الإدارة الذاتية الكردية تبحث عن موقع بديل لـ"مخيم" يضم 13 ألف شخص

الحدث الاثنين ١٤/أكتوبر/٢٠١٩ ١٣:٤٦ م
الإدارة الذاتية الكردية تبحث عن موقع بديل لـ"مخيم" يضم 13 ألف شخص

شمال الرقة-سوريا-أ ف ب

فرّ نحو مئة شخص من أفراد عائلات مقاتلي داعش امس الأاحد من مخيم للنازحين بعدما طاله قصف جراء الهجوم الذي تشنه تركيا والفصائل السورية الموالية لها في شمال شرق البلاد، وفق ما قال مسؤول لوكالة فرانس برس.

وأوضح المسؤول في المخيم لفرانس برس أن القصف وقع على الطريق الدولي بالقرب من القسم المخصص بعائلات التنظيم المتطرف في المخيم «ما أدى الى فلتان أمني وهروب أكثر من مئة شخص من نساء وأطفال من عائلات» عناصر التنظيم وبعض المدنيين الآخرين.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان فرار «نحو مئة شخص من نساء وأطفال من عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية»، مشيراً إلى أنهم أجانب من جنسيات مختلفة.

وبدأت القوات التركية وفصائل سورية موالية لها الأربعاء هجوماً واسعاً ضد المقاتلين الأكراد في المنطقة الحدودية. وتخوض اشتباكات عنيفة مع قوات سوريا الديموقراطية التي تحاول منع تقدمها في المنطقة الحدودية.

تحمل المسؤولية

وطال القصف التركي قرى وبلدات حدودية عدة، بينها عين عيسى الواقعة في شمال الرقة على نحو 30 كيلومتراً من الحدود.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس أن «هناك حالة من الفوضى في مخيم عين عيسى بعد انسحاب عناصر من قوى الأمن الداخلي الكردي منها،للمشاركة في القتال» ضد الهجوم التركي.

وقالت الإدارة الذاتية الكردية في بيان «أصبحت الهجمة العسكرية التي تقوم بها تركيا ومرتزقتها قريبة من مخيم عين عيسى الذي يضم الآلاف من عوائل داعش الذين تمكن بعضهم من الفرار فعلياً بعد القصف الذي طاله من المرتزقة».

ودعت المجتمع الدولي والتحالف الدولي بقيادة واشنطن إلى تحمل مسؤولياتهما و»التدخل السريع لمنع حدوث كارثة لن تقتصر آثارها على سوريا فقط».

وكانت الإدارة الذاتية أعلنت الجمعة أنها تبحث عن حل أو موقع بديل لمخيم عين عيسى الذي يضم 13 ألف شخص، بينهم 785 من عائلات مقاتلي التنظيم، بعدما طالته قذائف القوات التركية.

كما أخلت الإدارة الذاتية الجمعة مخيماً آخر يضم سبعة آلاف نازح، ويقع على بعد 12 كيلومتراً من الحدود التركية، للأسباب ذاتها. وكررت قوات سوريا الديموقراطية وعمودها الفقري المقاتلون الأكراد، مؤخراً خشيتها من أن ينعكس انصرافها إلى قتال القوات التركية سلباً على جهودها في حفظ أمن مراكز الاعتقال والمخيمات التي تضم مقاتلي التنظيم المتطرف وأفراد عائلاتهم.

ثلاث مخيمات

ويتوزع 12 ألف شخص من عائلات التنظيم المتطرف على ثلاث مخيمات تسيطر عليها القوات الكردية، هي مخيمات عين عيسى (شمال) وروج والهول (شمال شرق). ويقبع غالبية هؤلاء في مخيم الهول.

وأعلنت الأمم المتحدة الأحد أن هجوم تركيا الدامي على مواقع الأكراد في شمال شرق سوريا أجبر 130 ألف شخص على الفرار من منازلهم، مشيرة إلى أنها تتوقع بأن يرتفع هذا العدد أكثر من ثلاث مرّات.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركي في رسالة عبر البريد الإلكتروني لوكالة فرانس برس «انتقلنا إلى سيناريو الاستعداد لنزوح ما يقارب من 400 ألف شخص داخليًا في أنحاء المناطق المتأثرة» بالعملية التركية، مضيفًا أن هؤلاء سيكونون «بحاجة إلى المساعدة والحماية».

