مسقط - الشبيبة
توصلت تجارب بحثية تجريها وزارة الزراعة والثروة السمكية بان عشب اللبيد يعتبر من أفضل الحشائش في تغذية الماشية يأتي ذلك في وقت تنتشر فيه بالسلطنة أنواع مختلفة من المحاصيل العلفية مثل البرسيم والشعير والــــــرودس وأنواع أخرى مختلفة من الحشائش وتعتبر هذه الأعلاف الأرخص والأنسب لمربي الثروة الحيوانية مقارنة بالأعلاف المركزة علاوة على احتوائها على الكاروتين والأملاح المعدنية اللازمة للمحافظة على صحة الحيوانات وتحسين "انتاجها" اداؤها الإنتاجي والتناسلي.
غير أن هذه المحاصيل تختلف فيما بينها من حيث القيمة الغذائية و استهلاكها للمياه وكذلك تحملها للملوحة، ومن المعلوم ان زراعة الاعلاف بشكل عام كالبرسيم والرودس تستهلك كميات أكثر من المياه قد تصل إلى 48 ألف متر مكعب للهكتار في العام.
وتقوم وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة في المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بتنفيذ العديد من التجارب الحقلية لإيجاد الأنواع العلفية الإقتصادية والمناسبة للظروف المناخية في السلطنة بهدف المساهمة في توفير أعلاف صالحة لتغذية الحيوان والتخفيف من استنزاف المياه الجوفية المستخدمة حاليا لزراعة وإنتاج الأعلاف الموسمية والمعمرة، وتأكيدا على جهود الحكومة في تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية ذات العلاقة ومنها إستراتيجية للنهوض بالمراعي الطبيعية التي نجحت في الحد من التصحر في معظم محافظات السلطنة ومنها محافظة ظفار.
وأثبتت التجارب البحثية المنفذة في السلطنة بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة "إيكاردا" أن علف "اللبيد" يعتبر من أفضل الحشائش في تغذية الماشية إذ تبلغ نسبة البروتين فيه حوالي 16 بالمائة، كما أن استهلاكه للمياه أقل بنسبة 40 بالمائة عن كمية المياه التي تستهلكها حشيشة الرودس فضلاً عن كونه سريع النمو وطويل ويعيش لعدة سنوات إضافة إلى أنه قادر على امتصاص الملوحة وتحمل الجفاف. ولا تحتاج زراعة اللبيد مياه كثيرة فهو نبات يتحمل الملوحة بدرجة عالية، وتوجد منه أصناف طويلة وأخرى قصيرة وفروعه الجذرية محاطة بغلاف فليني يحمي الجذور ويبقيها حيه عند اشتداد الجفاف. وبالتالي تعد حشائش اللبيد أفضل بديل ، فعلاوة على تحسين استهلاك المياه وتقليل معدلات الملوحة في التربة فإنها تشكل مصدر دخل مهماً لملاك المزارع.
وأوصت حلقة العمل التدريبية في مجال التقييم الاقتصادي وتبني التقنيات الزراعية وتحليل سلسلة القيمة للسلع الزراعية والتي عقدت في مسقط في الفترة الفائتة بأن تنفذ دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واليمن دراسات اقتصادية للبرامج الزراعية المنفذة بالتعاون مع "إيكاردا"، وذلك من خلال التقييم الاقتصادي للتقنيات الزراعية مثل الزراعة المائية في البيوت المحمية، وزراعة حشيشة اللبيد كبديل لحشيشة الرودس.
وفيما يتعلق بإنتاجية حشائش اللبيد مقارنة بالرودس فإن جميع أنواع حشائش اللبيد القصيرة والطويلة تتمتع بمزايا عالية تسهم في تخفيف الأعباء على التربة في الظروف المناخية والبيئية المشابهة للسلطنة، كما تتمتع بنمو سريع وغزارة في الإنتاج، إذ تبلغ انتاجيته من 8 إلى 10 جزات سنويا، بينما تبلغ انتاجية الرودس 5 ـ 6 جزات سنويا، ويمكن أن تزرع بذور اللبيد لمدة 4 سنوات، بينما لا يتعدى زراعتها عاما واحدا بالنسبة للرودس، إضافة إلى أنه يستهلك كمية مياه أقل من الرودس بنسبة 40%.
وحول الطرق المتبعة في زراعة حشيشة اللبيد أفاد المختصون بقسم بحوث البذور والموارد الوراثية بالمديرية بأن زراعة اللبيد تتم بالبذر المباشر أو بواسطة الشتل أو العقل، وفي حال استخدام البذر المباشر فلا بد من تسوية التربة قبل الزراعة ويتبع ذلك وضع شبكة الري باستخدام الري بالتنقيط ومراعاة مسافة 50 سم بين خطوط 50 سم بين النقاطات بصورة تبادلية ويمكن استخدام المسافات الزراعية نفسها بواسطة العقل. كما اشاروا إلى أن زراعة اللبيد تتم بعد إعطائه رية جيدة قبل وضع البذرة ويتم بعدها عمل حفرة بعمق واحد سنتيمتر وبالقرب من كل نقاطة توضع البذور بمعدل 3 إلى 4 بذرات في الحفرة وتدفن الحفرة.
وفي هذا الإطار، تم إجراء دراسة حول إكثار بذور الأعلاف المحلية حيث تم اكثار بذور لثلاثة أنواع من الأعلاف وهي اللبيد المحلي والأسترالي والدخنة وذلك بزراعة كمية محددة قرين كل نوع من هذه الأنواع وتمت زراعة البذور تحت نظام الري بالتنقيط بمحطة البحوث الزراعية بصحار وقد تبين من خلال هذه الدراسة أن إنتاج بذور الدخنة واللبيد المحلي كان الأكثر في فصل الصيف إضافة الى إمكانية إنتاج تلك الحشائش تحت ظروف السلطنة. وبناء على ذلك تمت زراعة اللبيد في مواقع عدة بالسلطنة كحقل أمهات في محطات البحوث الزراعية بالرميس والكامل والوافي وصحار وجماح ومركز بحوث الإنتاج الحيواني بالرميس ومشتل الفاكهة ببركاء.