ترامب لمؤيديه: الديموقراطيّون يريدون أخذ أسلحتكم وأصواتكم وحرّيتكم

الحدث الاثنين ٣٠/سبتمبر/٢٠١٩ ١٣:١٣ م
ترامب لمؤيديه: الديموقراطيّون يريدون أخذ أسلحتكم وأصواتكم وحرّيتكم

واشنطن - أ ف ب

تكثّف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحقيقها بشن قضية بريد هيلاري كلينتون الإلكتروني، وفق ما افادت صحيفة «واشنطن بوست» السبت، ما يعيد إلى الواجهة المسألة المفضلة لدى الرئيس في مهاجمة منافسته في انتخابات 2016.

وقال الرئيس الأميركي في البيت الأبيض متوجها الى مؤيديه «الديموقراطيّون يريدون أخذ أسلحتكم، ويريدون أخذ تغطيتكم الصحّية، ويريدون أخذ أصواتكم، ويريدون أخذ حرّيتكم».

وأضاف «لن ندع ذلك يحدث أبداً، لأنّ (مصير) بلدنا على المحكّ بشكل لم يسبق له مثيل. الأمر بمنتهى البساطة، هم يحاولون إيقافي لأنّني أكافح من أجلكم. ولن أدع ذلك يحدث أبداً».

وفي تغريدات أخرى، كرّر ترامب القول إنّ التّحقيق الهادف إلى عزله هو عبارة عن «حملة مطاردة» سياسيّة. واعتبر ترامب أنّ النائب الديموقراطي آدم شيف الذي يترأس لجنة داخل مجلس النواب تحقق في تصرفات الرئيس، قد شوَّه سمعته، قائلاً إنّ عليه أن يستقيل من الكونجرس.

ودفعت مسألة إن كانت كلينتون استخدمت بريداً إلكترونيًا وخادمًا خاصين عندما كانت وزيرة للخارجية، ترامب إلى الإصرار مراراً على أنها تستحق السجن بينما دعا أنصاره إلى «حبسها».

وبعد تحقيق أجراه مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) في القضية، لم يوص مدير الوكالة السابق جيمس كومي بتوجيه تهم لكلينتون لكنه قال إن تصرفاتها تنم عن «استهتار كبير».

وأفادت «واشنطن بوست» أن محققين من وزارة الخارجية تواصلوا مع نحو 130 مسؤولاً خلال الأسابيع الأخيرة بشأن رسائل بعثوها عبر البريد الإلكتروني قبل سنوات وكانت مصنّفة على أنها سريّة بأثر رجعي. وأُرسلت جميعها أو تم تحويلها في نهاية المطاف إلى بريد كلينتون الإلكتروني الخاص وغير الآمن.

وأفادت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين حاليين وسابقين أن محققي وزارة الخارجية بدأوا اتّصالاتهم بالموظفين قبل نحو عام ونصف. لكن الأمر تُرك لاحقًا قبل أن يُعاد إحياء الملف في اغسطس.

وقال مسؤول رفيع في الوزارة للصحيفة طالبًا عدم الكشف عن هويته «لا علاقة لذلك بالشخص الموجود في البيت الأبيض هذا هو الوقت الذي استغرقه النظر في ملايين رسائل البريد الإلكتروني، وهو نحو ثلاثة أعوام ونصف».

تحقيق سياسي
وتزامن الكشف عن الجهود الجديدة المرتبطة بالملف مع فتح الديموقراطيين في الكونغرس تحقيقًا يهدف إلى عزل ترامب على خلفية الاتهامات بأنه حاول الضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليساعده في جمع معلومات من شأنها أن تسيء إلى منافسه الرئيسي المرجح في انتخابات 2020 جو بايدن.

وينفي مسؤولو وزارة الخارجية أن تكون أهداف إعادة إحياء التحقيق سياسية.

لكن مسؤولاً أميركيًا رفيعًا سابقًا مطلعا على التحقيق قال إنه يبدو وسيلة للجمهوريين «لإبقاء قضية بريد كلينتون الإلكتروني حيّة» ويعد «طريقة لتشويه صورة مجموعة كبيرة من الديموقراطيين في مجال السياسة الخارجية».

لكن يبدو أن الأشخاص الذين وردت الرسائل التي بعثوها إلى كلينتون في التحقيق لا يواجهون خطر ملاحقتهم قانونيًا.

وسرت تساؤلات متكررة بشأن طريقة تعاطي ترامب نفسه مع معلومات سرّية. فعلى سبيل المثال، أوردت تقارير في الماضي أنه كشف معلومات سرّية للغاية عن تنظيم داعش إلى مسؤولين روس رفيعي المستوى في اجتماع عقد بالمكتب البيضاوي في مايو 2017.

وفي ابريل، قال مبلّغ للكونغرس أن نحو 25 مسؤولاً في البيت الأبيض بينهم بعض كبار مستشاري ترامب مُنحوا تصاريح أمنية رغم التوصيات بغير ذلك.

وسبق أن أرجعت كلينتون سبب هزيمتها في الانتخابات إلى إعادة كومي فتح تحقيق «الإف بي آي» بشأن استخدامها بريداً وخادمًا إلكترونيًا خاصين قبل أيام من انتخابات 2016.

على المحك
وحذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب المستهدف بتحقيق على خلفيّة سوء استخدام مزعوم للسلطة، مؤيّديه السبت من أنّ «بلادنا معرضة لخطر لم يسبق له مثيل» وجاء هذا التحذير في فيديو نُشر على تويتر في اطار الهجمات شبه اليومية التي يشنها ترامب ضد الديموقراطيين.

وأطلق الديموقراطيون في واشنطن الخطوة الأولى في إجراءات عزل ترامب بشبهة أنه طلب من نظيره الأوكراني التحقيق حول خصمه السياسي جو بايدن، في خطوة نادرة أحدثت زلزالا في واشنطن.

وأعلنت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي فتح تحقيق رسمي في هذا الصدد، قائلة إن ترامب نكث بقسم اليمين بسعيه للحصول على مساعدة دولة أجنبية لتقويض ترشح بايدن.

أدلة واضحة
وتعهّد الديموقراطيّون الجمعة التحرّك بسرعة في قضيّة عزل ترامب، معتبرين أنّ الأدلّة واضحة على إساءته استخدام السُلطة من خلال مكالمته الهاتفيّة مع نظيره الأوكراني ومحاولات التستّر على مخالفات.

وفي أولى الخطوات، طالب ديموقراطيّون يرأسون لجاناً نافذة في مجلس النوّاب الجمعة وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو المقرّب من ترامب بتزويدهم وثائق حول قضيّة أوكرانيا، بغية «تسريع» التحقيق الرامي إلى عزل الرئيس.

وجاء في بيان لرؤساء لجان الخارجيّة والاستخبارات والإشراف على السلطة التنفيذية، توجّهوا فيه إلى بومبيو، أنّ «رفضكم الامتثال لهذه المطالبة سيُشكّل دليلاً على عرقلة تحقيق مجلس» النوّاب في هذا الإجراء النادر ضدّ رئيس أميركي.

وأظهرت شكوى من مخبر في أجهزة الاستخبارات أنّ ترامب مارس ضغوطاً على الرئيس الأوكراني للإساءة إلى منافسه الانتخابي جو بايدن.

وقدّم المبعوث الأميركي إلى أوكرانيا كورت فولكر الجمعة استقالته إثر تلقّيه استدعاءً من الكونغرس لاستجوابه في إطار التحقيق الرامي إلى عزل ترامب.