مسقط - الشبيبة
رعى صاحب السمو السيد/ شهاب بن طارق ال سعيد (مستشار جلالة السلطان) أمس الاثنين حفل التدشين الرسمي لأعمال أسبوع الأمن السيبراني والذي يتم تنظيمه خلال الفترة من 27-31 أكتوبر الجاري في فندق كمبنسكي الموج مسقط بمشاركة أكثر من 600 متخصص و49 متحدث من 45 دولة؛ بتنظيم من المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني التابع للاتحاد الدولي للاتصالات والذي تستضيفه وتديره وزارة التقنية والاتصالات بالسلطنة.
ثورة صناعية 4
تضمن اليوم الثاني للأسبوع الإقليمي السيبراني على كلمة للدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي بوزارة التقنية والاتصالات تحدث فيها عن أهمية الثورة الصناعيـة الرابعـة بتأثيراتها الهائلة على البنى الاقتصادية والاجتماعية حيث قال: "إن تطبيقات وبرامج الثورة الصناعية الرابعـة مثل الذكاء الاصطناعــي، سلاسـل الكتـل، انترنت الاشياء، الطابعة ثلاثية الأبعاد، البيانات الضخـمة، الروبوتات، تقنيات الواقـع الافتراضي والواقع المعزز، والمدن الذكـية، أصبحت ركائز أساسية لاقتصاديات الألفية الثالثة، و تُحدث تغيرات جذرية على صعيد متطلبات سوق العمل من المهارات والكفاءات، وقواعد وأسس التعامل المالي، والتبادل التجاري، وأساليب تقديم الخدمات وتحسين جودة الحياة، والتي أصبحت أكثر اعتماداً على خوارزميات تعلم الآلـة (Machine Learning)، والروبوتات، والتقنيات المتقدمة، ولاشك أن هذه الثورة الصناعية الجديدة التي تطال مختلف مناحي الحياة تتطلب أن يواكبها تحولات متسارعة لتوظيفها في مجال الأمن السيبراني، حيث يُمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز الأمن السيبراني من خلال الاستفادة من البيانات الموجودة وتحليلها للكشف عن أوجه الضعف وتحديد المخاطر المتوقع حدوثها، كما تساهم هذه العملية في تقليل الوقت اللازم للتحليل والعمل على تصحيح الثغرات الأمنية.
إحصائيات دولية
أضاف الزريقي: "وفقاً لتقارير أنظمة سيسكو ، فان ما يقارب من %32 من المؤسسات في العالم تعتمد اعتماداً كبيراً على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجاتها من الأمن السيبراني، كما أطلقت شركـة IBM عدد من البرمجيات والأدوات العاملة بمبدأ الذكاء الاصطناعـي لتعزيز عمل مراكز عمليات الأمن الإلكترونـي (SOCs)، بحيث تعمل على مساعدة المختصـين والخبراء في تحليل البيانات و إصدار التقارير الفنية في غضون دقائق، وبحـسب دراسـة قامت بها وزارة العمل الامريكـية، بالإضافـة إلى تقريـر المنتدى الاقتصادي العالمي الخاصـة بـمستقبل الوظائف، فإن هناك تزايــداً ملموساً في احتياج السـوق العالمـي لمطوري الأنظمة والمواقـع، ومحللي أمن المعلومات. علاوة على ذلك، فإن 47% من المؤسسـات العالميـة تحتـاج إلى مهارات جديـدة في مجال الذكاء الاصطناعـي، في حين أن 37% من المؤسسات تجد صعـوبة في ايجاد المهارات المطلـوبـة حسب تقرير نشرته شركـة جارتنر (Gartner) نهاية العام الماضــي.
أولويات الدول
بعدها تطرق الرزيقي إلى أهمية وضع الأمن السيبــرانــي ضمن أولويــات الدول والحكــومــات وشــركات القطـاع الخـاص، لمواجهــة التحـديـات واستغلال الفــرص التـي ستخلقهـا الثورة الصنــاعيــة الرابــعة وقال :" إن التقـاريـر الدوليــة، كالتقريــر السنــوي لـلمنتدى الاقتصادي العالمــي الخاص بـالمخاطر والتهديدات العالمـية على سبيل المثال، تشـير إلى أن البرمجيات الخبيثـة و الهجمات السيبرانـية واسـعة النطاق تتصـعد قائمة المخاطر العالميـة في احتمالية الحدوث والتأثـير، خاصـة في عامـي 2018و2019، لإمكانياتها في التسبب بخساِئر ماديـة وإضرار اقتصادية على المدى البعـيد؛ وفي هذا الشأن حرصـت السلطـنة على اعتماد الأمن السيبرانـي كركـيزة أساسـية، ووضع السياسات الوطنـية المعنية بالأمن السيبرانـي.
