طهران تطلب من رعاياها عدم السفر إلى العراق

الحدث الأربعاء ٣٠/أكتوبر/٢٠١٩ ١٢:١٨ م
طهران تطلب من رعاياها عدم السفر إلى العراق

مسقط – وكالات

دعت وزارة الخارجية الإيرانية المواطنين إلى عدم السفر إلى العراق وتأجيل رحلاتهم في ظل الاحتجاجات العنيفة خاصة في المدن الجنوبية التي يوجد فيها مزارات للحجاج الإيرانيين، وفق ما أفادت به راديو "فردا".

و ذكرت قناة "Sky News" العربية أن منذ مطلع الأسبوع الحالي عادت موجة الاحتجاجات في عدة مدن منها كربلاء قتل فيها عدد من المتظاهرين، كما يشارك عدد من رجال الدين الشيعة في تظاهرات كربلاء والنجف.

وعبر المتظاهرون عن غضبهم من سياسيات إيران تجاه بلادهم، وتدخلها في شؤون البلاد ودعمها ميليشيات مسلحة تعمل لصالح طهران داخل العراق، حيث يتهمهم المتظاهرون بالفساد وترهيب المواطنين والسيطرة على مقدرات البلاد.

واتهم مسؤولون إيرانيون من وصفوهم بـ"الأعداء" بإثارة الاحتجاجات في العراق، حيث يوجد لطهران نفوذ ممتد في البلاد وبين الطبقة السياسية.

وخلال الاحتجاجات، هوجمت مقار أحزاب وفصائل مدعومة من طهران، وأطلقت هتافات مناهضة للنظام الإيراني دوعته لوقف التدخل في شؤون العراق.

ومنذ الجمعة، أضرمت النيران بعشرات المقار الحزبية والفصائل المسلحة المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي. وقتل عدد من المتظاهرين برصاص الحراس الذين كانوا يحمون تلك المباني، أو اختناقا واحتراقا خلال محاولة إضرام النار فيها.

ومن الهتافات اللافتة التي أطلقت الاثنين في بغداد "إيران برا برا.. بغداد تبقى حرة".

ومساء الثلاثاء، شهدت مدينة كربلاء احتجاجات تخللتها مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والقوات الأمنية التي حاولت فض التجمعات.

وتعتبر هذه الاحتجاجات غير مسبوقة في التاريخ العراقي الحديث. بدأت عفوية بسبب الاستياء من الطبقة السياسية برمتها، وصولا حتى إلى رجال الدين.

واتسعت دائرة الاحتجاجات الثلاثاء في العراق، بتظاهرات طلابية واعتصامات في جنوب البلاد، بعدما كسرت بغداد ليل الاثنين بالسيارات والأبواق والأناشيد حظر التجول الذي فرضه الجيش.
ومنذ بداية الحراك الشعبي في مطلع أكتوبر في العراق احتجاجا على غياب الخدمات الأساسية وتفشي البطالة وعجز السلطات السياسية عن إيجاد حلول للأزمات المعيشية، قتل 240 شخصا وأصيب أكثر من ثمانية آلاف بجروح، عدد كبير منهم بالرصاص الحي.

وشهدت التظاهرات المطلبية أيضا سابقة في العنف بالتعاطي معها، إذ سقط 157 قتيلا في الموجة الأولى منها بين الأول والسادس من أكتوبر، و83 قتيلا حتى الآن في الجولة الثانية التي بدأت مساء الخميس.

وشددت الأمم المتحدة أنه "يجب أن تنتهي هذه الحلقة المفرغة من العنف".

وبدت الموجة الثانية أكثر كسرا للحواجز. ففي المحافظات الجنوبية الشيعية العشائرية المحافظة، شارك عدد كبير من النساء بالاحتجاجات.

كما امتنع آلاف الطلاب والطالبات عن الذهاب إلى المدارس، فيما أقفلت جميع الدوائر في الحلة والديوانية والكوت والناصرية.

والتحقت نقابات مهن مختلفة بينها نقابة المعلمين ونقابة المحامين، التي أعلنت إضرابا لمدة أسبوع، ونقابة المهندسين ونقابة أطباء الأسنان بالاحتجاجات، رغم الإجراءات الأمنية التي تعرقل الوصول إلى أماكن الاعتصامات والتظاهرات.