فنانة إيرانية لـ"الشبيبة": الثقافة العمانية والإيرانية منبعها "ثقافة الدين الإسلامي"

مزاج الاثنين ٢١/أكتوبر/٢٠١٩ ١٢:٤١ م
فنانة إيرانية لـ"الشبيبة": الثقافة العمانية والإيرانية منبعها "ثقافة الدين الإسلامي"

مسقط - خالد عرابي

يختتم مساء اليوم الاثنين معرض الفن التشكيلي: « نقش وشعور « الذي يعتمد على الفن التقليدي الإيراني «المينياتور» للفنانة فاطمة رحمة الله المالكي والذي أفتتح في الـ 15 من أكتوبر الجاري بحضور السفير الإيراني المعتمد لدى السلطنة سعادة نوري شاهرودي، ويستمر حتی مساء اليوم بالأوبرا جالاريا بدار الأوبرا السلطانية مسقط، بتنظيم من السفارة الإيرانية المعتمدة لدى السلطنة بالتعاون مع مؤسسة «أراضي الخليج الرائدة».

"الشبيبة" التقت الفنانة فاطمة المالكي في لقاء حصري تحدثت خلاله عن المعرض، قائلة: "فكرة المعرض تقوم على محاولتها إظهار مدى التشابة والمزج الثقافي والتراثي والفني ما بين الثقافة العمانية والإيرانية خاصة وأن كلاهما منبعها ثقافة الدين الإسلامي.

وأشارت إلى أن الفنون بصفة عامة والتشكيلي كواحد منها تمثل جسر للربط ما بين الثقافة ولذلك فإن المعرض المكون من 16 لوحة فنية جميعها معتمدة على فن «المينياتور» وهو الفن التقليدي التراثي الإيراني، وحاولت من خلالها أن تعكس بعض جوانب الثقافة وبعض القصص التراثيـــــة الإسلامية الإيرانية الشهيرة بحيث أن كل لوحة فنية تشكيلية ليست بمجرد لوحة فقط، بل هي تحكي قصة شهيرة ومنها على سبيل المثال لوحات وقصص: سيدنا يوسف عليه السلام وزليخــــة، وعمر الخيام، وشيرين وخسرو، ومجنون ليلى، وغيرها.. أما أبرز لوحتين وقد نالتا جل الإعجاب فهما لوحتان لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وتعدان من اللوحات الفريدة وذلك لكونها لوحات لجلالة السلطان ومرسومة بفن المينياتور.

وبسؤالها عن فن «المينياتور» نفسه وتاريخه وماهيته قالت الفنانة المالكي: هو فن تشكيلي إيراني تقليدي قديم يعود إلى أكثر من 1200 عام، أي إلى ما بعد دخول الإسلام إيران وهو يعتمد على نقوشات فنية دقيقة جدا ولذا فهو يحتاج إلى نوع معين من الفرشاة الدقيقة جدا كما يمكن رسمه على أي نوع من المواد مثل القماش وكذلك الورق ولكن يستخدم ألوان المياه. كما يحتاج إلى وقت أطول في الرسم من غيره حيث تكون لوحاته فيها الكثير من التفاصيل التي تحتاج إلى الدقة المتناهية.. وأشارت إلى أن هذا النوع من الفن لديه الكثير من التفاصيل ويعود إلى ما يعتقده الفنان، ومثلا نحن في الإسلام ليس لدينا ما يخفى ومثلا نستطيع أن نرى الأشياء واصحة حيث أن الإسلام واضح وبالتالي الثقافة الإسلامية.

