عواصم – ش – وكالات
قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية إن الصراع في سوريا كلف البلاد أكثر من 200 مليار دولار.
وأضاف الأسد في المقابلة التي نشرت امس الأربعاء "الخسائر الاقتصادية والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تجاوزت قيمتها 200 مليار دولار... إصلاح البنية التحتية سيستغرق وقتا طويلا."
واكد ان دمشق ستواصل الحوار بشأن التسوية في سوريا خلال المحادثات المقبلة في جنيف
واضاف ان "الانجازات العسكرية" التى حققها الجيش السورى اخيرا بدعم من القوات الروسية ومن حلفاء آخرين لنظامه "ستؤدى لتسريع الحل السياسى وليس العكس". ونقلت الرئاسة السورية فى صفحتها على موقع فيسبوك عن الاسد قوله لوكالتى ريانوفوستى وسبوتنيك ان "الدعم العسكرى الروسى ودعم الأصدقاء لسورية والإنجازات العسكرية السورية كلها ستؤدى إلى تسريع الحل السياسى وليس العكس". وأضاف الأسد فى المقابلة التى ستبث على جزأين يومى الاربعاء والخميس "نحن لم نغير مواقفنا قبل الدعم الروسى ولا بعده ذهبنا إلى جنيف وما زلنا مرنين".
تاجيل الانتخابات
من جانب اخر نفت مصادر رسمية في مجلس الشعب السوري ما تردد عن تأجيل الانتخابات البرلمانية إلى السابع من مايو القادم.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد أصدر مرسوماً يحدد 13 أبريل المقبل موعدا لإجراء الانتخابات.
وكانت مواقع الكترونية سورية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تداولت خبراً مفاده بأن "الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يؤجل انتخابات مجلس الشعب".
وقالت مصادر المجلس إن المواقع التي نشرت الخبر استندت إلى مرسوم انتخابات مجلس الشعب في عام 2012، والتي أقرت في السابع من مايو، الذي يصادف يوم عطلة في العام الحالي.
ورجحت مصادر سورية واسعة الاطلاع مقربة من الحكومة اليوم أن خللا فنيا ما او تضليلا اعلاميا او قرصنة الكترونية قد حدثت في تلك المواقع.
يذكر ان مصدرا حكوميا سوريا في دمشق كان قد اكد في وقت متأخر من مساء امس الاول الثلاثاء أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر مرسوما يقضي بتأجيل الانتخابات البرلمانية من 13 أبريل إلى السابع من مايو.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن المصدر قوله إن "الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية أصدر المرسوم رقم 113 الذي ينص على تحديد السابع من الشهر الخامس موعدا لانتخابات أعضاء مجلس الشعب".
ولم يكشف المصدر عن السبب وراء قرار تأجيل الانتخابات.
الهدنة على المحك
أفادت تقارير إخبارية بأن الهدنة السورية أصبحت على المحك، خصوصا أن فصائل المعارضة المسلحة ستعقد اجتماعا في تركيا اليوم لتحديد موقفها من الاستمرار في الالتزام بالهدنة وبنود وثيقة "مبادئ التسوية السياسية" التي أعدها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.
ونقلت مصادر صحفية امس الأربعاء عن رامي الدالاتي عضو المجلس العسكري التابع لـ"الجيش السوري الحر" القول إن اجتماعا "سيبحث وضع الهدنة والأوراق التي عرضها دي ميستورا"، لافتا إلى أن التحفظ الأساسي للفصائل يتعلق بعدم تطرق وثيقة دي ميستورا "بوضوح لمصير رئيس النظام" بشار الأسد.
وأضاف :"كل شيء قابل للأخذ والرد بالنسبة إلينا إلا موضوع استمرار الأسد في الحكم".
بدوره، قال المستشار القانوني لـ"الجيش الحر" أسامة أبو زيد للصحيفة إن الفصائل المسلحة تريد مراجعة موقفها من الهدنة "في ظل استمرار خروقات النظام وعدم سير العملية السياسية بالسرعة المطلوبة".
من جهة اخرى اعتبر رياض نعسان أغا، المتحدث باسم الهيئة "العليا للمفاوضات" التابعة للمعارضة السورية أن دعوة روسيا لعدم مناقشة رحيل الرئيس بشار الأسد تهدف لتقويض المفاوضات.
وقال نعسان أغا أن " مستقبل الرئيس الأسد يجب أن يكون الموضوع الرئيسى لمحادثات جنيف "، متسائلا "ما الذى سنناقشه إذا لم نناقش مصير الأسد؟ ". من جانبه، نفى الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات منذر ماخوس، وجودَ توافق روسى أمريكى مفترض بشأن عدم التطرق لموضوع الأسد فى الوقت الراهن. وكان نائب وزير الخارجية الروسى، سيرجى ريابكوف قد صرح فى وقت سابق بان واشنطن تفهمت موقف موسكو بأنه ينبغى عدم مناقشة مستقبل الأسد الآن.
موقف امريكي
أعلن المتحدث باسم البنتاجون بيتر كوك أن واشنطن غير مستعدة حاليا للتعاون العسكرى مع موسكو فى سوريا وذلك رغم أن روسيا تلعب دورا بناء فى ضمان سريان الهدنة هناك
. ونقلت قناة روسيا اليوم عن كوك قوله إنه من الواضح أن المساعى العسكرية لروسيا تركز على محاربة تنظيم "داعش" الإرهابى، مضيفا أن الولايات المتحدة ترحب بهذا الأمر.
وأضاف أن الروس يلعبون دورا بناء فيما يخص وقف الأعمال القتالية، معيدا إلى الأذهان أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى يؤكد على هذا
. وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستواصل محاربة "داعش"، مشددا فى الوقت نفسه على أن واشنطن لا يمكنها التعاون مع روسيا فى هذه الجهود.
مناشدة دولية
من جهة اخرى ذكر الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون امس الاربعاء أمام مؤتمر للمنظمة الدولية للاجئين السوريين في جنيف أن الدول الغنية يجب أن تظهر قدرا أكبر من الاستعداد لاستضافة السوريين بتوفير نحو نصف مليون مكان لاعادة توطينهم على المدى الطويل.
وقال بان "إننا هنا لمعالجة أكبر أزمة للجوء والنزوح في عصرنا الحالي ، وهذا يتطلب زيادة تصاعدية في التضامن العالمي".
وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة قد عقدت اجتماعا ضم أكثر من 90 دولة في مقر الامم المتحدة في سويسرا بهدف الحصول على تعهدات جديدة لاعادة التوطين وبرامج لم شمل الاسر بالاضافة إلى تأشيرات للعمل والدراسة.
وتلك البرامج منفصلة عن إجراءات اللجوء المعتادة. وتستهدف بشكل خاص الفئات الضعيفة من بينها النساء والاطفال والاشخاص الذين يحتاجون مساعدة طبية.
يذكر أن لبنان وتركيا والاردن ومصر والعراق ودول شمال إفريقيا أخذت على عاتقها مهمة استضافة معظم السوريين الذين فروا من الحرب في بلادهم.
وصار اللاجئون السوريون في هذه الدول والبالغ عددهم 8ر4 مليون شخص يمثلون عبئا شديدا على ميزانياتها ومرافقها العامة.