الكبير التي كانت تصدر المحاصيل للعالم ما زالت تستورد القمح لتطعم شعبها.
- الإصلاحات الجذرية في مؤسسة الأزهر وكذلك الأوقاف لا توجد برغم أن الشعب يعلم تماما أن المفهوم الخاطئ للدين الإسلامي وانتشار الفكر التكفيري في القرى والنجوع والمناطق الحدودية المهمشة هو أساس مرتع الإرهاب والبيئة الحاضنة له وأن المسئولية تقع على عاتق رجال الدين الحاليين والمؤسسات الدينية في المقام الأول.
- عدم الإهتمام بتوظيف شباب سيناء وتركهم عرضة لإستقطاب الإرهاب لهم وهذا مطلب فوري وعاجل وخاصة الشباب الحاصل على الثانوية الأزهرية والليسانس الأزهري ليعتلوا المنابر في رفح والشيخ زويد والعريش والتجمعات البدوية حيث يرتع الإرهاب هناك ويعتلي المنابر أنصار بيت المقدس وليس شباب القبائل ويجب وضع مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف تحت رقابة حكومية صارمة هذه الفترة حتى تستقر الأمور وتعود الدعوة الإسلامية في مصر إلى سابق عهدها منارة للعالم أجمع وليس مرتعا للإرهاب كما هو الحال الآن.
- ما زال النسيج الوطني مهلهلا ولا توجد خطة لرأب الصدع ولم الشمل وخاصة وسط الشباب الباحث عن مستقبل أفضل ويملك الطاقة والطموح ويحتاج لمن يحنو عليه ويهتم به وبمستقبله فهم عضد الأمة وساعدها الذي يبني ويدافع
ويستكمل مسيرة الآباء
- عدم وجود برنامج زمني حكومي واضح لرئاسة الوزراء ولكل وزارة على حدة يوضح خطة عمل مرحلية على المدى القصير والمتوسط والطويل وملزمة ووفقا لتوقيتات محددة ووفقا للإمكانيات الحالية ومبنية على اسوأ الإحتمالات ويتم محاسبة الوزراء عند حلولها وعما حققوه وما لم يحققوه ويكون الحساب عسيرا لأن التهاون والتكاسل الآن يرقى للخيانة العظمى في حق الوطن واعتقد بعد هذا السرد الموجز يمكن لأي إنسان منصف ومحايد أن يحدد نسبة النجاح أو الفشل وإن كنا جميعا نطمح إلى المزيد من الإنجازات وتسريع عجلة التنمية ومزيد من الصبر لأننا نسير الآن على أول الطريق الصحيح نحو بناء المستقبل الواعد لمصرنا الغالية.
- ألمح رئيس مجلس الوزراء الدكتور شريف إسماعيل إلى أن الحكومة بصدد اتخاذ بعض القرارات وصفها بالمؤلمة ( رفع الدعم ) ... ما هو تقييمكم السياسي لهذه القرارات خاصة وانها ستزيد احباط ومعاناة المصريين
أقر فخامة الرئيس بأن الموقف الإقتصادي المصري صعب للغاية وهذه حقيقة مؤكدة لا تقبل الجدل وهى نتاج أربعة حروب (48/56/67/73) ولو تعرضت أكبرإمبراطورية في العالم لمثل هذه الحروب الشاملة الطاحنة لما استطاعت أن تصمد مثل مصر (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) فهى محفوظة ليوم الدين ونحن في رباط ضد الصهاينة ومصر هى خزائن الأرض وفيها من الخيرات الكثير والحمد لله, وأقر دولة معالي رئيس مجلس الوزراء الدكتور شريف إسماعيل بأن الموقف صعب للغاية ويجب علينا التريث وتحمل تبعات الماضي الأليم والكف عن المطالبات الفئوية ومضاعفة ساعات الإنتاج والعمل بجدية كل في موقعه لتخطي هذه الظروف الإقليمية الصعبة التي فرضت علينا ونحن في خضمها ونحمل لواء الصمود والتحدي بأن مصر لن تسقط أبدا بإذن الله والله دائما أكبر من كل
المتآمرين, إن الدين الخارجي وفوائده ضخمة والإيرادات ضعيفة والمشاكل عديدة والمطالب متعددة ومتلاحقة والبنية التحتية مستهلكة لكن هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولا إستسلام بل مزيد من التحمل لأننا بكل المقاييس أسعد حالا وأوفر حظا من دول مجاورة هدمت للأسف الشديد وشرد شعبها وقتل أبناءها وقطعت أوصالها ووقعت فريسة لوحوش آدمية تستبيح كل شئ فأصبح لا أرض ولا عرض ولا كرامة ومهما كانت الصعوبات فإن للتحدي سمات متوافرة في شعب مصر الكنانة ويجب على الجميع التكاتف والإعتصام بحبل الله جميعا واليقظة للمؤامرات التي تحيط بنا من كل جانب والفساد المستشري بيننا واختفاء القيم والأخلاق الحميدة والشهامة وحل محلها التسيب والإنحلال وانعدام الضمير وعدم الإنتماء عند البعض وهذا هو المؤلم.
