المهرجان المسرحي الخليجي يعلن نتائج مسابقته.. اليوم

مزاج الخميس ٣١/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٥٥ ص
المهرجان المسرحي الخليجي يعلن نتائج مسابقته.. اليوم

مسقط -
برعاية رئيس جامعة السلطان قابوس سعادة د.علي بن سعود البيماني تختتم اليـــوم فعاليـــات مهرجان المسرح الجامعي الرابع لجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلــــس التعاون لدول الخليج العربية وذلك بالقاعة الكبرى في مركز الجامعة الثقافي.

وقدمت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن صباح أمس عرضها المسرحي «فكرة» وذلك بقاعة المؤتمرات في الجامعة النص من تأليف بدر الحمداني وإخراج راشد الورثان. تدور أحداث المسرحية حول قرية مُنع فيها التفكير حتى صار أهلها لا يفكرون إلا في أكل الشعير، وتهاجم هذه القرية غربان زرق فتنهش جلودهم وتأكل منهم ولا يحمل أهل القرية أية أفكار لمواجهة خطر الغربان، إذ يُسمح لرجل واحد فقط بأن يفكر ولكــن أفكاره لم تنجح في قمع خطر الغربان. ويبدأ أهل القرية في محاولة التفكير بعدما يأس بعضهم من مفكر القرية، ولكن عقوبة القصاص هي مصيرهم لتجاوز قانون القرية في تحريم التفكير.

وبدأت المسرحية بمشهدٍ لحارسي القرية السعيدة وهما يراقبان الغربان التي قد تنقض على أهل القرية في أي وقت، وبعد اعتقادهم بزوال الخطر وذلك بظهور القمر يخرج أهل القرية من جحورهم فتهجم عليهم الغربان كعادتها مسببة لهم الأذى الكبير. ويليه مشهد لوصول أحد المسافرين إلى القرية السعيدة باحثًا عن السعادة، فيصادف حارسي القرية اللذين يقومان بتفتيشه بحثا عن أية ممنوعات بحوزته، إذ يبحثان عن أية أفكار يحملها معه، فلا يجدان معه شيئا مريبا ويسمحان له بدخول القرية.

وفي جلسة التعقيب على المسرحية قال رئيس قطاع الإنتاج الدرامي بهيئة الإذاعة والتلفزيون أحمد الأزكي: أعتقد بأن فرقة التمثيل في مسرحية «فكرة» قد ورطت نفسها باختيار هذا النص، إذ جاء هذا النص فوق طاقات هؤلاء الطلبة الذين حاولوا قدر الإمكان أن يصلوا بنا إلى مفهوم الفكرة التي يريد أن يطرحها الكاتب. والفكرة بهذا الموضوع يمكن أن نسقطها على أشياء كثيرة في حياتنا اليومية أبسطها الإعلام أو أصحاب القرار وقس على ذلك ما تشاء من أمور. وأنا أعلم أن نصوص زميلي الكاتب بدر الحمداني طويلة جدًّا وحواراته كثيرة جدًّا وأظن أن المخرج اشتغل على تقليص الكثير من الحوارات.

