ماذا بعد الانتخابات؟..

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٧/نوفمبر/٢٠١٩ ١٢:٢٩ م
ماذا بعد الانتخابات؟..

علي المطاعني

بعد إنتهاء انتخابات مجلس الشورى وماشهدته من تنافس سواء في اختيار الأعضاء أو اختيار رئاسة المجلس وما اكتنف الساحة من لغط وجدال غير مرغوب فيه.

كل ذلك هو الآن خلف ظهورنا ولن نلتفت إليه أبدا، إذ ما يهمنا في التو واللحظة هو المستقبل وكل مافيه صالح الوطن والمواطن في كنف مرحلة تتطلب تضافر الجهود وسد الثغرات والفجوات بين المجلس والحكومة وإظهار أكبر قدر ممكن من التعاون بين المواطن والمجلس من ناحية وبين المجلس والحكومة من ناحية أخرى وإظهار التعاضد لتجاوز التحديات التي تمر بها البلاد، وصولا لفتح آفاق أوسع للعلاقة بين كل السلطات، وتفهم مقتضيات المرحلة ومتطلباتها والظروف المحيطة بنا ودورها في النيل من الأوطان وشق الصفوف ودق أسفين بين أبنائها، ذلك يتطلب المزيد من التنسيق وتبادل الآراء والمقترحات والتفاهمات حول الأولويات وأهميتها وتقدير الأوضاع الإقتصادية والمالية الراهنة وكيفية التعاطي معها بما تمليه المصلحة الوطنية على الجميع بدون استنثاء، الأمر الذي يفرض على الجميع العمل الجاد والمركز لتحقيق ما نتطلع اليه وما يبلور أولوياتنا في كل ما يهم الوطن والمواطن.

بلاشك أن الكل سيبدأ في مراقبة أعمال الفترة التاسعة من أعمال المجلس بإعتباره أحد غرفتي مجلس عُمان وما يمثله ذلك من مشاركة في إتخاذ القرار السياسي في البلاد، وتمكين المواطن من إيصال صوته ومقترحاته وآرائه عبر قنوات مفتوحة تسهم في صياغة طبيعة المشاركة وتبلورها في إطارها الصحيح، وهذا أمر طبيعي في كل البرلمانات ولكي نصل لهذه الصيغة المثلى يجب أن نظهر إمكانيات المجلس وقدراته ولنؤكد للرأي العام أن المجلس يعمل بكل الطرق والسبل الهادفة إلى إيصال صوته ومقترحاته وفق الصلاحيات المتوفرة.

الجانب الآخر الأكثر أهمية لإنجاح أعمال المجلس هو العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، إذ يجب أن تكون أكثر تكاملية وأكثر إنسجاما من أي وقت مضى، وفي إطار تعاون بناء يسهم في رفعة هذا الوطن ومواطنيه، بعيدا عن التشنجات التي لاتتسق مع قيمنا وأخلاقياتنا ومثلنا العليا، وفي المقابل على السلطة التنفيذية تفهم عمل أعضاء المجلس ودورهم كأعضاء يحملون مسؤوليات كبيرة وأمانه تنؤ الجبال بحملها إذ عليهم تمثيل ولاياتهم ومواطنيهم وبالنحو الذي يرضى الله ورسوله، وقبل كل شيء أهمية الإيمان بدور المجلس وأهميته كأحد أهم مكتسبات النهضة التي تحققت في هذا الوطن في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله - الذي أراد لهذه التجربة البرلمانية أن تكون جزءا لا يتجزأ من منظومة التنمية في البلاد، وأنها وفي الأصل وجدت لكي تتطور مع الزمن ووفقا لتطور المجتمع ‏، فالإيمان بهذه المؤسسة والقناعة بدورها ذا أهمية في مسار العمل النهضوي الذي يحتاج إلى التضافر والتلاحم بين السلطات التنفيذية والتشريعية والرقابية.

بالطبع لا يخامرنا أدنى شك بأن المجلس سيبدأ أعمال فترته التاسعة بآمال عراض، ويتطلع لمشاركة أفضل وأكثر رصانة وإيجابية. نأمل أن تكلل أعمال المجلس للفترة التاسعة بالنجاح والتوفيق وأن يعمل الجميع على إنجاحها، كما إننا نثق تماما بأن المجلس سيعبر عن تطلعاتنا وآمالنا وبالنحو الذي نرجوه منه.