ولكن الا يجب ان تتطرق القرارات المؤلمة لمواجهة الفساد ؟
إن الشئ المؤلم ليس رفع الدعم عن بعض السلع الكمالية التي تتصف بالرفاهية كالدخان والكحوليات وأدوات الزينة والتجميل وهلم جرا ولكن المؤلم هو التراخي والتكاسل وانعدام الضمير والأخلاق والتي لا يؤثر فيها رفع دعم أو
الإبقاء عليه, إذن القرارات المؤلمة هى القرارات التي تبتر الفساد والإهمال والتسيب والإنحلال الخلقي والديني وتكون قرارات حاسمة وقاطعة وفورية حتى يرتدع الجميع فكل شعوب العالم في مثل هذه الظروف التي أطلقوا
عليها الربيع العربي يجمعها المزمار ويفرقها العصا ويجب إصدار القرارات الصعبة المتعلقة بمحاسبة المحاسيب (من أين لك هذا وأين حق الشعب) ومن يمتلك القصور والفيلات في التجمع والسادس من أكتوبر والمدن الجديدة
والساحل الشمالي والمنتجعات السياحية في شرم والغردقة والبحر الأحمر عليه أن يسدد لصندوق تحيا مصر حق الدولة فيما حققوه من ثروات, لقد تنازل فخامة الرئيس عن نصف ثروته ونصف راتبه شهريا لصندوق تحيا مصر ومازالت القطط السمان ومليارديرات الأراضي والمنتجعات والشركات العملاقة في وادي آخر وكأن هذه الثروات لم يحققوها في مصر ومن دم أبنائه الشعب يريد قرارات مؤلمة ليست موجهة للسواد الأعظم من الشعب الذي يعيش تحت خط الفقر وتطحنه الأمراض ويبحث عن لقمة العيش والدواء ويقف طوابير طويلة في انتظار الغسيل
الكلوي وجلسات الكيماوي والإشعاع وجزء يسكن القبور حيا ويعيش أسفل الكباري وفي الطرقات كأطفال شوارع بل كل هؤلاء وهؤلاء ينتظرون الدعم والمعونة العاجلة الفورية لأن الإنتظار قد طال والصبر أوشك على النفاذ
ولا بد من علاج سريع وعاجل في شكل قرارات فورية عاجلة تأخذ من الأغنياء وتعطي الفقراء ليس نقودا وإنما مشاريع تنموية لهم يديرونها ويتملكونها ويسددوا أقساطها حتى يشعروا بقيمتهم ونشجعهم على العمل وكسب لقمة العيش من عرق الجبين وليس من التسول والإعانات طالما هناك جسد أنعم الله عليه بالصحة والعافية وكل مشروع يشترط في تملكه أن يحقق المالك الجديد مشروعا آخر بنفس المواصفات والإمكانيات لآخرين وهكذا تتولد قوة دفع تلقائية تنمو معها المشاريع وتتعدد بدون تكلفة وهكذا ولا بد من الفكر الناضح والخلاق قبل إصدار القرارات لحساب مردودها وتأثيرها وعائدها وليس مجرد قرارات عشوائية أو قرارات ترضية لفئة معينة دون النظر للصالح العام.
