أمريكا تدرس زيادة عدد قواتها في سوريا

الحدث السبت ٠٢/أبريل/٢٠١٦ ٢٣:٢٤ م
أمريكا تدرس زيادة عدد قواتها في سوريا

واشنطن – ش – وكالات
قال مسؤولون أمريكيون لوكالة "رويترز" إن الإدارة الأمريكية تدرس خطة لزيادة عدد القوات الخاصة الأمريكية التي أُرسلت إلى سوريا بشكل كبير مع تطلعها للتعجيل بالمكاسب التي تم تحقيقها في الآونة الأخيرة ضد تنظيم داعش.
وامتنع المسؤولون الذين على علم مباشر بتفاصيل الاقتراح عن كشف النقاب عن الزيادة التي يجري دراستها على وجه الدقة . ولكن أحدهم قال إنها ستجعل وحدة عمليات القوات الخاصة الأمريكية أكبر عدة مرات من حجم القوة الموجودة حاليا في سوريا والمؤلفة من نحو 50 جنديا حيث يعملون إلى حد كبير كمستشارين بعيدا عن خطوط المواجهة.
ويعد هذا الاقتراح أحد خيارات عسكرية يجري إعدادها للرئيس باراك أوباما الذي يدرس أيضا زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق. وامتنعت متحدثة باسم البيت الأبيض عن التعليق.
ويبدو أن هذا الاقتراح أحدث علامة على تزايد الثقة في قدرة القوات التي تدعمها الولايات المتحدة داخل سوريا والعراق على استعادة الأراضي من تنظيم داعش.
ويسيطر تنظيم داعش على مدينتي الموصل في العراق والرقة في سوريا وبدأ يثبت أنه يمثل تهديدا قويا في الخارج معلنا مسؤوليته عن هجمات كبيرة وقعت في باريس في نوفمبر وفي بروكسل في مارس.
ولكن توجد علامات متزايدة على أن الزخم في العراق وسوريا تحول ضد تنظيم داعش. ويقول مسؤولون أمريكيون إن التنظيم يخسر معركة ضد قوات حُشدت ضده من جوانب كثيرة في المنطقة الواسعة التي يسيطر عليها.
وفي العراق تقهقر التنظيم منذ ديسمبر كانون الأول عندما فقد الرمادي عاصمة محافظة الأنبار بغرب العراق. وفي سوريا طردت القوات الحكومية السورية التي تدعمها روسيا تنظيم داعش من مدينة تدمر الاستراتيجية .
وقال المسؤولون الأمريكيون إنه منذ أن استعادت القوات المدعومة من الولايات المتحدة بلدة الشدادي السورية الاستراتيجية في أواخر فبراير شباط عرض عدد متزايد من المقاتلين العرب في سوريا الانضمام إلى القتال ضد تنظيم داعش.
وحققت القوات الأمريكية أيضا نجاحا متزايدا في التخلص من كبار قيادات تنظيم داعش . وأدت غارات جوية في الأسابيع الأخيرة إلى قتل قيادي كبير اسمه عبد الرحمن مصطفى القادولي وقيادي بتنظيم داعش وُصف بأنه "وزير الحرب" بالتنظيم واسمه أبو عمر الشيشاني.
وأعلنت الولايات المتحدة في ديسمبر الفائت أنها أرسلت قوة جديدة من قوات العمليات الخاصة إلى العراق لشن غارات ضد تنظيم داعش هناك وفي سوريا المجاورة. وجاء هذا عقب إعلانها في أكتوبر أن عشرات من جنود القوات الأمريكية الخاصة سيُرسلون إلى سوريا لتكون أول قوات برية أمريكية تتمركز هناك.
إلى ذلك؛ أعلن متحدث عسكري أمريكي أن الجيش الأمريكي يعمل حاليا مع "عشرات" من مقاتلي المعارضة السورية في إطار برنامج تدريب وتجهيز مجدد بعد مبادرة سابقة تعرضت لانتقادات عدة وفشلت العام الفائت.
وتعرضت وزارة الدفاع الأمريكية لهجوم حاد في أكتوبر الفائت، إذ أن البرنامج الذي بدأته مطلع العام 2015 بكلفة 500 مليون دولار كان يتضمن تدريب نحو خمسة الاف معارض سوري "معتدل" سنويا لقتال تنظيم داعش، لكن الفشل كان ذريعا بحيث انه لم يسمح سوى بتدريب عشرات المقاتلين.
كما أن بعض هؤلاء المقاتلين سلموا أسلحتهم الى تنظيم جبهة النصرة التابع للقاعدة في سوريا. لكن وزارة الدفاع الأمريكية أعادت بناء برنامج جديد في محاولة لتعويض الفشل السابق.
وبدلا من محاولة سحب وحدات المقاتلين بالكامل من الخطوط الأمامية، وتدريبهم وإرسالهم مرة أخرى، يعمل الجيش الأمريكي حاليا مع مجموعات صغيرة من كل وحدة.
وقال المتحدث العسكري الكولونيل ستيف وارن من بغداد لصحافيي الكونغرس "إذا كان لديك شخص خاضع لتدريب عال هنا، فإن الرجلين على يمينه ويشاره سيستفيدان من تدريبه بشكل كبير".
وأضاف أنه "بشعر تدريب شخص واحد، لديك ثلاثة أشخاص أفضل، وربما أكثر من هذا. لذا هذا ما نتطلع إلى القيام به هنا".
ورفض وارن تحديد عدد السوريين الذين خضعوا للتدريب، مكتفيا بالقول إنهم "عشرات"، وتقود الولايات المتحدة منذ أغسطس 2014 تحالفا عسكريا ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.