بغداد – – وكالات
قال مسؤولون إن القوات العراقية الخاصة لمكافحة الارهاب دفعت المقاتلين المتشددين للخروج إلى الضواحي الشرقية لمدينة الرمادي وذلك بعد أسبوعين من إعلان النصر على تنظيم داعش في المدينة غير أن الألغام والقنابل المتناثرة في الشوارع مازالت تعرقل جهود إعادة بناء المدينة. ووصفت استعادة الرمادي أكبر المدن التي استردتها القوات العراقية بأنها أول نجاح رئيسي يحققه الجيش العراقي منذ انهياره أمام الهجوم الخاطف الذي شنه تنظيم داعش عبر شمال البلاد وغربها قبل 18 شهرا.
وقالت أجهزة أمنية إنه مازال محظورا على سكان المدينة العودة إلى مناطقها كلها تقريبا بعد أن فروا منها قبل تقدم قوات الجيش. وقال صهيب الراوي محافظ الأنبار في مجمع مؤقت للحكومة جنوب شرقي الرمادي إن قوات الأمن تتقدم داخل المدينة وإن أغلب المناطق أصبحت تحت سيطرة القوات الآن.
وأضاف أن أغلب الشوارع في الرمادي ملغومة بالمتفجرات ولذلك تستلزم جهدا وخبرات كبيرة لتأمينها. وقالت المصادر الأمنية إن قوات مكافحة الارهاب التي قادت الحملة العسكرية لاستعادة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية تعمل على تأمين الشوارع الرئيسية والمباني التي تعتبر ذات أهمية تكتيكية.
وأضافت المصادر أن القوات قامت ببناء سواتر ترابية عند مدخل الأحياء الوسطى التي تأكد خلوها من المتشددين لكن المتفجرات مازالت تنتشر فيها ووضعت علامات على مبان من الخارج بما يفيد أنها ملغومة.
ومازال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ينتظر الضوء الأخضر من الحكومة العراقية لدخول المدينة وبدء أعمال إعادة البناء.
في غضون ذلك؛ نفى السفير الأمريكي لدى العراق تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة شنت ضربات بطائرات هليكوبتر على مقاتلي تنظيم داعش في شمال العراق. وقال السفير ستيوارت جونز في بيان له «وردت تقارير في الفترة الأخيرة عن ضربات بطائرات هليكوبتر أمريكية في الحويجة وكركوك. وكما قال وزير الدفاع (خالد) العبيدي والعديد من المسؤولين العراقيين فإن التقارير عن هذه الضربات غير صحيحة».
ووصفت جماعات مسلحة قوية موالية للحكومة في بغداد ومنتقدون آخرون لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التقارير التي وردت في الآونة الأخيرة عن أكثر من ست ضربات شنتها قوات خاصة أمريكية بأنها انتهاك لسيادة العراق.
وقال جونز مشيرا إلى تحالف تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم داعش وتدريب القوات العراقية «أريد أن أؤكد أنني قلت مرارا من قبل إن السيادة العراقية محفوظة ويجب أن تحترم. كل أنشطة التحالف التي تجرى في العراق تتم وستتم بالتشاور مع الحكومة العراقية».
وقال رئيس البرلمان العراقي لرويترز سليم الجبوري يوم الخميس إن قوات خاصة أجنبية نفذت هجمات خلف خطوط داعش في محيط الحويجة قبل هجوم مزمع هذا العام لاستعادة الموصل أكبر مدينة خاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد.
وصرح الجبوري بأن هذه الضربات تنفذ من «آن لآخر» وبدعم من قوات عسكرية عراقية لكنه لم يحدد ما إذا كانت الولايات المتحدة قد لعبت دورا ولا عدد الضربات التي نفذت.
وكان تلفزيون الحدث ومقره دبي ووسائل إعلام عراقية قد نشرت تقارير عن عدة ضربات جوية خلال الشهر الفائت في المنطقة المحيطة بالحويجة التي تقع على بعد 210 كيلومترات شمالي بغداد.
وأعلنت الولايات المتحدة الشهر الفائت أنها ستنشر قوة جديدة قوامها نحو مئة فرد من القوات الخاصة لشن غارات على تنظيم داعش في العراق وفي سوريا دون تقديم تفاصيل.
ونفى الجيشان الأمريكي والعراقي أن تكون القوات الأمريكية نفذت عمليات عسكرية على الأرض في الحويجة منذ أكتوبر تشرين الأول عندما أنقذت القوات الخاصة الأمريكية وقوات البشمركة الكردية 69 عراقيا في غارة قتل فيها أحد أفراد القوات الأمريكية.