أما عملية الإحباط والمعاناة اللتان قد تصاحبا القرارات فإنها ستكون مؤلمة إذا كانت تلك القرارات غير مدروسة جيدا أما إذا كانت واقعية وواضحة ومحددة المدة بهدف رفع المعاناة بعد ذلك في توقيتات محددة فثمة تقبل وارتياح سيسطران على الشارع المصري ويكون الإعلان عن ذلك مبكرا حتى يضع المرء في حساباته ذلك لا أن يفاجأ بين عشية وضحاها أن راتبه لن يكفي لسداد الزيادة المتوقعة لبند واحد من احتباجاته وتكون هناك شفافية وتدرج
في القرارات بين الفئات المختلفة لأن زيادة سندويتش الفول والطعمية الغذاء الشعبي الأساسي إذا زاد عدة قروش فلن يأكل الفقير ويموت جوعا أما الغني فلن يشعر بشئ لذلك يجب توجيه القرارات المؤلمة إقتصاديا للقطاعات
الثرية التي لا تتأثر كثيرا برفع الدعم عن سلعها ومواردها وكما يقول المثل الشعبي (الضرب في الميت حرام).
- كيف ترى التصعيد المتواصل حول مقتل الطالب الايطالي بالقاهرة واتهامات روما للشرطة المصرية بتعذيبه ؟
كيف يمكن لنا أو لأي إنسان عاقل أن يطلق أحكاما على واقعة جنائية دون الإستناد للتحريات الموثقة وأحكام القضاء؟ هل القضية انتهى التحقيق فيها واستقرت معالمها واتضح الجاني وظروف ارتكاب الواقعة وملابساتها وأسبابها؟
بالطبع لا إذن كيف نفندها ونفترض اشياء لم نتحقق منها بعد ولم يصل التحقيق فيها لمنتهاه؟!! لا نريد أن نستبق الأحداث ونتحدث في أشياء لم تكتمل معالمها وأركانها بعد وخاصة إذا كانت مواضيع حساسة تتعلق بالمصالح
الدولية ومن هنا أتناول هذا الموضوع من هذه الزاوية.
منذ أن حدث التقارب مع روسيا وصفقات السلاح وتوافد السياح الروس واحتلالهم المرتبة الأولى على الخريطة السياحية حتى طفى على السطح موضوع الطائرة الروسية وما ترتب عليه من توقف السياحة وتوقف الرحلات الجوية وضرب السياحة المصرية في مقتل وتشرد الآلاف من العمال وأغلقت الفنادق والمطاعم والبازارات والأماكن السياحية وحلقت طيور الظلام والخفافيش والغربان كل يغرد بطريقته وانفتح الإعلام الردئ على مصراعيه وطفح سيل من الإجتهادات والنظريات والمؤامرات والفتن التي جعلت هذا الموضوع يوقف عجلة الحياة في مصر والتفت الجميع للقيل والقال وتوقفنا عن العمل وجلس الشعب كله على المقاهي يرتشف القهوة وينفث الدخان في الهواء ليزيد سموم الإعلام المعادي سموما بشرية ساذجة تطلق نكاتا هدامة ونظريات مدسوسة وكلمات ممنهجة ومعدة مسبقة لتدمير مصر وإسقاط النظام والحكومة وكأن الدولة ستسقط على رأس أحد غيرنا!!!
