ستيف كونر- ترجمة: أحمد بدوي
يعتبر العلاج بالخلايا الجذعية واحدا من أكبر التطورات في علاج السرطان منذ عقود، والهدف الأساسي منه هو تحفيز دفاعات المناعة في الجسم لتحديد وتدمير الخلايا السرطانية مع ترك الخلايا السليمة دون المساس بها.
ويتبع العلماء أساليب مختلفة باستخدام الأجسام المضادة، وهي البروتينات التي ينتجها الجهاز المناعي لمهاجمة الفيروسات والبكتيريا التي تغزو الجسم، والخلايا التائية، وهي الجزء "الخلوي" للاستجابة المناعية التي تستهدف أيضا مسببات الأمراض داخل الدم والنظم اللمفاوية.
وقد اتضح بشكل متزايد أن الجهاز المناعي يقوم بشكل طبيعي بمهاجمة الخلايا السرطانية، والتي من المحتمل أن تنتج في كل وقت في الجسم، ولذا فالأساس المنطقي يقوم على تعزيز هذه العملية الكامنة في التخلص من الخلايا التي يحتمل أن تصبح سرطانية.
ولأن الجهاز المناعى يشبه آلة قتل قوية، كان من الضروري أن يكون خاضعا لسيطرة دقيقة من الجسم لمنع مهاجمته الخلايا السليمة. ويتم ذلك من خلال استخدام "نقاط تفتيش" أو جزيئات في بعض الخلايا المناعية التي يجب أن يتم تفعيلها أو تعطيلها لبدء الاستجابة المناعية.
وتعمل بعض عقاقير العلاج المناعي والتي تسمى المثبطات عند نقاط التفتيش تلك بكفاءة من خلال آلية تشبه إزالة الضغط على مكابح الخلايا المناعية بحيث يمكنها أن تهاجم الخلايا السرطانية. وأظهرت تجارب على أدوية مثل نيفولوماب وإيبيليموماب نتائج واعدة.
وثمة نهج آخر يتمثل في إشراك الخلايا التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، في استهداف الخلايا السرطانية. ومن بين الطرق المستخدمة في ذلك الحاق مستقبلات المستضد التي صممت للتعرف على خلايا سرطانية معينة مع الغشاء الخارجي للخلايا التائية ثم إعادتها مرة أخرى الى جسم المريض.
وهناك طريقة مشابهة تقوم على استخدام بروتين مستقبلات الخلايا التائية نفسها من خلال تعديله وراثيا لمهاجمة الخلايا السرطانية. ويعتقد أن ذلك يمكن أن يكون مفيدا بشكل خاص في علاج الأورام الصلبة، والمعروف أنها أكثر صعوبة في مكافحتها مقارنة بالأورام "السائلة" في الدم ونخاع العظام.
اندبندنت