بنك عمان العربي يقود مسيرة الابتكار في القطاع المصرفي العماني

مؤشر الاثنين ٠٧/أكتوبر/٢٠١٩ ١٢:٢٤ م
بنك عمان العربي يقود مسيرة الابتكار في القطاع المصرفي العماني

مسقط - الشبيبة

التسارع الهائل في وتيرة التطورات التكنولوجية بشكل عام وفي عالم المصارف على وجه التحديد، جعلت من عمليات التحول الرقمية أكثر تعقيداً مما يمكن تصوره للوهلة الأولى، حيث أن التحول بمعناه الحقيقي يتجاوز عملية إتاحة الخدمات بشكل رقمي على الإنترنت وتطبيقات الهاتف المحمول بدلاً من المعاملات الشخصية السابقة، وأصبح لزاماً على البنوك اليوم أن تبحث عن وسائل وحلول مبتكرة لتعزيز سرعة أداء وإنجاز المعاملات بأقل جهد ممكن للزبون ، فضلاً عن ضرورة التطوير المستمر للكوادر البشرية لتسطيع مواكبة التسارع الكبير في المتغيرات على الساحة المصرفية.

ضمن هذا الإطار العام، تغيرت حقول التنافس بين المصارف وانتقلت من شكلها التقليدي نحو مجالات أكثر عمقاً تتعلق بمستويات الابتكار والقدرة على التحول رقمياً مع الحفاظ على نفس مستويات رضا الزبائن أو تحسينها، وعليه يكون مؤشر رضا العميل هو العامل الحاسم في نجاح هذه العملية الانتقالية.

منذ ما يزيد قليلاً عن ثلاث سنوات، ومع أخذ هذه الأهداف في الاعتبار، شرع بنك عُمان العربي في رحلة من شأنها أن تحوله من بنك تقليدي إلى أحد أكثر بنوك التجزئة المتقدمة تقنيًا والذي يضع متطلبات العملاء واحتياجاتهم في قمة أولوياته. ومع اعتماد مبدأ التميز في خدمة الزبائن في جوهر عمله، كانت رحلة التحول هذه تهدف إلى الاستفادة من التكنولوجيا الحالية إلى أقصى حد لتطوير حلول ومنتجات مبتكرة جديدة لم يسبق لها مثيل في السوق.

أحد أهم العناصر في رحلة التطوير المستمر هذه، تمثلت في إطلاق منصة الخدمات المصرفية الرقمية الموحدة للبنك في عام 2017. وقد تم تصميم هذه المنصة الجديدة من الألف إلى الياء لتزويد الزبائن بتجربة مصرفية رقمية متطورة وسهلة الاستخدام عبر مختلف قنوات التواصل، ووفقًا لأفضل الممارسات القطاعية إلى جانب إجراء أبحاثه الخاصة، طور البنك واجهة مستخدم جديدة وموحدة عبر جميع الأجهزة والخدمات التي ترتكز في تصميمها على استخدام الأيقونات، بدءًا من أجهزة الصراف الآلي ووصولاً إلى الواجهة المصرفية عبر الإنترنت للبنك. وينطبق الشيء نفسه على تطبيق الهاتف المحمول للبنك «OAB Online»، الذي تم تصميمه وإطلاقه بالتزامن مع تصميم وإطلاق المنصة المتكاملة.

تم تصميم النظام الأساسي ليوفر سهولة الاستخدام لذلك فهو يستخدم نظامًا موحدًا يتيح للزبائن الوصول إلى حساباتهم الخاصة من خلال أي منصة باستخدام نفس معلومات تسجيل الدخول. علاوة على ذلك، فإن التصميم المعياري للواجهة يتيح إضافة ميزات ووظائف جديدة بسهولة، حيث كانت آخر هذه الإضافات تمكين الراغبين من التبرع للجمعيات الخيرية مباشرة باستخدام تطبيق البنك للهاتف المحمول.

من جانب آخر، كانت تقنيات «التعامل عن بعد» مجالًا رئيسيًا آخر من المجالات التي ركز عليها البنك في رحلته مع التطوير المستمر، حيث عمل البنك على تطويرها محلياً بعد أن أصبحت مستخدمة على نطاق واسع في الدول المتقدمة، وعلى مدار العامين الفائتين ، نجح البنك في استبدال بطاقات الخصم المباشر وبطاقات الائتمان التقليدية ببطاقات مزودة بتقنيات الدفع من دون لمس، حيث قام البنك بإصدار أجهزة مسح البطاقات الجديدة وتوزيعها على متاجر البيع بالتجزئة والمؤسسات المختلفة. علاوة على ذلك، وكجزء من سعيه لاستبدال بطاقات الخصم المباشر القديمة، أصبح البنك أيضًا أول بنك في السلطنة يقدم خدمة إصدار البطاقات الفورية من فروعه، مما يسمح للزبائن الذين يأتون للفرع لفتح حساب بالحصول على البطاقة الجديدة فورًا في نفس الزيارة.

ومع نمو قاعدة الزبائن ، قرر البنك تدشين خدمات الدفع من دون لمس. لذلك، أطلق في يناير من هذا العام خدمة الدفع من دون لمس والتي تشمل ميزة «النقد الفوري» في أجهزة الصرف الآلي.

وتتيح هذه الخدمة للزبائن القيام بمعاملاتهم المصرفية على جهاز الصراف الآلي عن طريق لمس البطاقة للجهاز، وتتم هذه المعاملات بشكل آمن تمامًا وتتبع أعلى المعايير الأمنية الدولية في هذا المجال.