منذ أن إكتشفت شركة (ايني) الإيطالية حقل الغاز المصري العملاق الذي يعد من أكبر حقول الغاز في الشرق الأوسط والعالم في شرق البحر المتوسط في المياه الإقتصادية المصرية وأعداء الوطن يحاولون جاهدين تدمير هذا المشروع العملاق الذي سيفتح بإذن الله تعالى آفاقا جديدة لمصرنا الغالية وتقوم الآن حاملتي الطائرات المصريتين الميسترال بحماية الحقول والدفاع عن مياهنا ومستقبلنا.
..............................
الانفلات الاعلامي معول هدم في بنيان الدولة واستقرارها
حول تقييمه لدور الاعلام المصري خلال الفترة الراهنة اكد اللواء نبيل ابوالنجا انه لا يوجد رادع للإعلام المنفلت وكل إنسان يفعل ما يحلو له تحت غطاء الحرية ولا يوجدد رادع ولا ميثاق شرف إعلامي يلزم الجميع بالأخلاق والإلتزام بعيدا عن الإسفاف والتطاول وتجريح البعض وهدم الدولة.
وتطبيقا على ازمة الباحث الايطالي بالقاهرة كتب الإعلام المسموم سيناريو الأزمة بدقة وكان الطرفان مصر وإيطاليا وتدفق سيل المعلومات المغلوطة التي تزيد الأمور تعقيدا وتنشر الحرائق هنا وهناك حتى تقطع إيطاليا علاقاتها الدبلوماسية بمصر وبالتالي توقف المشروع
وتم تداول القصص على القهاوي وفي الحدائق والمتنزهات وكل فرد من الشعب عليم ببواطن الأمور وكل شخص يستملح حديثا يضفي عليه أهمية عند المستمع ويضيف توابل من هنا وهناك حتى يكون الحوار ممتعا وتكون الحرائق أشد إيلاما ونخسر الكثير والكثير بسبب جهلنا وسوء إدارة الأزمات برغم وجود أجهزة متخصصة في رئاسة مجلس الوزراء لإدارة الكوارث والأزمات تتقاضى رواتب ضخمة ومردود عملها بطئ وغالبا ما يكون مبنيا على رد الفعل وليس أخذ زمام المبادرة وأصبح حديث الطالب الإيطالي القتيل مثار نقاش على مدار الساعة وتتم تغذيته من هنا وهناك لكن بحرفية إعلامية قذرة متخصصة وبارعة للأسف.
وبالنسبة لآثار التعذيب التي إن كانت حقيقة قد ثبتت في تقرير الطبيب الشرعي فقد تناولتها وسائل الإعلام على أنها آثار تعذيب من الشرطة المصرية الفاسدة التي تقتل المواطنين والأجانب وتطيح في الجميع وهلم جرا....وفي النهاية يثور الشعب على شرطته وتقطع إيطاليا علاقاتها بمصر لأن الإعلام المصري أقر بتعذيب الشرطة للمواطن الإيطالي حتى لقى حتفه فنحن المسلمون قتلة ومصاصي دماء وقد رأى العالم عصابات داعش تقطع الرقاب بالسيوف وتطلق النار على الرؤوس وتغتصب النساء والسبايا وتبيعهن في سوق النخاسة إذن الشرطة المصرية هى الجاني ويجب عقابها ويجب التوقف عن التعاون مع مصر.
لكن حكمة الرئيس المصري وعقلانية الحكومة الإيطالية تغلبت على كل هذه المصاعب والإفتراءات وتركت التحقيق يأخذ مجراه واشترك محققون إيطاليون مع المصريون في كشف غموض الحادث وتحويله للقضاء وانتظار الحكم العادل ومحاسبة مقترف هذه الجريمة أيا كانت جنسيته أو هويته واستمرت الأعمال في حقل الغاز كما هو مخطط لها وبمعدلات أسرع حيث سيدخل أول بئر في الإنتاج مطلع العام القادم إن شاء الله.
ياليتنا نتوقف قليلا ونتريث في الإستماع إلى الأخبار والتحليلات والتدقيق في مصدرها لأن الخطر محدق والإنفلات الإعلامي كبير وتأثيره أكبر وخطورته أشد على الأمة وعلى كافة البشر.