ايران : التزامنا بالاتفاق النووي لايعني التخلي عن القوة

الحدث الخميس ٣١/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٢٠ ص
ايران : التزامنا بالاتفاق النووي لايعني التخلي عن القوة

طهران – عواصم – ش – وكالات

قال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي امس الاربعاء إن الصواريخ مهمة لمستقبل الجمهورية الإسلامية وذلك في دعم للحرس الثوري الذي اختبر إطلاق صواريخ باليستية مما أثار انتقادات الغرب.
وأيد خامنئي الاتفاق النووي الذي أبرم العام الماضي مع القوى العالمية لكنه دعا إيران منذ ذلك الوقت إلى تجنب أي تقارب أكبر مع الولايات المتحدة وحلفائها والحفاظ على قوتها الاقتصادية والعسكرية.
ونقل الموقع الالكتروني لخامنئي عنه قوله "من يقولون إن المستقبل هو المفاوضات وليس الصواريخ إما جهلاء أو خونة.
"إذا سعت الجمهورية الإسلامية للمفاوضات دون أن تملك قوة دفاعية فإنها ستضطر للرضوخ أمام تهديدات أي دولة ضعيفة."
وقد تكون تصريحات خامنئي موجهة للرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني الزعيم الفعلي لتحالف سياسي أكثر اعتدالا.
وكان رفسنجاني كتب تغريدة على موقع تويتر الأسبوع الماضي قال فيها "المستقبل في الحوار وليس الصواريخ."
واختبر الحرس الثوري إطلاق صواريخ باليستية هذا الشهر وقال إن الخطوة استعراض لقوة الردع غير النووية التي تمتلكها إيران.
وذكرت الولايات المتحدة وعدة قوى أوروبية في رسالة مشتركة اطلعت عليه رويترز أمس الاول الثلاثاء أن تجارب الصواريخ الإيرانية تحد لقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي يدعو إيران إلى الكف عن اختبار الصواريخ القادرة على حمل أسلحة نووية.

مواقف دولية
نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن ممثل لوزارة الخارجية الروسية قوله امس الأربعاء إن تجارب إطلاق الصواريخ القادرة على حمل أسلحة نووية في إيران ليست انتهاكا لقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي.
وقالت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون في خطاب مشترك اطلعت عليه رويترز أمس الاول الثلاثاء إن الإطلاق يتحدى القرار الذي أيد الاتفاق النووي التاريخي العام الماضي.
ونقلت انترفاكس عن ميخائيل أوليانوف رئيس قسم منع الانتشار والحد من التسلح بالوزارة قوله "القرار لا يحظر (التجارب)."
فيما قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة امس الأربعاء إن الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران سببت "قلقا" وأن الأمر يرجع إلى القوى الكبرى لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان يجب فرض عقوبات جديدة.
وكان الحرس الثوري الإيراني أجرى اختبارات بإطلاق صواريخ باليستية في وقت سابق من الشهر الجاري فيما قال إنه استعراض لقوة الردع غير النووية الإيرانية.
وقال بان متحدثا للصحفيين في جنيف على هامش مؤتمر يبحث قضية اللاجئين السوريين "أطلق الإيرانيون الآن صواريخ باليستية... حقيقي سبب ذلك إزعاجا وقلقا.
"لكن ما هي العقوبات وأي نوع من الإجراءات يجب أن يتخذ أمر يرجع لأعضاء مجلس الأمن."

دعوات للتحرك
ميدانيا دعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا مجلس الامن الدولي الى التحرك ازاء التجارب الصاروخية الايرانية الاخيرة، مؤكدة في رسالة مشتركة ان هذه التجارب البالستية تنتهك قراره المتعلق بالاتفاق النووي التاريخي مع طهران.
وقالت الدول الغربية الاربع في رسالتها المؤرخة بتاريخ الاثنين والموجهة الى سفير اسبانيا رومان اويارزون مارشيزي المسؤول في المجلس عن هذا الملف ان التجارب الصاروخية الايرانية "شكلت استفزازا وعاملا مزعزعا للاستقرار".
واضافت الدول الغربية العظمى التي ابرمت بنفسها في تموز/يوليو 2015 اتفاقا تاريخيا مع طهران حول ملفها النووي، ان ايران اجرت هذه التجارب "في ازدراء للقرار الدولي الرقم 2231 الصادر في 2015" والذي اعتمد فيه المجلس نفس بنود الاتفاق حول الملف النووي الايراني.
وكان مجلس الامن ضمن القرار 2231 كل بنود الاتفاق حول النووي الايراني ورفع عن طهران غالبية العقوبات الدولية المفروضة عليها ولكنه بالمقابل ابقى الحظر المفروض على اطلاقها اية صواريخ بالستية يمكن تحميلها رؤوسا نووية.
واكدت الدول الاربع في رسالتها ان الصواريخ التي اطلقتها ايران في آذار/مارس وهي من طرازي شهاب-3 وقيام-1 "هي بطبيعتها قادرة على نقل اسلحة نووية".
ولكن طهران تؤكد ان هذه الصواريخ ليست مصممة لنقل رؤوس نووية وبالتالي هي غير معنية بالقرار الدولي.
ودعت الدول الاربع مجلس الامن الى الاجتماع "في صيغة 2231" اي وفقا للآلية التي اعتمدها المجلس في قراره السابق الذكر والتي ترمي لمراقبة الانشطة العسكرية الايرانية بعدما حلت لجنة العقوبات التي كانت تتولى هذه المهمة.
وبحسب دبلوماسيين فان هذا الاجتماع سيعقد الجمعة.
وكانت روسيا عارضت في مجلس الامن في منتصف مارس فرض عقوبات على ايران بسبب تجاربها الصاروخية، الامر الذي لا يتوقع ان يتغير هذه المرة ايضا.
وقال دبلوماسي لوكالة فرانس برس ان الغاية من الدعوة الى هذا الاجتماع رغم الموقف الروسي المعروف سلفا هو "ارسال رسالة الى الايرانيين مفادها اننا يقظون".