التوتر يضرب طرابلس.. رئيس حكومة الوفاق يصل العاصمة.. والسلطات المحلية تطالبه بالمغادرة

الحدث الخميس ٣١/مارس/٢٠١٦ ١٣:٢٠ م
التوتر يضرب طرابلس.. رئيس حكومة الوفاق يصل العاصمة.. والسلطات المحلية تطالبه بالمغادرة

أثار وصول رئيس حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأمم المتحدة فايز السراج إلى طرابلس بشكل مفاجئ الأربعاء 30 مارس/ آذار 2016 يرافقه عددٌ من أعضاء المجلس الرئاسي الليبي حالة من التوتر الأمني فيما دعته السلطات المحلية المعارضة إلى المغادرة.

وسمعت أصوات إطلاق النار والقذائف المدفعية في عدة أنحاء من العاصمة الليبية منذ ساعات المساء الأولى، حيث تعم حالة من الهلع وخلو الطرقات التي عمد مسلحون إلى إغلاق بعضها بوجه السكان الذين هرعوا للعودة إلى منازلهم.

مخاوف من اشتباكات

ولم يعرف على الفور مصدر وسبب إطلاق النار، في حين يثير وصول السراج المخاوف من اشتباكات مسلحة في طرابلس بين السلطات المحلية التي يساندها تحالف جماعات مسلحة تسمى "فجر ليبيا"، والجهات المؤيدة لحكومة الوفاق.

ويشهد تحالف "فجر ليبيا" انقساماً حول الاتفاق، إذ أكدت مصادر مقربة من "فجر ليبيا" لـ"هافينغتون بوست عربي" أن صلاح بادي وهو أبرز قائد عسكري في تحالف فجر ليبيا يرفض الاتفاق ويعارض حكومة الوفاق، وأشارت المصادر ذاتها إلى أن كتائب صلاح بادي أغلقت عدة شوارع رئيسية، احتجاجاً على وصول حكومة الوفاق لعدة ساعات ثم انسحبت بعد ذلك.

على متن زورق ليبي

وكان السراج الذي يترأس حكومة الوفاق والمجلس الرئاسي الذي يضم تسعة أعضاء يمثلون مناطق ليبية مختلفة، وصل إلى قاعدة طرابلس البحرية بشكل مفاجئ ظهر اليوم قادماً على متن زورق تابع للبحرية الليبية من مدينة صفاقس التونسية.

وقال السراج في بيان صحافي تلاه في القاعدة البحرية أمام مجموعة من الصحافيين "بحفظ الله وسلامته، وصل رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ظهر اليوم إلى عاصمتنا الحبيبة طرابلس، كانت الرحلة التي انطلقت ليل أمس من ميناء صفاقس على متن أحد الزوارق التابعة للبحرية الليبية".

وأضاف وإلى جانبه ستة من أعضاء المجلس الرئاسي "إننا في هذه اللحظة التاريخية المباركة بإذن الله نعلن لأبناء شعبنا الكريم مباشرة حكومة الوفاق الوطني لمهامها من العاصمة طرابلس، وكذلك بدء مرحلة جديدة من الحوار والتواصل الداخلي".

وتابع السراج إن "حكومة الوفاق تعلن وصولها إلى العاصمة طرابلس بطريقة آمنة، كنا حريصين على ألّا تراق فيها قطرة دم واحدة".

وقالت المصادر إن المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الوطني اتخذ من القاعدة البحرية في طرابلس مقراً له، وأنه قد تم تخصيص 5 فرق عسكرية من جيش طرابلس يدعمون الاتفاق و500 شرطي دربوا في دول إقليمية لحماية مقر المجلس الرئاسي.

معارضون لحكومة الوفاق

وإلى جانب القيادي الميداني صلاح بادي الرافض لحكومة الوفاق، دعا خليفة الغويل، رئيس حكومة طرابلس غير المعترف بها دولياً، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج إلى مغادرة العاصمة الليبية معتبراً حكومة السراج لا تمثل جموع الليبيين.

وقال الغويل في بيان تلاه عبر التلفزيون "على المتسللين غير الشرعيين أن يسلموا أنفسهم أو أن يعودوا من حيث أتوا"، مضيفاً "دخولكم غير شرعي تتحملون نتائجه الشرعية والأخلاقية والقانونية".

ويعارض الاتفاق أيضاً رئيس المؤتمر الوطني نوري أبو سهمين الذي يعتبر الحكومة وصاية دولية وغير حائزة على توافق جميع الليبيين.

فيما وصف النائب الأول لرئيس المؤتمر عوض عبد الصادق ما يجرى بأنه انقلاب على الشرعية ومبادئ ثورة فبراير التي أطاحت بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي منذ 5 سنوات.

وقال في تصريح لقناة النبأ الفضائية "نحن في حل من أي التزامات تترتب على دخول ما يسمى بالمجلس الرئاسي".

وتابع "دخلوا بطريقة غير شرعية وغير رسمية للأراضي الليبية، دخلوا خلسة بترتيب مع بعض العسكر وبعض الخونة لإدخال البلاد في نفق مظلم".

من ناحية أخرى قامت قوات داعمة لحكومة الوفاق الوطني تدعى "النواصي وهيثم التاجوري" باقتحام مقر قناة النبأ الفضائية واحتجاز كوادرها، ثم أجبرت العاملين فيها على كتابة شريط عاجل يفيد بإغلاق القناة ووصفها بقناة الفتنة.

وقال صحافي في "النبأ" لوكالة الصحافة الفرنسية "جاءت جماعة تضم مسلحين بثياب مدنية وآخرين بثياب عسكرية، دخلوا مقر القناة (في وسط طرابلس) وجمعوا الموظفين في غرفة وقالوا لهم أن عملهم فيها انتهى".