الكاتبة البحرينية حوراء الصباغ تكتب لـ"الشبيبة": تحية إجلال وتقدير للشعب العمُاني

بلادنا الخميس ٠٧/نوفمبر/٢٠١٩ ١٧:٥٧ م
الكاتبة البحرينية حوراء الصباغ تكتب لـ"الشبيبة": تحية إجلال وتقدير للشعب العمُاني

المنامة - الشبيبة

"كرم أصيل وحفاوة استقبال".. بهذه الجملة المختزلة – والتي تحمل في طياتها الكثير من المعاني – أصف ما لمسته من الشعب العمُاني لدى زيارتي الأولى للسلطنة الأسبوع الفائت، كصحافية ممثلة عن مؤسسة الوطن للصحافة والنشر بدعوة كريمة من حكومتها الرشيدة لتغطية انتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة. ناهيك عما يمتاز به شعب السلطنة من عادات وتقاليد قل ما نجدها في مجتمعات أخرى.

حفاوة الاستقبال، بدأت منذ لحظة وصولي إلى مطار السلطان قابوس بن سعيد بالترحيب الحار واصطحابي إلى مقر الإقامة، والحرص على زيارتي لأبرز معالم السلطنة واطلاعي على تاريخها الغني عن قرب، ووصولاً حتى مرافقتي إلى مقعد الطائرة في رحلة العودة، وعشرات "المسجات" التي تطمئن على وصولي لأرض المملكة سالمة، حيث أشعروني وكأني جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع الجميل.

لم أجد في أرض السلطنة سوى شعباً راقياً يحرص كل الحرص على الانتقال بوطنه إلى مراحل متقدمة من النهضة، فكانت هذه الزيارة - القصيرة جداً - كفيلة بإدراكي أن كل ما يقال عن محبة وطيبة العمانيين لم يوف بحق هذا الشعب الوفي، وكفيلة أيضاً بأن أحظى بشرف اكتساب معرفة وصداقة خيرة الإعلاميين والصحافيين.

"مذهلة".. هكذا وصفت عمان ببساطة خلال استضافتي لدى الإذاعات والقنوات الفضائية، فقد ذهلت مما رأيته من مشهد جميل يعكس روح التلاحم الأخوي بين الشعب العماني، جاء من أطراف السلطنة رجالاً ونساء، وكأنهم بوتقة واحدة يتبادلون أطراف الحديث حول هموم الوطن والمواطن، خلال أفضل عملية انتخابية شهدتها الساحة العمانية.

اطلعت عن كثب على المسؤولية الوطنية التي اتصف لها شعب السلطنة الوفي خلال أداءه لواجبه الوطني، كما أشار إليها بدقة الزميل العزيز والكاتب من جمهورية مصر العربية أحمد نجيب لدى تواجدنا في المراكز الانتخابية وتبادلنا لأطراف الحديث واصفاً السلطنة بقوله "عمان التي لا تُقاوِم حركة التغيير وما تقود إليه من تطور". ففي مشاركة واسعة ارتفعت فيها الأعداد عن الفترات السابقة، شهدت فيها الانتخابات عنصرا مفاجئا، وهو إطلاق نموذجا جديدا لعملية التصويت، عرف بجهاز "صوتك" الالكتروني، يسمح للمواطن بممارسة حقه الديمقراطي عبر استغلال التكنولوجيا استغلالا يعد الأمثل في المنطقة، تعكس قدرة الشعب العماني على استيعاب ومحاكاة التحولات واستغلالها لصالح مكتسباته السياسية، وتؤكد وجود الدول الخليجية في المقدمة لمواكبة التطورات.

من جانب آخر، ذُهلت مما اتصف به أهل السلطنة من كبار المسؤولين والإعلاميين وصولاً إلى صغار السن، من صفاء النفوس وجمال وكرم الأخلاق، تجعلك تقف إجلالاً واحتراماً لهذا الشعب العظيم الذي قل ما تجد مثله في دولة أخرى. فعلى مدى 6 أيام تواجدت خلالها هناك بصحبة أكثر من 70 صحفي حول العالم، اتفقنا جميعاً على أن عمُان أسرت قلوبنا بكل معنى الكلمة، وأننا سنعاود زيارتها في أقرب فرصة ممكنة!