وقالت: المينياتور كلمة مشتقة من مصطلح مينيوم الروميه التي وصلت إليهم من أسبانيا، لونه أرجواني فاتح ويستعمل في تذهيب الكتاب وعلي الرغم من أن فن الرسم لدي الإيرانيين قديم ويعود إلى ما قبل الميلاد بآلاف السنين حيث رسوم الصيد والانسان والحيوان المكتشفه في لورستان إلا أن بدا المينياتور بمعناه الدقيق كان في العهد الساساني، ويعتقد المؤرخون والمحقـقون بأن شخصا بأسم غياث الدين قد نقل فن المينياتور من الصين إلى إيران، أما في إيران فـقد وصل هذا الفن إلى تكامله ليصبح أفضل وأكمل وأجمل من المينياتور الصيني. لقد قام الفنانون الإيرانيون بتغيير الألوان والنحوت الصينيه تبعا لذوقهم وفنهم، وباختيار أصفهان عاصمة وبتشجيع الفنانين تطور هذا الفن ليصل إلى القمه ولتصبح أعمال الفنانين الأصفهانين في هذا الصدد زينة للمتاحف العالميه إذ أن العصر الصفوي كان فصلا جديدا لتطور فن المينياتور الإيراني فظهر فنانون كبار في ذلك العصر مثل رضا عباسي – محمد زمان – محمد قاسم المعروف بسراجاي نقاش ومحمد يوسف المصور وقد بقي هذا الفن في إيران حتي ظهر خلال القرن الأخير فنانون كبار بفن المينياتور مثل كمال الملك المعروف، الأستاذ فرشجيان، جزي زاده وتجويد وغيرهم ..

وأضافت: هذا الفن ما زال ينال الكثير من الاهتمام ينمو وهناك انتشار له في إيران خاصة في السجاد واللوحات ولذا استمريت فيه وما زلت أحرص عليه. وقد شاركت في عدد من المعارض منها الجماعية مع مجموعة من الفنانين كمعارض مشتركة، كما أنني أقمت ثلاثة معارض شخصية في إيران، وكذلك سافرت للمشاركة في العديد من المعارض الخارجية و منها في تركيا.

المعرض الأول
وقالت المالكي أنها أحبت عمان ولذا فهي تقيم في السلطنة منذ ثلاث سنوات، ولكن هذا هو المعرض الأول لها بالسلطنة بل وهو الأول من نوعه في السلطنة حيث يعتمد على فن المنياتور، وقد أرادت من خلاله أن تقدم الثقافة والتراث الإيراني وخاصة التقليدية وكذلك إبراز الثقافة المشتركة بين إيران وعمان حيث لدينا الكثير من الثقافة والتراث المشترك.. وأشارت إلى أن تلك اللوحات تم رسمها في السلطنة خلال تلك الفترة التي أمضتها في السلطنة.. أما عن الفترة التي تأخذها اللوحة الواحدة فقالت: بأنها تعتمد أولا على حجم اللوحة وكذلك الفترة التي تخصص للعمل عليها يوميا حيث أن الفن مرتبط بالمود أو الحالة والرغبة في الرسم وبالطبع قد لا يستطيع الفنان تخصيص وقت كبير للعمل بانتظام يوميا مثل بعص الأعمال الأخرى كما أن في بعض الأحيان قد يعمل فيستمر في المرسم لمدة عشر أو حتى 15 ساعة متواصلة ولكن بصفة عامة فإن لوحة مثل لوحة جلالة السلطان أخذت حولي ثلاثة شهور حتى اكتملت وذلك لأنها لوحة مهمة حيث تتخذ أهميتها من كونها صورة جلالة السلطان وبالتالي تحتاج إلى دقة عالية جدا. وعن نفسها كفنانة قالت: درست الفنون وهذا النوع من الفنون في طهران وبدأت العمل في هذا الفن ولدى أكثر من 13 سنة من الخبرة فيه وبدأت العمل فيه مباشرة.. وقالت فاطمة المالكي: أنني سعيدة بإقامة معرضي هذا الذي يأتي كلقاء شيق في تبادل الثقافات بين البلدين الصديقين، كما اتمنى أن أقيم مستقبلا عدد من المعارض الأخرى التي تعكس جوانب ثقافية و تراثية أخرى حول التقارب و العلاقات بين البلدين، حيث أنه بين البلدين كثير من القواسم المشتركة و على الثقافة و خاصة الفنون أن تكشف عن ذلك وتبرزه.