مسقط – الشبيبة
يعتبر أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد الذي أظهرت استطلاعات رأي مساء أمس الأحد فوزه بالرئاسة في تونس متقدما بفارق كبير على منافسه نبيل القروي، رجل الصرامة و"النظافة" في نظر فئة واسعة من التونسيين، علما بأنه يقدم نفسه كمستقل، متبنيا بعض الأفكار المحافظة.
وأعلن التلفزيون التونسي في وقت متأخر من مساء أمس فوز المرشح المستقل قيس سعيد بالانتخابات، بعد حصوله على نسبة 76.9 %.
وذكرت قناة "DW" الألمانية أن سعيّد ولد في 22 فبراير 1958 في عائلة من الطبقة الاجتماعية الوسطى من أب موظف وأم ربة بيت، ودرس بالجامعة التونسية وتخرج فيها ليدرس فيها لاحقا القانون الدستوري قبل التقاعد بسنة.
حصل قيس على دبلوم في سن 28 عاما من الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري في تونس ثم باشر تدريس القانون في جامعة "سوسة" وأشرف لفترة وجيزة على قسم القانون العام لينتقل إثرها ومنذ العام 1999 إلى حدود 2018 إلى جامعة العلوم القانونية والسياسية في تونس العاصمة.
ولسعيّد بنتان وولد وهو متزوج من القاضية إشراف شبيل التي ظهرت لأول مرّة برفقته خلال الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية بشعرها القصيرة ونظارتها الشمسية.
ماذا يقال عنه؟
يعتبره طلابه شخصية تكرس حياتها لمهنتها وهي التدريس ويظهر في صورة الإنسان المستقيم والصارم ونادرا ما يبتسم. أطلقت عليه تسمية "روبوكوب" من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لأنه دائما ما يتحدث اللغة العربية بطلاقة وبدون توقف. قال عنه أحد طلابه في تغريدة على تويتر "يمكن أن يمضي ساعات خارج حصص الدرس مع الطلبة لتوضيح بعض النقاط بخصوص امتحان".
وصفه أحد طلبته نسيم بن غربية وهو صحافي كان تابع دروسه بين 2011 و2012 "بالأستاذ الجديّ والمسرحي أحيانا، لكنه دائم الإصغاء لطلبته".
ويتذكر صحافي من فرانس برس أن سعيّد وحين يدخل صباحا الكلية يبدأ بإلقاء التحية على كل من يصادفه من زملائه الذين يدرسون معه وعمّال النظافة والموظفين بالإدارة والطلبة، ويسأل عن أحوالهم وأحوال عائلتهم فردا فردا.
أنصاره يلقبونه "الأستاذ" احتراما لشخصه
تضم شبكة أنصاره بالأساس طلبة متطوعين، إلى جانب شخصيات كان حضورها بارزا خلال احتجاجات "القصبة 1" عام 2011 والتي كانت منعطفا في مسار الانتقال الديموقراطي في البلاد إثر سقوط نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
عرف شهرة واستحسانا من قبل التونسيين خلال ظهوره المتعدد منذ 2011 في وسائل الإعلام التونسية، يقدم التفسيرات والتوضيحات ويبسط المسائل الدستورية المعقدة خلال كتابة الدستور الجديد للبلاد عام 2014. أثار سعيّد الجدل منذ إعلان ترشحه للرئاسة لقلة المعلومات عنه ولقربه من شخصيات سياسية محافظة. واعتبره البعض يساريا فيما صنفه آخرون بالإسلامي المحافظ.
"لا رجوع عن المكتسبات في ما يتعلق بالحريات وحقوق المرأة"
وبحسب قناة "فرانس24" الفرنسية أن خبير القانون الدستوري وأستاذه السابق عياض بن عاشورقال عنه في تصريح لصحيفة "لاكروا" الفرنسية "هو بالفعل محافظ جدا وليس إسلاميا ولا يقدم قناعاته الشخصية في خصوص المسائل الأولوية".
إلا أن سعيّد أكد إثر صدور نتائج الدورة الأولى وفي مؤتمر صحفي على أنه "لا رجوع عن المكتسبات في ما يتعلق بالحريات وحقوق المرأة"، رافضا مقترح المساواة في الميراث.
وسيكون الرئيس التونس الجديد أمام تحدي توسيع دائرة مناصريه الذين يقفون إلى جانبه الآن تطوعا.