الرياض – دبي – – وكالات
نفى التحالف العربي بقيادة السعودية الداعم للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يوم أمس الأحد، استخدام قنابل عنقودية في ضربات جوية استهدفت صنعاء مؤخرا، اثر تقارير لمنظمة حقوقية والأمم المتحدة بهذا الشأن.
وقال المتحدث باسم التحالف العميد الركن احمد عسيري لوكالة فرانس برس ان التحالف «ينفي استخدام القنابل العنقودية في صنعاء» التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم منذ سبتمبر 2014.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش اتهمت في تقرير أصدرته في السابع من يناير، التحالف باستخدام قنابل عنقودية في غارات استهدفت صنعاء في السادس من الشهر الجاري.
وغداة تقرير المنظمة ومقرها نيويورك، اعلنت الامم المتحدة تلقيها «معلومات مثيرة للقلق» عن استخدام هذه القنابل في قصف صنعاء، وهو ما حذر امينها العام بان كي مون من انه «يمكن ان يعتبر جريمة حرب».
وانتقد عسيري أمس تقرير هيومن رايتس ووتش، معتبرا انه «تقرير ضعيف جدا»، وان المنظمة «لم تظهر أي أدلة»، مضيفا ان التقرير يتحدث عن نوع من القنابل العنقودية «غير موجود في مخازن» القوات السعودية، في اشارة الى قنابل من نوع «سي بي يو-58».
الا ان المسؤول العسكري السعودي اشار الى ان التحالف اقر في اوقات سابقة باستخدام قنابل عنقودية من طراز «سي بي يو-105» ضد عربات عسكرية تابعة للمتمردين الحوثيين وحلفائهم.
اضاف «الآن لم يعودوا يملكون عربات، لذلك لا نستخدم» هذه القنابل. وتعليقا على نشر المنظمة في تقريرها صورة قالت انها لقنابل من طراز «سي بي يو-58»، قال عسيري ان «عرض صورة كهذه لا يعني انها في صنعاء، لا يعني ان (القنبلة) من التحالف».
واكد ان المنظمة لم تتواصل مع التحالف لاعداد تقريرها، متابعا «اعتقد انهم يجمعون معلوماتهم من الحوثيين». واكد عسيري ان 90 بالمئة من غارات التحالف في صنعاء تستهدف منصات اطلاق الصواريخ التي يملكها المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
واضاف «لا يمكن استخدام قنابل عنقودية ضد منصات لاطلاق صواريخ». وكثف المتمردون في اليمن منذ منتصف ديسمبر من اطلاق الصواريخ باتجاه المناطق الجنوبية في السعودية. واعلن التحالف في غالبية المرات اعتراض الدفاعات الجوية السعودية لهذه الصواريخ، وتدمير المنصات التي استخدمت لاطلاقها بعد تحديد موقعها في اليمن.
وسبق لمنظمات حقوقية دولية ان اعربت مرارا عن قلقها من استهداف غارات التحالف لمناطق مدنية، وهو ما ينفيه الاخير بشكل دوري. وتضم الذخائر العنقودية عادة كميات كبيرة من القنابل الصغيرة التي لا ينفجر العديد منها بعيد سقوطها على الارض، ما يجعلها بحكم الامر الواقع اشبه بألغام. وبموجب اتفاقية تعود الى العام 2008، يحظر استخدام القنابل العنقودية في النزاعات العسكرية، الا ان الولايات المتحدة والسعودية ليست من ضمن 116 دولة وقعت هذه الاتفاقية.
وكان المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة نقل عنه الجمعة انه «قلق جدا لتكثيف الغارات الجوية للتحالف»، وخصوصا لتلقي «معلومات عن غارات مكثفة على مناطق سكنية ومبان مدنية في صنعاء»، معتبرا ان «استخدام قنابل عنقودية في مناطق ماهولة يمكن ان يشكل جريمة حرب».
واشارت المفوضية العليا لحقوق الانسان في تقرير مؤخرا، الى الاشتباه باستخدام التحالف قنابل عنقودية في محافظة لحج (جنوب) وبدأ التحالف شن ضربات جوية دعما لقوات الرئيس هادي في مارس، ووسع خلال الصيف عملياته لتشمل تقديم دعم ميداني مباشر لها من خلال ارسال قوات ومعدات، والقيام بتدريب المقاتلين.
واوقعت اعمال العنف في اليمن بين منتصف مارس واواخر ديسمبر 2015، نحو ستة الاف قتيل بينهم 2795 مدنيا ونحو 28 الف جريح ضمنهم نحو خمسة الاف مدني، وفقا لاجهزة الامم المتحدة.
ميدانيا؛ قتل ثلاثة اشخاص على الاقل واصيب عشرة بجروح في سقوط صاروخ على مركز طبي تديره منظمة «اطباء بلا حدود» في شمال اليمن أمس الاحد، بحسب ما افادت متحدثة باسم المنظمة وكالة فرانس برس.
وقالت المتحدثة ملاك شحر ان «ثلاثة اشخاص قتلوا واصيب عشرة بجروح في سقوط صاروخ على مركز طبي في مديرية رازح بمحافظة صعدة» في شمال البلاد، معقل الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق عدة في البلاد، على حساب قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية.
واكدت المتحدثة انه ليس في مقدور المنظمة غير الحكومية في الوقت الراهن، تحديد ما اذا كان الصاروخ ناتجا عن غارة جوية لمقاتلات التحالف العربي، او انه ناتج عن قصف من الميدان.
وكانت المنظمة نددت مطلع ديسمبر الفائت بغارات قالت ان التحالف العربي شنها، واستهدفت عيادة نقالة تديرها في مدينة تعز (جنوب غرب)، التي تسيطر عليها القوات الموالية للرئيس هادي، الا انها محاصرة منذ اشهر من قبل الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.