ليكن الاحتفاء بيومها إنجازا

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٣/أكتوبر/٢٠١٩ ١١:٥٢ ص
ليكن الاحتفاء بيومها إنجازا

علي المطاعني

عندما تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بتخصيص يوم السابع عشر من أكتوبر من كل عام يوما للمرأة العُمانية، فذلك كانت تتويجا للإهتمام السامي الذي تحظي به ومن أعلى المستويات، وتأكيدا على أنها نالت حقوقها بل وسبقت نظيراتها في الدول العربية التي مازالت تتلمس بعض حقوقها بين شعاب الحياة.

ان رد الجميل بالأجمل منه من قبل الحركات النسائية العُمانية والجهات الحكومية المختصة ذا أهمية في أن لا تكون هذه الإحتفاءات شكلية تكرس للتكريم وإبراز بعض النجاحات المعتادة والمكررة، الإحتفاء والإحتفال لن يكون كذلك إن لم يقترن ببرامج توعوية واسعة النطاق بالقضايا الإجتماعية التي تخص المرأة العُمانية، بحيث تركز وتسلط الضؤ كل عام على قضية إجتماعية بعينها تمس المجتمع وتكون المرأة طرفا اساسيا فيها كقضايا الطلاق والعنوسة والأمومة والعمل وحقوق المرأة الإجتماعية كالأحوال الشخصية وغيرها من القضايا التي تحتاج إلى توعية تتبناها المرأة العُمانية عبر الجمعيات والجهات المختصة لإعطاءها إهتماما يتواكب مع حجمها وتاثيراتها على المجتمع عبر حملات وبرامج توعية وندوات ومناقشات للأطر والتشريعات التي تتعلق بالمرأة وحقوقها وواجباتها، على ذلك لابد أن يكون الإحتفال بيوم المرأة تتويجا لنجاحات عملية وميدانية تحققت على الأرض وإنطلاقا للبت في شأن قضايا أخرى سيتم الإحتفاء بتحقيق النجاح فيها في العام القادم بحول الله وهكذا دواليك.

بلاشك أن الإهتمام السامي بالمرأة أسهم في بلورة إدراكا مجتمعيا إيجابيا بحقوقها، إلا أن هناك بعض النواقص في الفهم الإجتماعي لهذه الحقوق، فما زالت بعضهن يكابدن من بعض الممارسات الخاطئة من قبل الرجل ومن النظرة القاصرة من بعض شرائح المجتمع، كما أن هناك بعض القوانين والتشريعات تحتاج لتعديل أو إعادة صياغة، وبالتالي لابد من أن تتناول الإحتفالات تلك الجوانب بالتحليل والتمحيص وصولا للصيغ المرضية.

هناك بالفعل الكثير من القضايا الإجتماعية تحتاج لتسليط الأضواء عليها كقضية غلاء المهور وزيادة طلبات الأعراس والمغالاة فيها، والتفكك الأسري، وقضايا العنوسة وتأخر سن الزواج خاصة في ظل الظروف الاقتصادية المعروفة، وإيضاح دور الجهات المختصة وذات العلاقة، ومن بعد ذلك يأت تكريم من أسهمن بفاعلية في إيجاد الحلول الناجعة لتلك الهموم والمنغصات.

فالإحتفاء بهذا اليوم يجب أن يكون له برامجه وخططه المعدة بعناية والتي تسهم كنتيجة في إضفاء قيمة مضافة عالية على هذا اليوم، ليقال بعدها بأنها حققت خطوات نوعية في معالجة قضية ما أو التوعية بها على الاقل كجزء من الإستحقاقات واجبة السداد لها.
أن نمط الإحتفاءات عبر الشكليات والهاشتاقات بوسائل التواصل الإجتماعية وبث صور ومقاطع الفيديو وغيرها نراها كشعارات لاتسمن ولا تغني عن جوع، بل نحسب ذلك متاجرة بقضيتها وليس تصديا مسؤولا لها.

نامل أن يكون الإحتفال بيوم المرأة مناسبة لنعطيها كامل حقها وفي الإهتمام بطرح قضاياها بنحو موضوعي وعلمي وتمهيد الطريق أمامها لتؤدي دورها في خدمة وطنها كما ينبغي..