وفي مداخلتها قالت د.آمنة الربيع: أنا لا أفكر لكني موجود، هناك ثلاثة أقطاب في هذا النص وهي: قطب السلطة جسّدها العسكر، وقطب الخطاب الديني جسّده الشيخ، وقطب المجتمع وهم الفقراء والبسطاء في القرية السعيدة. كان العرض بسيطًا وواضحًا ومباشرًا. النص قدم كوميديا محسوبة إلى حد ما، وهناك فرق بين الكوميديا المبتذلة والكوميديا الساخرة الهادفة. وبخصوص النص فأنا أتفق مع ما تفضل به الأستاذ أحمد، لكن فيما يتعلق بلغة الإخراج المسرحي فالعرض حاول أن يصل بلغة سهلة وبسيطة ولكنها خالية من الفهم الدقيق للحركة على المسرح والانتقال من مشهد إلى آخر. المشهد الأخير دلل تماما على وقوع المخرج في لغة إخراجية لم تعد لها مفردات.
وقال راشد الورثان مخرج العمل: عندما نتحدث عن مسرح لطلبة فإننا نتحدث عن هواة وليس محترفين، فالمطلوب مني بوصفي مخرجا أن أتعامل مع هواة غير محترفين. النص صعب بالفعل ويحتاج إلى ممثلين ذوي خبرة في الأداء الإذاعي قبل المسرحي، وأنا قد فرض عليّ هذا النص. ولكن السؤال هنا هل استطاع هؤلاء الممثلون الهواة أن يوصلوا ولو جزءا من فكرة المخرج؟ والحركة في المسرح توحي بأن الشخصية في هذا النص هو شخص متلقٍ. وأنا لم أرد أن أكون ملقنا للطلبة في الحركة والأداء. ونحن كنا في حلقة عمل قبل هذا لكي نصل بهذا النص الثقيل الحجم من خلال المسرح الأسود والحركة البسيطة إلى الجمهور.
وقدم طلبة جامعة السلطان مساء أمس الأول عرضا مسرحيا بعنوان (الجحدول) وقد شهدت المسرحية حضورا جماهيريا كبيرا بالقاعة الكبرى وتناول هذا العرض المسرحي قصة حارة تكاد تكون الأحداث فيها معاكسة لما هو في الواقع فسكانها يستمتعون بالضرب والإهانة والألم أكثر، و(معسوف) هو الشخصية الرئيسية في هذا العرض وهو أحد أفراد هذه الحارة لكنه يحاول أن يصل إلى فردوسه الخاص وفردوسه هو «الجحدول» مالك هذه الحارة وقائدها، ويحاول (معسوف) أن يصل إليه لأجل تحقيق هدفه وبعد ذلك يفاجأ أن كل هذا الفردوس وكل هذه الآمال وكل هذه الأحلام للوصول إلى الفردوس، كذبة كبيرة وشائعة صدقها هو وأهل الحارة صنعها حراس الجحدول (هي رحلة للبحث عن الأمل المغلوط، رحلة عن ذلك الوهم الكاذب أو الوهم الخاطئ).
المسرحية من إخراج سامي البوصافي ومن تأليف الكاتب العماني بدر الحمداني، أما الممثلون فهم: أحمد المجرفي وزاهر الصارمي وسالم المعمري وسرور الخليلي وسليم الهاشمي وعبد الرحمن الشقصي وعمار المحروقي وعيسى البلوشي ومنتصر المسلمي وهيثم المسعودي إضافة إلى الممثلة تاج البلوشية.
ابتدأت المسرحية بخروج عدد من الممثلين يؤدون حركات غريبة ويقوم أحد الممثلين بالحديث عن قرية الجحدول التي يصفها بالجمال والهدوء، يلي ذلك دخول أحد الممثلين معبرا عن سعادته واغتباطه بعد تعرضه للضرب من قبل الجحدول الذي يصفه بوصف النعيم والجنة، ويخبر صديقه الذي يشعر بالغيرة مما حصل عليه من فضل وشرف بتعرضه للضرب من قبل الجحدول، وتتالى الأحداث بإصرار وبعد مواجهة حادة بينه وبين زوجته حول تقديم روحه للجحدول الذي سيغرقه في الجنان التي كان يحلم بها ويفتح له باب النعيم، ينطلق معسوف في رحلته للبحث عن فردوسه وخلال الرحلة يفقد زوجته وصديقه العزيز إذ يتغيران عليه ويبتعدان كل البعد عنه، يصل معسوف بعد عناء البحث إلى قصر الجحدول ويجده على غير الذي كان يتوقع، رجلا نحيلا هرما يرمي كل من يبحث عن النعيم في مرحاض ويقذف بهم فيه! تخلل العرض المسرحي عدد من العروض الحركية وحركات العرض البطيء إضافة إلى الإضاءة، وبعض المشاهد الكوميدية.
وقال جلال بن عبد الكريم اللواتي من لجنة التعقيب: بحكم علاقتي الوطيدة ببدر الحمداني كمؤلف وبحكم علاقتي بسامي البوصافي كممثل أو كمخرج، جاء التحدي بالتعقيب على هذا العرض «الجحدول «، حقيقة اطلعت عليه قبل 12 سنة عندما كتب بدر في بداية تجربته الفنية في الكتابة كتب الجحدول وكان نصا مضطربا يأخذنا بالأفكار يمنة ويسرة، سأبدأ الدخول في النص، فالنص عموما تناول مفردات تركز على الثنائيات (ثنائية الألم والمتعة)، هنا تناقض غريب في المجتمع فالجزء الأول من النص يؤكد على هذه الثنائيات وفي الجزء الثاني يأتي بدر ويكون في ثنائية أخرى (الفردوس والمرحاض) وهذا ما شاهدناه في العرض، والحمداني جحدلنا كلنا مع جحدول لأنه جعلنا نطرح تساؤلات كثيرة وعميقة وبعيدة فــي كل الأشياء جعلت كلا منا يبحث عن جحدول ويفنده، وقد سألت بدر عن معنى كلمة جحدول؟! بعد أن عييت في البحث عن المعنى في قاموس اللغة فقال: الجحدول ربما تعني في بعض المعاجم الرجل السمين شديد السمنة، وفي بعض المعاجم تعني شيئا آخر ولكنني في هذا العمل لم أقصد بها شيئا آخر بل أردت أن يكون لكل فرد من الجمهور جحدول.