جامعة مسقط ونقل المعرفة

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٣/نوفمبر/٢٠١٩ ١١:٢٦ ص
جامعة مسقط ونقل المعرفة

علي المطاعني

للجامعات والكليات دور محوري في نقل المعرفة وإدارتها وإحداث تغيير في‏ المجتمعات عبر الإرتقاء بها للمستويات العلمية والمعرفية لتواكب التطورات في العالم، فهذه المؤسسات الأكاديمية هي أداة التغيير وروح التطور في كافة مجالات الحياة وفي كل المجتمعات الإنسانية.

جامعة مسقط الفتية تدرك كل ذلك انطلاقا من مسؤولياتها الوطنية أولا، والإجتماعية ثانيا، والإنسانية ثالثا، والعلمية رابعا، وإيمانا منها بدورها في نقل المعرفة والإستفادة من تجارب الجامعات العريقة ومراكز البحوث والدراسات وتسخيرها لخدمة المجمتع كعلوم ومعارف، ولعل دعوة رئيسة جامعة أكسفورد

البريطانية لتلقي محاضرة عن المرأة في القرن الحادي والعشرين بمناسبة يوم المرأة في السلطنة ذا أهمية ليس في الإحتفاء بهذه المناسبة فقط كغيرها من المؤسسات وإنما لتكون رئيسية أفضل جامعة في العالم شاهدة عن قرب على ما تحقق للمرأة في السلطنة بخلاف غيرها في العديد من الدول، ولعل إشادتها بذلك

تعد شهادة من أكاديمية تقود أعرق الجامعات وأفضلها على الإطلاق وهو بذلك وسام إنجاز للمرأة العُمانية من قامة أكاديمية غربية حلت ضيفة علئ جامعة مسقط لثلاثة أيام لتكون شاهدة على هذا المنجز، ولتعرب عن فخرها بما شاهدته وعرفته عن قرب.

فقد كان أشبه بالمفاجأة لها لما لمسته من تمكين خلافا للصورة التقليدية للمرأة في المجتمعات الشرقية المترسخة لديها ولدئ غيرها، الأمر الدي يبعث على الإرتياح لهذه الخطوات من جامعة رسالتها تتجاوز التعليم الجامعي المجرد ومنح شهادات التخرج وقفل حساباتها نهاية كل عام، وإنما أرادت أن تضع بصمة في

مسار التعليم العالي وتبلور نموذج لماهية الجامعات والكليات التي تتجسد أرباحها الحقيقية في رسالتها الاجتماعية الفاعلة.

بلاشك أن دور الجامعات كمنارات حضارية يجب أن يأخذ وضعه في تقييم الجامعات والكليات ليس على مستوى أفواج الخريجين وإنما على مستويات نقل المعرفة والبحوث والدراسات والمؤتمرات العلمية والندوات والاسهامات المجتمعية.

وإذا كانت جامعة مسقط سباقة في وضع أساس لهذا الجانب عبر فعالياتها العلمية ونقل المعرفة والإستفادة من التجارب بتنظيم المؤتمرات العلمية والتجارية التي تسعى للبحث عن حلول لمعوقات ربط التعليم بسوق العمل وكيفية المزاوجة بينهما وبما يسهم في خدمة التنمية والإقتصاد، وإستضافة قامات أكاديمية لإلقاء

محاضرات عن جوانب حضارية مشرقة في السلطنة كرئيسة جامعة أكسفورد العالمية وما يمثله ذلك من نقلة نوعية ترسخ المفاهيم الصحيحة لدور مؤسسات التعليم العالي ومسؤوليتها، فإن هذا الجهد وذاك الدور يستحق كل التقدير المقترن بالتعاون البناء لإيجاد الحلول لمعضلات التعليم العالي وعلاقته بسوق العمل.

فهذه المبادرات النوعية تعكس إيمانا عميقا بماهية دور الجامعات في المنظومة الاجتماعية، ولتؤكد من ناحية أخرى على أن جامعة مسقط العامرة عاصمة سلطنة عُمان ستبقى منارة ذات ضياء وألق في فضاءات العلم والفكر والتجديد المعرفي والثقافي، مستلهمة تجارب أعرق الجامعات العالمية في تأكيد لا تنقصة البلاغة على أنها عالمية الهوى والهدف.

ففي ظل التطورات يتطلب ان تضطلع بها الجامعات والكليات بمسؤوليتها في نقل المعرفة، فمن الاهمية ان توجه وزارة التعليم العالي نحو تعزيز السمات العالمية لمنظومة التعليم العالي في السلطنة مثلما هي قائمة عليه جامعة مسقط عبر تنظيم مؤتمر دولي خاص شهد إقبالا واسعاً من مؤسسات التعليم العالي في

السلطنة.. وزيارة رئيسة جامعة أكسفورد وغيرها من الشخصيات الاكاديمية في اطار جهودها الاستفادة من تجارب الآخرين في التعاطي مع التعليم العالي ونقل المعرفة والخبرات من الجامعات العالمية العريقة.

نامل أن تحذو الجامعات والكليات والمعاهد حذو جامعة مسقط في خطواتها الموفقة لنقل المعرفة وتدارس معضلات التعليم العالي في البلاد، في إطار تأكيدها لحقيقة أن العلم لا حدود له ولا وطن، وما ينبغي فعله هو ما فعلته جامعة مسقط عبر إنفتاحها وتأكيد حضورها في المحافل العلمية العالمية.