العرسان المقبلون..شورى عمان

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٧/أكتوبر/٢٠١٩ ١١:٥٩ ص
العرسان المقبلون..شورى عمان

محمد الراسبي

عندما يتقدم المئات من الخطاب لكسب العروس المصانة ذات القدر المثالي والمقام العالي حينها يكون محظوظا من يظفر بها ..الجميع يسأل ..من هم المتوجون ؟..بل من هم المحظوظون؟.إنه يوم التصويت عندما الكل يحضر نفسه ليكون أفضل المتقدمين ومن خلفهم من يبذل جهده ليل نهار بتجهيزهم كعرسان - مترشحين- , يتم إلباسهم افضل الحلل لدخول

المسابقة وإظهارهم بأبهى الصور, وأرفع المقامات والرسم في الأذهان بأنهم الأفضل على الإطلاق, بعد ان اقتنعوا بهم او جاملوهم والهدف كله في سبيل كسب ود وخطبة عضوية الشورى والتي لاتقدر بثمن كونها احد النفائس الوطنية والتي يتصارع عليها المتنافسون – العرسان - ليلا نهارا سرا وعلانية إيجابا وسلبا لتكون قرينتهم لمدة اربع سنوات.

محظوظ بل يتشرف من يظفر بتلك الجوهرة النفيسة ذات القيمة الوطنية , كون ان هناك المئات من تقدموا ولن يظفر بها إلا العشرات من بين المتقدمين للدخول في القفص الذهبي الشوروي لمدة 4 سنوات.

عندما يتجلى لها- اي قبة الشورى- ولغيرها ان بعض المعاريس ليسوا كما صورهم مسوقو حملاتهم وليسوا أكفاء لها عكس ما اظهروه للجميع قبل الترشح ووقت التودد وخلفهم من يدعمهم ويدفعونهم دفعا ليكونوا في المقدمة من خلال ما تم عرضه وتسطيره بأنهم الأحق بتتويجهم كعرسان للشورى.

يتضح ذلك بعد فسخ عباءة المثالية الوهمية بأن المعرس غير مؤهل وما دخوله إلا لى لمصالحه الذاتية ومن حوله وليس حبا وشغفا او متمكنا في ان تكون اطروحاته واقعية ووطنية او لها مردود مجتمعي ..إنها الإطروحة الوهميه والفارس غير الكفؤ .

تمر الأربع سنوات -العجاف- تحت قبة واحدة دون تأثير يذكر او مساهمة تعتبرعلى عكس المستحقين والمؤهلين منهم ممن ثبتوا وجودهم كخامات ومعادن نفيسة خادمين لمجتمعهم ومطورين لمجلسهم ومساهمين في سياسة وطنهم غير متنمرين او عاجزين, فاستحقوا البقاء بذات العلاقة وإعادة انتخابهم لإستمرارهم مع عائلتهم البرلمانية لإنجاب افضل بواكير العمل الوطني والمجتمعي .

بعد تتويج المستحقين تصويتا- حتى يثبتون جدارتهم -، هناك في الجانب الأخر ممن لم يوفقوا ويتوجوا او يؤهلوا في هذه الزفة الوطنية رغم جدهم وإجتهادهم فنجدهم يضربون اخماسا في أسداس وأسئلة تدور في اذهانهم لماذا لم نفز..برغم توقع الفوز؟ !! وقد يكيلون لمنافسيهم ومن صوتوا لهم هجوما في غير محله متناسين ان هذه منافسة وطنية فيها رابح وخاسر.. هكذا هي طبيعة الإنتخابات , ليس هناك مثالية ولا نتوقع النزاهة الكاملة فيها سواء شورى او بلدي اونقابي ورياضي وغيرها من الإنتخابات كما هي في كل العالم برغم نزاهة اللجان والقائمين عليها.

من لم يتوجوا عليهم ان يتقبلوا الخسارة بكل روح وطنية لأنها واقع لامحالة وما عليهم إلا ان يبادروا ويتوجهوا مباشرة من خلال منصاتهم الخاصه وتهنئة منافسيهم والمباركة لهم بل يشدوا على ايديهم ويشجعوهم ان يمضوا قدما لخدمة الوطن والمواطن -هنا يتوقف الكلام- هذه هي روح المنافسة قبل وبعد التصويت منافسة وخسارة وفوز وبعدها عمل جماعي من اجل عمان ومن يعيش عليها.