عيسى المسعودي
كما كان متوقعا أثبت المواطن انه دائما يقف خلف كل النجاحات والانجازات التي تتحقق في السلطنة وانه يدعم كل الخطوات والاجراءات التي تساهم في بناء وطننا العزيز وتساهم في التنمية المستدامة وذلك من خلال مشاركته المتميزة في الادلاء بصوته في انتخابات مجلس الشورى للدورة التاسعة وما الطوابير التي شاهدناها يوم الاحد الماضي من الرجال والنساء والشباب وكبار السن وحرص الجميع على المشاركة الا دليلا واضحا للعالم على الرقي والفكر المتقدم للمواطن العماني في الاستحقاقات والواجبات الوطنية التي تخدم مسيرة التنمية و تفتح الطريق لمستقبل عمان المشرق ، ففي هذه الانتخابات لايوجد خاسر بيننا وانما الجميع فائز في حب عمان وهذا كان واضحاً من خلال ردة فعل اغلب المترشحين للانتخابات وايضا من خلال الناخبين حتى لو لم يفز مترشحهم، فالتهنئة للجميع على انجاح هذا العرس الانتخابي الذي خرجنا منه بالعديد من المؤشرات والدلائل والحقائق التي سنستفيد منها سواء ناخبين او مترشحين او اللجان المنظمة لانتخابات المجلس وبلاشك سنبني عليها العديد من الامور للمستقبل بهدف تطوير العملية الانتخابية خلال السنوات المقبلة من كافة جوانبها .
اليوم اصبح لدينا مجلس جديد منتخب للمرحلة المقبلة ودخول اعضاء جدد لهذا المجلس يملكون طموحات وآمالا وتطلعات المواطنين بتحقيق نتائج ايجابية تخدم الناخبين الذين ذهبوا الى صناديق الاقتراع فهم الآن امام امانة ومسؤولية يجب ان يتحملوها وليس فقط مجرد الفوز والوصول الى قبة المجلس والتباهي في ذلك وانما عليهم واجب وطني امام الله والسلطان وامام الشعب بان يقوموا بواجبهم على اكمل وجه في معرفة احتياجات المواطنين والمجتمع وايصال هذه الاحتياجات وكلمة المواطن الى الحكومة اضافة الى جعل مصلحة الوطن والشعب فوق كل اعتبار وهذا يعني تقييم ودراسة كافة القوانين والتشريعات التي تأتي الى المجلس وابداء الرأي فيها بكل مصداقية وشفافية والحرص على تفعيل دور المجلس بشكل اكبر مقارنة بالدورات السابقة لان الصلاحيات موجودة في كثير من الامور ولكن للاسف بعض منها غير مفعل لذلك يجب على المجلس التحرك في هذه الامور التي تهم المواطن والمجتمع بشكل جماعي وليس فرديا وهذا يؤكد على ان اعضاء المجلس يجب ان يتفقوا جميعاً من اجل مصلحة البلد واتباع سياسة عمل واحدة وليس التحرك او العمل في مختلف القضايا التي تهم المجتمع بشكل فردي فالله مع الجماعة ويجب تحديد هذه السياسة منذ اليوم الاول لعمل المجلس الجديد وذلك لن يتحقق الا عندما يتجرد العضو من مصالحه الشخصية ويفكر فقط في مصلحة الوطن والمواطن وذلك لتحقيق النتائج المرجوة من هذه الانتخابات ولكي يشعر المواطن ان صوته بالفعل ذهب لمن يستحق ، ولتحقيق الروح الجديدة والعمل الجماعي بالمجلس يظهر لنا السؤال المهم في هذا الوقت : من رئيس الشورى الجديد ؟ فمجلس الشورى يمكن تشبيهه بالمنتخب الوطني الذي عليه استحقاقات مهمة وعليه ان يخوض جولات صعبة في العمل الشوروي خلال المرحلة المقبلة لذلك يحتاج الى تركيز عال والاهم من ذلك يحتاج الى رئيس ذي كفاءة عالية وخبرة ومهارات متعددة يستطيع بالفعل قيادة المنتخب او المجلس تحت كلمة واحدة بهدف تحقيق طموحات المواطن وان يكون المجلس بالفعل قادرا على مواجهة تحديات الفترة المقبلة .
لقد تحدث عدد من اعضاء مجلس الشورى السابقين ان هناك العديد من الصلاحيات الخاصة بالمجلس لم يتم استغلالها بالشكل المطلوب خلال الفترة الفائتة وذلك بسبب عدم وجود ارادة جماعية من اعضاء المجلس للاستفادة من هذه الصلاحيات وان العديد من القرارات او التوصيات التي كان يجب على المجلس اقرارها او طرحها لم يتم اتخاذها بسبب عدم وجود القرار الجماعي وانما كان العمل الفردي الغالب في كثير من الامور والاطروحات كما تحدثوا عن غياب التنسيق الايجابي بين اعضاء المجلس في كثير من المواضيع والقضايا اضافة الى وجود وللاسف لوبيات ومجموعات معينة بين الاعضاء ساهمت في ضعف المجلس في بعض الاحيان وذلك نتيجة لعدم وجود من يمسك بزمام الامور والتقريب بين وجهات النظر بين الاعضاء فغابت الجماعية وسادت الفردية لذلك ومع المجلس الجديد فإننا كما طالبنا الناخبين باختيار الاكفأ للوصول الى قبة المجلس فاننا كمواطنين وكناخبين نطالب باختيار الاكفأ ليكون رئيس مجلس الشورى ولعل هذا الاختيار سيكون الاختبار الاول امام المترشحين ليثبتوا اننا امام مرحلة جديدة وفكر جديد يقود المجلس الى تحقيق تطلعات المواطنين وتحقيق نجاحات جديدة تساهم في التقليل من سلبيات الدورة السابقة وتعزيز الايجابيات خلال المرحلة المقبلة ، كل الامنيات لاعضاء المجلس بالتوفيق والنجاح في مهمتهم الوطنية القادمة وان يجعلوا مصلحة الوطن والمواطن امام اعينهم في كافة الاعمال والخطوات التي يقومون بها فعماننا الحبيبة دائما تستحق منا الافضل .