مسقط - خالد عرابي
قدمت دار الأوبرا السلطانية مسقط يومي الخميس الماضي ومساء أمس السبت في عرضين متميزين أوبرا: «حكاية كاي وغيردا» وهي واحد من العروض الأوبرالية التي عرضت لأول مرة في العام 1980 م، على مسرح وبالية كيروف (مسرح ماريينسكي) في ليننجراد بالاتحاد السوفيتي، كما كان العرض الأول لهذا الإنتاج في العام 2014 على مسرح البولشوي بموسكو.. كما أن أبرز ما يميز هذا العمل أنه مأخوذ أو مستوحى من قصة «ملكة الثلج» للكاتب هانس كريستيان أندرسون، وموسيقى سيرجي بانيفيتش و قاد الأوركسترا فيليب شيزفسكي.
تراوحت مدة العرض على مسرح الدار قرابة الساعتين ونصف حيث جاء في فصلين مدة الأول منهما 60 دقيقة والثاني 55 دقيقة وتخللهما فاصل قصير استمر 20 دقيقة. و تعد أوبرا «حكاية كاي وغيردا» التي توصف بأنها من نوع الأوبرات الرومانسية بأنها واحدة من أطول وأشهر القصص الخيالية للمؤلف هانس أندرسون والتي نشرت في العام 1944م .
وتدور أحداث هذه الأوبرا الخيالية في الأجواء الشتوية بما فيها من ثلوج وجليد أبيض كثيــف وتقـدم شخصيــات تخلية في الصــراع الــدائم بين الخير والشر بحيث تعكس الموسيقى والأحداث الدرامية كل مظاهر الطفولة الساحرة، لهذا حققت الأوبرا نجاحا ساحقا، وحازت على إعجاب الجماهير من مختلف الأعمار منذ لحظة تقديمها في عرضها الأول قبل أربعة عقود وحتى يومنا هذا، حتى أصبحت واحدة من أنجح الإنتاجات الأوبرالية الحديثة لمسرح البولشوي.
الأقزام الماكرون
وتبدأ قصة العمل الأوبرالي بمحاولة الأقزام الماكرون جمع الأجزاء المهشمة مما يطلقون عليه: «مرآة الشر» وسط الأراضي الصخرية، حيث تظهر صورة كل ما هو جميل وطيب داخل المرآة كأنه قبيح وشرير.. وانكسرت المرآة وطارت إحدى الأجزاء المكسورة في جميع انحاء العالم لتحطم قلوب البشر وتجعلها باردة كالثلج، ويسخر الأقزام من البشر في حين يبدأ «مشعل المصابيح» في سرد قصته حول «كاي غيردا» .
وتدور القصة حول ولد يتيم يدعى «كاي» وجد عائلة طيبة محبة يعيش معها في بلدة أودينسي الطيبة، حيث اعتنت بع جدة غيردا وأصبح هو والفتاة الصغيرة «غيردا» صديقين.. يمرح أهالي البلدة ويلهون في الساحة الرئيسية، حيث يترقبون قدوم فصل الربيع بطقسه الجميل معلنا انتهاء الشتاء ببرودته القارسة وثلوجه المتجمدة وينهمك كاي وغيردا في أداء لعبة ممتعة وفي هذا الاثناء تنادي عليهما الجدة وتطلب منهما العودة إلى المنزل وتحذرهما من الاستخفاف بالعاصفة الثلجية أو اللعب في الغابة، لكنهما لا يسمعان كلامها.
يظهر قزمان في ساحة البلدة لا يمكنهما احتمال اجواء السعادة والبهجة المنتشرة وسط أهالي القرية، والأكثر من ذلك أنهما ينزعجان جدا من ضحكة «كاي» البهيجة. ويريد القزمان إفساد أجواء الاحتفال واثارة مشاجرة بين «كاي» و«غيردا» لكن أهالي القرية يطردون القزمين ويبعدوهما فيقررا الانتقام.
وتميز هذا العرض وعمل سيرجي بانفيتش أيضا بخفته الواضحة وطابعه الغنائي ورقي استخدام اللغة الموسيقية فيه وثراء في تركيباته اللحنية. ولا شيء يؤكد على اهتمامه الصادق بالأطفال أكثر من المهرجان الدولي السنوي لموسيقى الأطفال الذي قان بتأسيسه في سان بطرسبورج ويتولى فيه المدير الفني، وتعتبر موسيقى سيرجي بانفيتش جزءا لا يتجزأ من الثقافة الفنية في مدينة سانت بطرسبورج وروسيا بأكمها.