تأهيل الكوادر
وتحدث الرزيقي عن أهمية تعزيز وتأهيل الكوادر الوطنــية بمهارات احترافـية عاليـة وفق المعايـير المهنـية المعترف بها على مؤسسـات التدريب العالمــية حيث قال :" من أجل دعم مختلف القطاعات الحكــوميـة والخاصــة بالسلـطنة ورفدها بالمهارات والخبــرات التخـصصيـة للتصدي لأي هجمات إلكترونـية، ومواجهـة التحديات الأمنيـة والحد من مخاطـر التهديدات السيبرانـية فقد تم تدشـين أكاديمـية الأمن السيبرانــي المتقدم في نوفمـبر الماضــي، كأول صرح تدريبـي وطنــي مختـص بتقديم التدريب والتأهيل في مجال الأمن الإلكترونــي كما تم استحداث لجنـة وطنـية للدفــاع الإلكترونـــي، تضم المؤسسـات ذات العلاقـة بما فيـها مؤسسـات البنـية الأساسـية؛ ونظراً لجهـود السلـطنة في مجال الأمن السيبرانـي على الأصعـدة المحليـة والإقليمـية، فإننـا نفخر باعتمـادهـا كمركـز إقليمـي للأمن السيبرانـي للاتحاد الدولي للاتصالات، وترأسهـا مجلس إدارة المراكـز الوطنـية للأمن السيبرانـي والسلامة المعلوماتــية بمنظمة التعاون الاسلامــي.
مختبر تقنية
ووصف الرزيقي إنشاء مختبر تقنية المعلومات والثورة الصناعية الرابعة بأنه جاء من أجل ضمان تحقـيق أقصـى استفادة ممكـنة من قطاع تقنية المعلومات والإتصالات ليكون أحد القطاعات الرئيسـية الرافـدة للاقتصاد الوطنــي، ولتوطيـن التقنية الحــديثـة وقال الرزيقي أن المختبر الذي تم إنشاءه خلال الربع الأول من هذا العــام بالتعاون بين هيئة تقنية المعلومات سابقـاً (وزارة التقنية والإتصالات) ووحدة دعم التنفيــذ والمتابـعة قـد شهــد مشاركة عدد كبير من المختصــين والخبراء في هذا المــجال، إضــافة إلى تخصـيص مختبر رديــف للشبــاب العُمــاني ليكون لهم اسهامهم في الرؤى والتصورات التـي سترسم معالم مستقبل التقـنية والاتصالات في السلطنــة. حيـث أولى المختـبر اهتمام كبيـر بالتقنيـات الناشـئة للثورة الصنـاعية الرابـعـة، بالإضافـة إلى تأسـيس صناعة حقيقة لتوطين رأس المال المحــلي والمعرفة، وفتـح المجـال للاستثمار.
مسرعة ساس
وأعلن الزريقي عن إطلاق مسرعة ساس للأمن السيبراني وقال:" إن الابتكار التقني أصبح ضرورة ملحة مع تزايـد احتياجات وتطلعات المستفيدين من الخدمات الإلكترونيـة، ولتحقيق مبدأ الشراكـة بين المؤسســات والمجتمع، ومن أجل تشجــيع الابتكار في مشاريــع الأمن السيبرانـي، يسرنا أن نعلن عن احتضـان وزارة التقنية والاتصالات بالسلطنـة لبرنامج مسرعـة ســاس للأمن السيبرانــي لدعم وتنمية الشركـات التقنية الناشـئة في مجال الأمن السيبرانـي، بالتعاون مع الصندوق العُمانــي للتكنولوجيـا والشركــاء الدولييـن. حيـث سيبدأ التسـجيـل بالبرنامج في شهر نوفمبر القادم، وستباشر الفرق المشاركـة البدء في برنامج المسـرعـة خلال الربـع الأول من عام 2020، ولمدة 10 أسابيـع. يستهدف هذا البرنامج الفرق والشركـات المختصة بمجال الأمن السيبرانـي في منطقـة الشرق الأوسـط وشمال افريقـيا، والتـي لا زالت في مرحـلة تطوير الفكـرة. وسيركـز البرنامج على المجالات التجـارية التقنية مخـصصة بمجال الأمن السيبرانـي، مثل تحليـل المنتج، ومعرفة القيمة المضـافة، وكيـفية بناء نموذج أولي للمنتج، وإمكانية الوصول للمستثمرين.
