علي بن راشد المطاعني
تتعدد وسائل الدعاية الإنتخابية للمترشحين لعضوية مجلس الشورى في ولايات السلطنة وفق خطط المترشحين واساليبهم في إستمالة الناخبين للتصويت لهم في الدورة التاسعة لإنتخابات مجلس الشورى ووفق ما حددته اللوائح التنظيمية للدعاية الإنتخابية، إلا أن أسلوب الإتصال المباشر سيبقى هو الأهم لشرائح واسعة من المجتمع من خلال اللقاءات الإنتخابية والشخصية والإتصالات والتكتلات الإجتماعية وغيرها التي تلعب دورا كبيرا في توجيه الناخبين إلى مرشح دون آخر، وهو أمر يتعين على بعض الكفاءات المترشحة إدراكه كحقيقة ميدانية للإنطلاق منها أو إتخاذها كأساس لحملاتهم الإنتخابية ويمكن من خلالها تقديم الشرح للناخبين والبوح لهم بما لم يستطيعوا الإفصاح عنه في الوسائل العامة كلوحات الشوارع أو التغريدات في وسائل التواصل الإجتماعية وغيرها.
بلاشك أن للدعاية الانتخابية أهميتها وجدواها ووفقا لما تحددة الجهات المختصة، إلا أن فعالية هذه الوسائل لازالت سطحية في المجتمع العُماني، ولا يمكن الإعتماد عليها بنحو كلي وذلك للعديد من الأمور، منها وبدءا أن الناخبين يرغبون في علاقة مباشرة مع المترشح أو لنقل لقاء وجه إزاء وجه، ورغم أن هذا الأسلوب غير عملي ومرهق بالنسبة للمترشحين وللناخبين على حد سواء، إلا أنه لا يزال على الأرض هو الفيصل في جذب الناخبين واخذ تعهداتهم بالانتخاب هذا المترشح او ذاك، والأمر بالطبع يحتاج لوقت لتتلاشى فيه هذه القناعات، وذلك من خلال إستتباب الوعي لدى شرائح واسعة في المجتمع، فهذه الطريقة المتبعة يمكن وصفها بالإستجداء في طلب الأصوات للآسف، ولا يتعين بالتالي أن تستمر إلى مالانهاية.
ان محدودية الدعاية الإنتخابية العامة وتحجيمها بشكل كبير تأتي في اللائحة التنظيمية للإنتخابات وفق ما أشارت إليه المواد 43,44,45 التي حدت نوعا من التأثير على الناخبين بواسطة الوسائل الإعلامية العامة وقننت على المترشح من زاوية الإعلان عن برامجه الإنتخابية وإقتصرت على جوانب معينة في تعريف المترشح بنفسه عن نفسه، وهي بالطبع ستضيف عبئا على المترشحين في الإعلان عن أنفسهم، وتتيح الإتصالات المباشرة أن تلعب دورها في التأثير على الناخبين عبر العزف على الإعتبارات الشخصية والقبلية وغيرها من المنطلقات التي يجب أن تختفي.
وبعد تسع دورات إنتخابية لابد من إضافة جرعة أخرى من ترياق الدعاية والإعلان ذات مفعول أقوى في إذابة التأثيرات الشخصية وقادرة على توجيه قناعات الناخبين للتركيز على السير الذاتية والبرامج الانتخابية وبغض النظر عن من هو صاحبها لتكون هي وحدها الفيصل في دخول قبة المجلس.
بالطبع البعض يحاول أن يحدث فرقا أو تميزا في الدعاية الإنتخابية بطرق يراها مبتكرة عبر لقاءات إستثنائية وفق ما هو محدد في مثل هذه الجوانب، لكنها ليست كافية في إحداث التغيير المطلوب في الإنتقال بالحملات الانتخابية من التأثيرات الجانبية إلى التأثيرات العامة التي تدفع الناخب لصناديق الاقتراع مقتنعا بالمرشح وليس مجاملا له.
نأمل أن نطور الدعاية الإنتخابية في الفترات المقبلة وفقا للمتغيرات التي يشهدها المجتمع وإقرارا بجدوى التطوير المفترض في هذا الحقل، وكذلك مواكبة للمستجدات المجتمعية الراغبة في أحداث تغيير في أساليب الدعائية، فضلا عن تجاوز ما نشهده من التأثيرات الشخصية على الناخبين.