تأجيل وصول المساعدات الأممية إلى.. اليوم «الجوع» يتمدد في مضايا السورية

الحدث الثلاثاء ١٢/يناير/٢٠١٦ ٠١:٥٠ ص
تأجيل وصول المساعدات الأممية إلى.. اليوم
«الجوع» يتمدد في مضايا السورية

بيروت – – وكالات

أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، يوم أمس الأحد، تأجيل وصول المساعدات الطبية والأغذية لبلدة مضايا السورية المحاصرة إلى اليوم الاثنين. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن التفاوض حول تأمين طريق لوصول مساعدات إلى مناطق محاصرة يتطلب موافقة من أعلى المستويات السياسية من جانبي الصراع، بالإضافة إلى المقاتلين على الأرض. وكان برنامج الغذاء العالمي يأمل في وصول الدفعة الأولى من هذه المساعدات لتغطية حاجات نحو 40 ألف شخص محاصرين في بلدة مضايا التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة.

يذكر أن مضايا تلقت مساعدات إنسانية في أكتوبر الفائت، ولكنها تعرضت لحصار منذ ذلك الوقت، أدى لمنع وصول المساعدات إليها، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية.

وفي آخر آثار الكارثة؛ توفي شخصان آخران جوعا في مدينة مضايا السورية المحاصرة في حين يترقب أهلها وصول مساعدات إغاثية بالتزامن مع توزيع مساعدات مماثلة على بلدتي كفريا والفوعة بإدلب في شمال سوريا برعاية الأمم المتحدة ومنظمات دولية.
وقال الصحفي السوري محمد الجزائري لقناة الجزيرة نقلا عن المجلس المحلي في مضايا -التي تقع في ريف دمشق الغربي- إن اثنين من السكان فارقا الحياة جراء سوء التغذية بسبب الحصار الذي يفرض المدينة وبلدات أخرى منذ أكثر من ستة أشهر.
وأضاف أن مجلس مضايا المحلي أحصى منذ سبتمبر الفائت 42 وفاة، مشيرا إلى أن أول المتوفين بسبب الحصار كان الطفل محمد جلال الدالاتي. وأشارت حصيلة سابقة إلى أن عدد المتوفين في مضايا بلغ 23، بالإضافة إلى مقتل آخرين بالرصاص أو بالألغام أثناء محاولتهم الخروج من المدينة.
وقال الصحفي السوري إن الهيئات المدنية والثورية قادرة على توزيع المساعدات على السكان البالغ عددهم نحو أربعين ألفا. ويشمل الحصار في ريف دمشق الغربي مدينتي مضايا والزبداني وكذلك بلدة «بقّين».
وقالت المصادر إنّ الاستعدادات اللوجستية اكتملت بنسبة 80 %. كما أكدت أنّ قافلة ستنطلق من دمشق باتجاه مضايا تشمل وفدا من الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية.
وتتألف القافلة من ثلاثين إلى أربعين شاحنة تحمل أربعمائة طن من المساعدات الغذائية توجد حاليا في مستودعات برنامج الغذاء العالمي في دمشق وتكفي أربعين ألف شخص لمدة شهر، ويتكفل الصليب الأحمر الدولي بإدخال المساعدات الطبية إلى مضايا. ولا تشمل المساعدات الوقود أو مواد للتدفئة.
في غضون ذلك تنطلق قافلة تتألف من نحو خمس عشرة إلى عشرين شاحنة من حمص (وسط سوريا) باتجاه ريف إدلب محملة بنحو مئتي طن من المساعدات، توجد حاليا في مستودعات برنامج الغذاء العالمي بحمص لتوزيعها في بلدتي الفوعة وكفريا على نحو عشرين ألفا من سكانهما.
وعلى صعيد ردود الفعل؛ أشارت صحيفة ذي ديلي ميل البريطانية إلى أن الأهالي في ثلاث بلدات سورية يتضورون جوعا، وأنهم أُجبروا على أكل القطط والكلاب والأعشاب، في ظل عدم توفر ما يأكلونه من غذاء آخر.
من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن حصار مضايا يلقي بظلاله على الجهود نحو السلام في سوريا، وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سبق أن قال «لنتخيل أنه لا تفصلنا سوى أسابيع عن إمكانية حدوث انتقال في سوريا».

وأوضحت في افتتاحيتها أنه سبق لكيري أن صرح بهذا القول في السابع من نوفمبر الفائت، أي قبل أكثر من سبعة أسابيع، لكن واشنطن بوست قالت إن الأسابيع تمضي دون أن يصل إلى مضايا المحاصرة كسرة خبز أو قطعة من مادة غذائية.

وأشارت إلى أن كيري لا يزال يأمل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة بين النظام السوري والمعارضة، ولكن مأساة مضايا الصادمة تشير إلى أن نظام الأسد وحلفاءه ليست لديهم نيّة لإنهاء الاعتداءات المروعة على المدنيين في البلاد، وذلك بغض النظر عن ما يقال في قاعة المؤتمرات في جنيف أو في أروقة مجلس الأمن الدولي.

تناولت صحيفة بريطانية الحال الصادمة لأهالي بلدة مضايا بريف دمشق، الذين يتضورون جوعا في ظل الحصار حيث لجأ أهلها لأكل القطط والكلاب والأعشاب لسد رمقهم، وسط عجز المجتمع الدولي وعدم تدخله لإنقاذهم من الموت جوعا. في هذا الإطار، نشرت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية مقالا للكاتب ديفد بلير قال فيه إنه إذا كان الطيران البريطاني غير قادر على إسقاط الطعام لبلدة مضايا فلماذا هو موجود من الأصل؟ وأوضح أن مضايا لا تبعد سوى نحو عشرة كيلومترات عن الحدود الغربية لسوريا، وهذا يعني طيران لمدة أربعين ثانية فقط بالنسبة لطائرات النقل من طراز هيركوليز أو «هرقل» المعروفة.

وقال الكاتب إن الآلاف يموتون جوعـــا في بلدتين بســـوريا، وذلك في ظل سياســـة الحصار ضد المناطق التي تسيطر عليهــا قوات للمعارضة السوريـــة والتي تشهر سلاح التجويع ضد بلدة مضايا ومدينة الزبداني بريف دمشق. وأوضح أن أساليب الحصار والتجويع تعود للعصور الوسطى.

وكرر الكاتب التساؤل: لماذا لا يكون سلاح الجو الملكي البريطاني مستعدا لإسقاط المواد الغذائية على مضايا والزبداني؟ وأضاف إذا كان بمقدور الطيران البريطاني إسقاط القنابل، فلماذا لا يسقط المساعدات لإنقاذ المتضورين جوعا؟

صنداي تلغراف: ما جدوى طيراننا ما لم يُطعم مضايا؟