وأفادت الأمم المتحدة الجمعة أن نحو مئة ألف شخص أجبروا على مغادرة منازلهم منذ بدأت العملية العسكرية التركية الأربعاء، بعدما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب جنود بلاده بالانسحاب من المنطقة الحدودية. لكنها حذّرت لاحقًا من حالات نزوح جديدة من المناطق الريفية في محيط تل أبيض وراس العين مع إشارة التقديرات الأخيرة إلى أن العدد «تجاوز 130 ألف شخص». وأكدت الوكالة الدولية في آخر تقييم لها على أنه «لا يمكن التحقق من الأرقام الدقيقة».

واستقر كثير من النازحين عند أقاربهم أو لدى مجتمعات محلية مضيفة، لكن أعداداً متزايدة تصل إلى ملاجئ جماعية، بما فيها مدارس.

وحذّرت الأمم المتحدة من تأثير أي تصعيد إضافي في العملية التركية أو التحولات المفاجئة في الجهات المسيطرة على الأرض.

وأفادت «لا يزال القلق بالغا بشأن المخاطر التي تواجه آلاف النازحين الضعفاء بمن فيهم نساء وأطفال في مخيمات عدة» للنازحين.

ونوهت الأمم المتحدة كذلك إلى وجود تداعيات عدة أخرى للهجوم العسكري الذي يجري على عدة جبهات على الحدود بين سوريا وتركيا.

وأعربت كذلك عن قلقها على سلامة موظفي 113 منظمة إغاثة دولية وتابعة للأمم المتحدة في المنطقة، بينما خفضت عدد موظفيها الدوليين إلى 200 من 384.

احتدام المعارك

واحتدمت المعارك الأحد في شمال سوريا بين القوات الكردية من جهة والقوات التركية والمقاتلين السوريين الموالين لها من جهة أخرى، في المناطق الحدودية التي تسعى أنقرة للسيطرة عليها، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكرت وسائل إعلام تركية أن انقرة ترغب في السيطرة على شريط حدودي بطول مئة وعشرين كيلومتراً وبعمق حوالي ثلاثين كيلومتراً يضم المدن الممتدة من تل أبيض في محافظة الرقة (شمال) إلى رأس العين في محافظة الحسكة (شمال شرق).

وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس عن «اشتباكات عنيفة في بلدة سلوك» الواقعة في ريف الرقة حيث سيطرت القوات التركية والمقاتلون السوريون الموالون لها على «قطاعات» مشيرا إلى وقوع ضربات جوية استهدفت مناطق محيطة بها.

واكد مصدر عسكري من قوات سوريا الديموقراطية، وهو تحالف لفصائل عربية وكردية تسيطر على شمال وشمال شرق سوريا، لوكالة فرانس برس وقوع «اشتباكات عنيفة في بلدة سلوك». وأضاف «يحاول الاتراك السيطرة عليها لكن قواتنا تشتبك معهم».

دحر الكرد

وعلى جبهة ثانية، في رأس العين، قامت القوات الكردية بدحر القوات الكردية والمقاتلين الموالين لها، بحسب المرصد الذي أفاد عن «استمرار الاشتباكات على الأطراف الغربية لرأس العين».

واشار المرصد إلى مقتل أكثر من 17 مقاتلا من الفصائل الموالية لتركيا في رأس العين خلال الهجوم المعاكس لقوات سوريا الديموقراطية التي فقدت أربعة عناصر أيضا.

وافادت اخر حصيلة للمرصد عن مقتل 85 مقاتلا كرديا و378 مدنيا منذ الأربعاء خلال اعمال العنف.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية السبت سيطرتها على بلدة رأس العين، الأمر الذي نفته قوات سوريا الديموقراطية ومصادر أخرى، بينها المرصد.

وذكر المسؤول في القوات الكردية «تراجعت القوات التركية والفصائل الموالية لها من بعض المناطق التي تقدمت فيها».

وأشار مسؤول اخر للقوات متمركز في رأس العين إلى تراجع القوات التركية.

ولجأت قوات سوريا الديمقراطية لاستخدام «الانفاق» لمباغتة المهاجمين.

وأعلن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية مساء السبت «ان أعداداً متزايدة (من النازحين) ما زالوا يتوافدون على مراكز الإيواء»، والتقديرات تشير إلى ان عددهم تجاوز 130 الف شخص .

وتم ايواء النازحين في المدارس التي تم تحويلها إلى مأوى في المدن والبلدات التي بقت بمنأى نسبيا عن أعمال العنف، بحسب المنظمة الدولية.