ابتكار وتنافسية
وحول أهمية تعزيز الابتكار والقدرات التنافسيـة في مجال الأمن السيبرانــي من خلال تحقيــق الشراكات الوطنيــة والدولية سيسـهم في دفع عجلة التنمية والاقتصــاد قال الزريقي:" نحن ملتزمون القيام بدورنا الكـامل في المســاعدة على وضـع السلطنة كرائـد إقليــمي في مجال الأمن السيبرانــي في منطقة الشرق الأوســط. واذ نحرص على توفيـر المنصـة اللازمـة لإنشاء نظام إيكولوجـي لريادة الأعمال في مجال الأمن السيبرانـي في المنطقة العربيـة، نسـعى أيضـاً إلى دعم نقل المعرفــة بين الشركات المنتسـبة للبرنامج و شركاءنا من المؤسسات الحكوميـة والخاصــة على حد سواء لتلبيـة احتيـاجات السلطنة والعـالم في تخصصـات تقنية المعلومات والأمن السيبرانــي ، لتسريـع عجـلة النجاح نحو منظومة متكاملـة لريادة الأعمال في مجال الأمن السيبرانـي بمواصـفات عالمـية، ومستقبل تقني مشرق وآمن؛ ومن هذا المنطلق يسرنا دعوة جميع المؤسسـات وشركات الاستثمار للاطلاع على هذه المبادرة، لما للقـطاع الخاص من دور في التنمية المحـلية وايجاد صناعـة للأمن السيبرانـي في السلـطنــة. كما نشجعها على تبـنـي الحلول السيبرانـية الرائدة التي ستقدمها الشركات الناشئـة، المحلية والدوليـة، من مخرجات البرنامج، مما سيضمـن تلبية احتياجات السوق الحالـية بما بتناســب مع سياسات الأمن السيبراني ومتطلبات الثورة الصنـاعيـة الرابعــة وأضاف الرزيقي: "إيماناً بالدور الحـيوي للمؤسسـات الاستثماريــة من القطــاعيــن العام والخــاص في تقرير الأمن السيبرانــي على المسـتوى المحـلي والعالـمي، فقد نظمت وزارة التقنية والاتصالات حلقة عـمل للمؤسسـات الاستثماريــة من القطاعين العام والخاص، بهدف تعزيز وعـي المستثمرين واطلاعهم على تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول "تعزيـز المسـؤولية والابتكار الأمن"، ولتوعـية المستثمرين بأهمية إدراج موضوع مخاطر الأمن السيبراني ضمن أولويات برامجهم الاستثمارية، بهدف حماية استثماراتهم وتعزيز العائد من ورائها، إضافـة إلى المساهمـة في تعزيز الأمن السيبرانـي على المستوى المحلي والعالمي، نظراً لما تخلـفه الهجمات الإلكتروني من خسـائر مادية عالـية على المستثمرين والمؤسسـات.
أوراق عمل
كما تضمن المؤتمر في يومه الثاني على 3 جلسات نقاشية و5 أوراق عمل بدأت بورقة عمل قدمها ماركو اوبيزو (رئيس قسم الأمن السيبراني) في الاتحاد الدولي للاتصالات، بعدها توالت أوراق العمل التي تركزت على عدد من المحاور وهي: نقاط القوة والضعف في الأمن السيبراني، الإصلاحات التنظيمية للاستعداد للثورة الصناعية الرابعة، أـهمية التعاون الدولي والإقليمي والتعاون بين مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، كما تم التطرق للأطر التشريعية لمنع الجريمة الإلكترونية والعوائد والأرباح المتوقعة من توفير مقومات الأمن السيبراني.
صائدو الثغرات
وعلى هامش أعمال المؤتمر تم الإعلان عن نتائـج المســابقة العربيــة للأمن السيبرانـــي (صائــدو الثغرات الأمنية) في نسختها الثالـثة، والتي تم تصميمها من قبل المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني بالسلطنة، برعـاية من شركـة "إرنست وينـج" وبشراكة استراتيجية مع شركــة سايلنســك Silensec، بهدف إيجاد الكفاءات الأمنية السيبرانـية وتطوير المهارات والمواهـب في الدول العربيـة في مجال الأمن السيبرانــي، ولتهـيئة الجيــل القادم من المتخصـصيــن في مجال أمن المعلومات، وتعزيزهم للمنافســة على المستويات الإقليمية والعالمية، حيث تميزت نسخة هذا العام من المسـابقــة باستهدافـها الهواة الشباب من الفئة العمريــة (24-17) والمتخصصـين من الفئة العمرية (24 فما فوق) من الذين لديهم مهارات اكتشاف الثغرات الأمنية المعلوماتية وإيجاد أفضل الحلول لسد تلك الثغرات. واستهدفت المسـابقــة 383 من المتخصصين والطلاب والمهتمين بالأمن السيبراني من 8 دول عربية، وهـي: الجمهورية التونسية، جمهورية السودان، سلطنة عُمان، دولة فلسطـين، دولة الكويت، الجمهورية اللبنانية، دولة ليبيا، وجمهورية مصـر العربيـة، وقد تأهل 30 مشاركـاً للتنافس في المرحلة النهائـية من المسـابقـة والتي أقيمت في شهـر سبتمبر الماضـي، للتصدي لسلسلة من التحديات في مجالات: القرصنة الأخلاقية، حماية نظم البنى الأساسية، تحليل البرمجيات الخبيثة وتحليل الأدلة الرقمية.
يجدر بالذكر أن يوم غدا الثلاثاء 29 أكتوبر سيتضمن عقد ندوة خاصة بمنظمة "فيرست" وكذلك عقد اللقاء السنوي الحادي عشر لمراكز الأمن السيبراني لمنظمة التعاون الإسلامي، وفي اليومين الأخيرين لفعاليات هذا الأسبوع من 30 إلى 31 أكتوبر 2019 سيتم عقد النسخة السابعة للتمرين الإقليمي لتقييم الجاهزية للاستجابة للطوارئ المعلوماتية (Cyber Drill).