أما بالنسبة لحضور بنك عُمان العربي في السوق المحلي، أدرك البنك أهمية التصميم الداخلي والخارجي للفرع كونه المكان الأول الذي يزوره الزبائن لدى بدء علاقتهم مع البنك. من هنا بدء البنك مسيرة تحديث شبكة الفروع كجزء من استراتيجيته التي تستهدف منح العميل تجربة استثنائية متكاملة. وتتميز كل من هذه الفروع الجديدة التي تم تحويلها بأكثر من مجرد تعزيز للهوية التجارية والتصميم المحدث، حيث تم تعزيزها بعدد من الميزات والأنظمة المبتكرة بدءًا من منطقة الانتظار، مرورًا بتنقل الزبون بين مختلف أقسام الفرع، وانتهاءً بمغادرته بعد إنجاز معاملته بنجاح، مع ما يتضمنه ذلك من مناطق خاصة لتقديم الخدمات والاستشارات المصرفية مع شاشات متحركة لتحقيق تفاعل أفضل بين الزبائن وموظف خدمة الزبائن ، إلى جانب جهاز التوقيع الإلكتروني وأجهزة قراءة البطاقة الشخصية.

وتحوي فروع البنك المحدثة الشاملة على قسم خاص لأصحاب حسابات إيليت لتلبية متطلبات الزبائن المميزين، حيث يقدم القسم الذي يعمل تحت مفهوم «فرع داخل الفرع» تجربة شخصية على مستوى عالٍ من المهنية والخصوصية. ومازالت استراتيجية التحول للفروع مستمرة وقد شهدت حتى الآن تحديث 13 فرعاً في مناطق استراتيجية لعمليات البنك.

كما نجح البنك في العام الجاري بإطلاق عدد من الخدمات المميزة باستخدام أحدث التقنيات على مستوى القطاع مثل تقنية NFC وميزة التحقق باستخدام القياسات الحيوية في تطبيقه للهواتف المحمولة، بالإضافة إلى ميزة الدفع باستخدام نقاط المكافآت في عدد من منافذ البيع بالتجزئة المشاركة والتي تتيح للزبائن الدفع باستخدام هذه الميزة بشكل كلي أو جزئي من رصيد نقاطهم. كما عمل البنك خلال السنوات الماضية ومازال يعمل على تعزيز حضوره في قطاع الخدمات المصرفية للأفراد بالسلطنة.

بصرف النظر عن جميع هذه التطورات، فإن رحلة الابتكار ليست مرتبطة فقط بالتقدم التكنولوجي على المستوى الداخلي، بل يحاول البنك بشكل نشط الترويج لثقافة الابتكار داخل وخارج البنك لدى مختلف شرائح المجتمع، حيث يستثمر بشكل كبير في موظفيه من خلال تنفيذ برامج تدريب متطورة ومصممة خصيصاً لتلبية احتياجته المستقبلية وتطوير الكوادر ليتمكنوا من استلام مهام أكبر في المستقبل.

بالإضافة إلى إطلاق النسخة الأولى من مسابقة مركز الابتكار وهي هاكاثون لمدة 24 ساعة شارك فيها أكثر من 300 مشارك توزعوا على ثلاثة فئات مختلفة والتي ضمت فئة الطلاب وموظفي البنك وشركات التقنيات المالية حيث قام المشاركون بنمذجة أفكارهم ضمن عدة محاور محددة مسبقًا في القطاع المصرفي. وانضم الطلاب الفائزون في المسابقة إلى برنامج الابتكار الذي امتد على مدار ستة أشهر وحصلوا على جلسات توجيه شخصية. أما بالنسبة إلى فريق الشركات المتخصصة في التقنيات المالية فقد وقعوا عقد شراكة مع البنك لتطوير وتنفيذ أفكارهم.

وكجزء من رحلة البنك في طريق الابتكار، يعمل البنك حاليًا على إنشاء مختبر الابتكار الأول من نوعه في السلطنة. حيث سيوفر المختبر عند اكتماله جلسات التوجيه الشخصية وورش العمل المتخصصة وخبراء القطاع ليستفيد منهم الطلبة وموظفي البنك بالإضافة إلى شركات التقنيات المالية المحلية والإقليمية والعالمية.

ويمثل مركز الابتكار البداية فقط، ومع انطلاق فعالية العام المقبل والتي من المخطط لها أن تكون أكبر سيكون العمل على مختبر الابتكار قد قارب على الانتهاء. إن بنك عمان العربي في طريقه لتأسيس نفسه ليكون وجهة متكاملة للابتكار والتفكير الإبداعي في السلطنة.

كل الأنظمة والخدمات الجديدة التي أطلقها البنك خلال السنوات القليلة الفائتة إلى جانب جهوده الرامية إلى تعزيز ثقافة الابتكار في السلطنة، دفعت البنك قدماً في طريقه ليصبح أحد أكثر البنوك إبداعًا وتقدمًا واهتمامًا بالزبائن والمجتمع في البلاد. تمر الأنظمة والتقنيات المصرفية بعملية تحديث وتطوير مستمرة ومن أجل البقاء دومًا في المقدمة يعتزم بنك عمان العربي استكشاف فرص جديدة. وسيستمر البنك في تطوير وابتكار منتجات وخدمات جديدة ومواصلة المسير في طريق ترسيخ ثقافة الابتكار بدءًا من أبسط العمليات التشغيلية بالبنك إلى المنتجات والخدمات المقدمة للعميل وصولاً إلى دعم وتبني الأفكار الخارجة عن المألوف النابعة من أفراد المجتمع لتحقيق هدف وطني وهو المساهمة في تشكيل مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا للسلطنة.