يوم الأرض في فلسطين!

الحدث الخميس ٣١/مارس/٢٠١٦ ١٥:٥١ م
يوم الأرض في فلسطين!

أحيا الفلسطينيون أمس الذكرى الأربعين ليوم الأرض، وقد أصيب عدد منهم بحالات اختناق إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية انطلقت من محافظة رام الله والبيرة باتجاه بوابة معسكر «عوفر» غرب مدينة رام الله.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن جنود الاحتلال أطلقوا القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع تجاه المشاركين في المسيرة السلمية، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات اختناق.
وتظاهر المئات في مناطق متفرقة قرب حدود قطاع غزة مع إسرائيل ضمن فعاليات إحياء الذكرى، واحتشد المئات على أطراف بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة لغرس أشتال الزيتون وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية ولافتات تؤكد على التمسك بهدف تحرير الأرض وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ودعا النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي عن حركة «حماس» أحمد بحر خلال الفعالية التي حضرها ممثلو عدة فصائل فلسطينية، إلى تحقيق الوحدة الوطنية لتعزيز الموقف الفلسطيني.
وأكد بحر على دعم المجلس التشريعي لمحادثات حركتي فتح وحماس الأخيرة في قطر ضمن مسعى تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس «تبني برنامج المقاومة والحفاظ على الثوابت».
وشدد بحر على استمرار «نضال الشعب الفلسطيني وتمسكه بمقاومته بكافة الأشكال حتى كنس الاحتلال عن أرضه»، داعيا إلى دعم عربي وإسلامي للفلسطينيين.
كما أكد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» زكريا الأغا خلال الفعالية على تمسك الفلسطينيين بحقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة على الحدود التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. وجرى تنظيم عدة تظاهرات في مناطق أخرى على الأطراف الحدودية لقطاع غزة لنفس المناسبة.
وكان إعلان إسرائيل مصادرة 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب في 30 مارس عام 1976 أدى إلى مظاهرات عارمة في صفوف الفلسطينيين داخل إسرائيل مما أدى إلى مقتل ستة منهم بالرصاص الإسرائيلي.
وأطلق الفلسطينيون على ذلك اليوم (يوم الأرض) وبات تقليدا سنويا لتأكيد التمسك الفلسطيني باستمرار السعي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وبهذه المناسبة دشن عدد من الفنانين التشكيليين الشبان في مدينة غزة جدارية بلغ طولها 2300 متر بحسب القائمين على الفعالية في مسعى لدخول موسوعة «جينس» للأرقام القياسية. ورمزت الرسومات التي تضمنتها الجدارية وتم تجهيزها في ساحة عامة، إلى مناهضة الاحتلال الإسرائيلي وذكرى النكبة الفلسطينية وآمال الشعب الفلسطيني في التحرر.
وأحيا الآلاف من الفلسطينيين داخل إسرائيل (عرب 48) الذكرى، بتنظيم مسيرات، وفعاليات.
ووضع رئيس «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية»، محمد بركة، ورؤساء بلديات ومجالس محلية، وأعضاء كنيست من القائمة العربية المشتركة، وقيادات حزبية وشعبية، ومواطنين أكاليل من الزهور عند النصب التذكاري لـ«يوم الأرض»، في مدينة سخنين (شمال). وقال بركة : إننا نقف هنا عند النصب التذكاري في سخنين، في حضرة شهداء يوم الأرض.
وكان الإضراب الشامل عم العديد من المدن والبلدات العربية في داخل إسرائيل صباح امس، استجابة لنداء لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية داخل الخط الأخضر، بمناسبة ذكرى «يوم الأرض». وقال بركة، إن «التجاوب مع الإضراب العام في الذكرى الأربعين ليوم الأرض الخالد جيد».
واشتمل الإضراب في المدن العربية، على إغلاق المدارس أبوابها، وكذلك المحال التجارية، وتوقفت حركة المواصلات العامة. وترافق مع الإضراب العام سلسلة نشاطات، منها «مسيرات نحو مقابر الشهداء، ومهرجان مركزي في قرية أم الحيران، في النقب (جنوب)، إضافة إلى مسيرة ومهرجان مركزي في مدينة عرابة (شمال)»، بحسب بيان «لجنة المتابعة العربية».
في السياق، دعت جامعة الدول العربية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في الضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها العسكري والاستيطاني للأراضي الفلسطينية المحتلة، والتوقف عن ممارساتها التي تدمر الجهود السلمية المبذولة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، محذرة من خطورة فرض سياسة الأمر الواقع على الأرض، مما يهدد السلم والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأكدت الجامعة العربية، في بيان أصدره قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة امس، بمناسبة «يوم الأرض»، أنه لا سلام دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس.
ولفتت الجامعة العربية إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومنذ عام 1948 وفي سياق ممارساتها العنصرية المتمثلة بمصادرة مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية، دمرت حوالي 418 قرية عربية بما فيها من مساكن ومساجد وكنائس ومعالم تاريخية تدميراً كاملاً، ومنعت أهلها من العودة إليها، وما زال أهلها الذين يبلغ تعدادهم أكثر من ثلاثمائة ألف نسمة لاجئين في بلادهم داخل الأراضي المحتلة عام 1948.
وشددت الجامعة العربية على أن «يوم الأرض» سيبقى يوما وطنيا يحييه الشعب الفلسطيني كل عام في ذكراه تعبيراً عن تمسكه بأرضه واستعداده لتقديم التضحيات دفاعاً عنها، وفي مواجهة المشروع الإسرائيلي القائم على السيطرة على الأرض الفلسطينية وتهويدها، والتنكر لحقوقه المشروعة والتي أكدتها المواثيق والقوانين الدولية، مناضلاً من أجل هذه الحقوق في وجه السياسات والممارسات العنصرية الإسرائيلية وأهدافها.
وأشارت الجامعة العربية إلى أن هذه المناسبة تأتي في وقت يتزايد فيه النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، فضلاً عن الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، وعملية التطهير العرقي الجارية في القدس وفصلها عن بقية أراضي الضفة الغربية المحتلة، واستمرار الحفريات تحت المسجد الأقصى.
وأضافت أن تلك المناسبة تأتي في وقت تشتد فيه حملات المصادرة والاقتلاع وهدم البيوت التي تصعدها الحكومة الإسرائيلية ضد الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل والتي تترافق مع تزايد التشريعات العنصرية المعادية لهم.
ووجهت تحية إعزاز للنضال البطولي للشعب الفلسطيني في كل مكان لتمسكه بأرضه وتشبثه بها، وما قدمه من تضحيات جسام وشهداء وجرحى وأسرى في سبيل وطنه وأرضه دفاعاً عن حقوقه المشروعة وهويته الراسخة.
وطالبت المجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية ذات الصلة بكشف الممارسات العنصرية للحكومة الإسرائيلية، واستهدافها للهوية والأرض والحقوق التي كفلتها المواثيق الدولية لأبناء الشعب الفلسطيني عام 1948 والتضامن مع نضالهم المشروع.